ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يجلسون‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يجلسون‏‏‏
Related image
لكس الغاز للإنارة

مصلح بوابير الكاز

7bk9CVy
خارطة توضح أجزاء بابور الكاز

كنا في بداية القرن العشرين لا نستخدم في حياتنا اليومية غير الحطب وبقينا على هذا الحال إلى تم إختراع البابور فأخذ يسرق من الحطب دوره رويداً رويداً إلى أن إنتشر ووصل كل بيت فكان لا بد له من مصلح مثله مثل سائر الأجهزة الأخرى وكان هذا المصلح يتخذ له مكاناً في المدن أما في القرى فكان عليه أن يجوب أزقة وحارات كل قرية وهو ينادي بصوتٍ عالٍ وممطوط (مصليييييح بوابير الكاااااااز) كي يعلن عن نفسه!وكان كل من لديه بابور كاز من أهل القرية يعاني من (شحبار) أو (ضعف في اللهب) ينتظر قدوم هذا المصلّح لعمل الصيانة اللازمة لهذا البابور الذي كان يستخدم في كل شيء بما في ذلك التدفئة في أيام الشتاء!.

12006367_10153315594022928_1896520274149725779_n
مصلح بوابير الكاز في المدينة

وكان هذا المصلح يجلس في ساحة البيت إن كان له ساحة وفي الطريق إذا لم يكن للبيت ساحة واضعاً عدّتّه وفارداً ما في حقيبته من رؤوس بوابير لامعة جديدة ونكّاشات وأسلاك ومية نار وستيمات وجلدات تلزمه لعمل الصيانة الدورية اللازمة وفي أغلب الحالات تكون المشكلة في جلدة الستيم فيقوم بتغييرها أو بانسداد في مجرى خروج الكاز لما كان يحتويه هذا الكاز من أوساخ فيقوم هذا المصلح بفتحها مستعملاً إبرة البابور!.

350
بابور في طريقه للمصلح!

وبعد أداء هذه المهمة بنجاح!وبعد أن يقبض أجرته التي لن تتجاوز عدة قروش!ينطلق هذا المصلح مرّةً أخرى ويتابع جولته في أحياء القرية ويبدأ بالمناداة ثانية بصوته العالي الممطوط ليجد من يطلبه في الحال قبل أن يتمّ جملته!وفي هذه الأثناء يتجمع حوله الأطفال الصغار ويلحقون به ويرافقونه إلى المكان الجديد الذي سيستقر فيه!وكانت هذه المهنة في قريتنا محصورة في شخص واحد هو المرحوم سعيد أبو درّة (أبو أحمد) من قرية مزارع النوباني!.

وكان من حسن حظنا أن بيننا وبين هذا الرجل قرابة فكان يسامحنا في جهده الشخصي ولا يأخذ منا إلا ثمن قطع الغيار فقط وفي حال تعثر هذا البابور سوف لن ننتظر وصول أبو أحمد إلى قريتنا بل كنا نحمل البابور ونأخذه إلى بيته وهناك كنا نجد كل محبة وحنان من هذا الرجل وزوجته فكانت زوجته تجبرنا على نوم تلك الليلة عندهم وفي الصباح نعود بالبابور صالحاً أما اليوم فلا يسعني إلا أن أترحم على روحهيما وأقول رحمك الله يا أبا أحمد فقد كنت حنوناً علينا ونحن أطفال صغار ولحد الآن لا ولن أنس إستقبال زوجته (أم أحمد) وحبها لنا.

Image result for ‫مصلح بوابير الكاز‬‎
Image result for ‫مصلح بوابير الكاز‬‎Image result for ‫مصلح بوابير الكاز‬‎Image result for ‫مصلح بوابير الكاز‬‎Related imageRelated image

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.