فن القصة من أصعب الفنون الأدبية, بحيث يجب أن يتميز القاص الناجح بالحكمة وبعدُ النظر, فكلما تميزت القصة بالطرح غير المباشر والبعد عن الوعظ تفردت وتميزت, كان لنا وقفة مع أمسية قصصية بمديرية الثقافة بحمص في المركز الثقافي بقاعة سامي الدروبي ضمت عددا من القاصين سنقتطف جزءاً منها:

بعفويتها المعتادة ودفء صوتها الذي عودتنا عليه تناولت القاصة عبير منون قصة بعنوان «نبض جروحي», تطرح رؤية اجتماعية من قلب الواقع تناولتها بأسلوبها الشيق تحكي قصة رجل اعتلى كرسي الإدارة في إحدى المؤسسات ومقدار التضحيات التي يقدمها المسؤول ثمن ذلك الكرسي من راحته…‏

حيث تحمله الذاكرة إلى الماضي منذ عشر سنوات حيث زميلته سلمى في العمل وتفانيها في العمل, وتشاء الصدف أن تكون الموظفة التي ستقوم بالعمل لديه ابنة سلمى التي توفيت لتذكره بأنه كان حنوناً عليها وكان يشتري لها الشكولاته والعصير…‏

أما القاصة سوزان اللبابيدي فأغنت الأمسية القصصية بباقة من القصص القصيرة منها تضاريس تحمل بين طياتها فلسفة الحياة فأضحت التجاعيد حول عينيها تجاعيد الفرح والخطوط على جبينها تجاعيد الحكمة التي تلقفتها من الحياة, وقصة خبير بالفرص الضائعة التي نسعى إليها دائما..‏

من يمسح الدمعة قصة روتها صبا حمود عن طفل هرب من الميتم يحمل أحلامه وأمانيه ووجع يملأ قلبه ورغبة بأن ينقذ نفسه ووالدته المتزوجة من رجل فظ غليظ رفض إقامتهم معه هو وأخوته وأرسلهم للميتم.‏

أما دموع مؤجلة فهي مشاركة القاص جمال السلومي تحكي عن الآلام الإنسانية وصعوبة الحياة المعيشية وضيق ذات اليد وتفكير البطل بالسفر كأخر حلّ لكنه يتراجع في أخر لحظة رأفة بزوجته وطفلته الصغيرة ذات السبع سنوات…‏

وأخيرا تفاوتت القصص من حيث الأسلوب بين الجيد والأفضل, وتفاعل الحضور مع القاصين.‏

`http://thawra.sy/_View_news2.asp?FileName=30341880320181113221538