الحديث مع الممثلة السورية جفرا يونس يشبه مباراة «بينغ بونغ» ندّية وحماسية! سمته العامة الحيوية والرشاقة والإيقاع العالي. حتى لو كانت نجمة «الندم» (حسن سامي يوسف والليث حجو) أمام شخص مطلّع وبارع في الكلام، فإنها تعرف كيف تقتّص حصتها من الحديث لتدلي بدلوها وتصرّح بآرائها خاصة عن رغبتها بألا تنحدر لتكون مجرّد موديل أو تتورط في منظومة مفككة في مهنتها تنطلق من العلاقات العامة أكثر من الموهبة والتراكم! لا تشبه هذه الفتاة أحداً من أبناء جيلها، حتى إنها لا تحاكي بالشكل والحضور أي ممثلة سورية. حتى هذه اللحظة ما زالت مادة خام، يمكن أن توضع في السياق الصحيح لتنجز صيغة تمثيلية مهمة! حتماً، سيذهب أي حوار مع هذه الممثلة نحو كرة القدم ربما إنطلاقاً من مقولة أومبرتو إكو بأن «مشاهدة المباراة متعة، لكن متابعة التعليقات عليها متعة لا تنتهي». هكذا تخبرنا جفرا عن تاريخها في تشجيع المنتخب الإيطالي وانصرافها عنه كونه يلعب بخطط دفاعية، لكن الوجهة كانت أكثر ناد أوروبي يلعب بمنطق هجومي وهو «ريال مدريد»، تحديداً منذ أن تسلّم الفرنسي زين الدين زيدان مهمة التدريب باعتباره واحداً من الأدمغة المتقدة في عالم مستديرة السحر!
المسرح الأخضر يسلّمنا بداية البوح عن مهنة التمثيل. إذ سبق أن حققت خريجة «المعهد العالي للفنون المسرحية» حضوراً خاصاً في سنوات لاحقة، لكنها في الموسم قبل الماضي بدت متواضعة تماماً في عمل متهالك اسمه «أوركيديا» (تأليف عدنان العودة وإخراج حاتم علي) ربما كانت تعتقد بأنها في أيد أمينة وبأن النجاح سيكون حليفها في كل الأحوال، لكن النتائج لم تترك مجالاً لأي لبس في سقوط مدوّ للمسلسل الأعلى ميزانية في تاريخ الدراما السورية!
عموماً، قررت الممثلة الشابة بأن يكون الموسم الماضي بمثابة «رادار» ترصد من خلاله كل ما يحدث. رغم تلقيها مجموعة عروض تلفزيونية، لكنّها فضلت الاعتذار عن عدم أدائها جميعاً، لأن ما طرح عليها إما شخصيات عائمة فارغة من العمق والفعل، أو إنها إشكالية بطريقة إدّعائية، ولم تأبه بالآراء التي حّرضتها على قبول أفضل ما يعرض عليها بقصد التواجد لأنه الأساس. هي مقتنعة بوجهة نظر أخرى تحكي مثلاً عن أهمية وحرفية ممثلة بحجم سمر سامي وبعدم وجود بديل لها، إلى درجة أنه مهما غابت، يبقى مكانها محفوظاً، ومساحتها مستقلة في وجدان الجمهور! رغم الغياب التلفزيوني في الموسم الماضي، إلا أن نجمة «العرّاب» (حاتم علي) ستفتتح موسمها الحالي بفيلم مع المخرج الكويتي حمد الصرّاف ينطلق تصويره الشهر المقبل في إيران. عن موضوع الفيلم، تقول: «المخرج يرغب بأن تبقى موضوعية الطرح مرتبطة بخطة إعلامية يتحكم بها، ويعلن من خلالها عن فكرة السيناريو والأشياء الأخرى المرتبطة بالفيلم». لكن الأكيد بأنها ستلعب دوراً جديداً واستثنائياً. وقد فوجئت بمواكبة دقيقة من المخرج الكوتيتي لكل خطوات عملها بما فيها الورشات المسرحية والتفاصيل التطويرية التي اشتغلت عليها بعد تخرّجها سنة 2012 من خلال عرضي «عرش الدم» (كولاج ما بين رائعتي شكسبير «ماكبث»، و«ريتشارد الثالث» ــ إخراج غسّان مسعود) و«في انتظار المطر» (إخراج سامر عمران).