«الشعر سيد الكلمات, لأنه فيض المشاعر, ولغة الأحاسيس, كما أن الشاعر هو سفير الكلمة, يرسلها من جمودها إلى حيويتها, فتشكل فناً طليعياً, إنه حال الشاعرة الدكتورة مادلين الطنوس

التي حملت قلمها فماً ناطقاً وفؤاداً خافقا لتجسد روعة الفن حين ينساب الكلام على لسانها»..‏

بهذه الكلمات تناول الموجه الاختصاصي باللغة العربية عماد ابراهيم مجموعة الشاعرة مادلين الطنوس «بوح الشجر» في مقدمة الكتاب, فكان لنا وقفة مع قراءة نقدية للديوان في الكنيسة الإنجيلية المشيخية في حمص القديمة قام بالقراءة كل من (عيسى اسماعيل – رفعت ديب – نبيل باخص) سنورد بعضاً منها:‏

الإعلامي الأديب عيسى اسماعيل قال: «بوح الشجر» جواز سفر علامته الفارقة حب الحياة والناس في عالم جميل يصنعه الإنسان بالحبّ والمحبة, ولغة شفافة وكلمات رقيقة رقة الأنثى ومشاعر هادئة هدوء الأم الرؤوم.. والأخت الحنون, كلماتها حبات المطر ولوز وسكر.. وعشق للوطن وصلاة لأرواح شهدائه..‏

الشهداء عند الشاعرة مادلين طنوس ابتسامات نشوى سوف تبقى بقاء نسيم البحر وصبح البيادر في أرض سورية العطاء, شهداؤنا شعاع الشمس تغيب لتشرق من جديد وسيبقون البيارق والجبال والقناطر.. هم الأحبة إن غابوا وإن حضروا..‏

«بوح الشجر» يزيد شوقنا للحياة وطنوس تدعونا إلى مملكة الحب النقي والإحساس الصادق والأخوة إلى عالم جميل فهي مرآة روحي:‏

تعال تدفق إلى خافقي..‏

حناناً وحباً لروحي مطر‏

أُمجد فيك هسيس الحياة..‏

أعظم فيك مرام القدر‏

أما الأديب رفعت ديب فقال: شاعرتنا طنوس تعقد اجتماعا طارئا لكل النسائم التي مرت وطيرت خصلات شعرها وتدعو لهذا الاجتماع كل العصافير التي عبرت نافذتها أو حطت عليها وتطلب إليها كتمان السر وحرق وسائل الهمس وألا تفصح عن قصائد ما إن رأتها حتى فقدت هدوءها وتشبهت بالرمل حين تبعثر وفعلا كتمت السر وحافظت عليه إلا أن أشجار الغابة على فرط جمالها باحت بسر شاعرتنا ولذا أسمت الشاعرة ديوانها «بوح الشجر» إن مثل هذه الطقوس لاتحدث إلا في صدر من نبت في قلبه الحبق.‏

والدخول إلى عالمها الشعري له محاذيره و صعوباته لأن جماليته لا تسلم عذريتها لأول خاطب, بل إنها تطلب مهرها الذي دونه ماء العيون وسهر الليالي والسكر بأقداح الأحاسيس المترفة ولذا فإن علمها عالم مترف الرؤى تخفق ظلال نعماه على من اكتمل إحساسه بذاته.‏

شاعتنا أغرقت في ذاتيتها ولا عجب في ذلك فهي أخص خصائص الرومانسية فجاءت ألفاظها هامسة مألوفة قريبة من لغة الحياة اليومية مشحونة بطاقات عاطفية حارة,عربة شعرها يجرها حصانان وليسا كحصاني إلياس فرحات, محمر هزيل وأشهب, وإنما هما القلق والحزن.‏

أما الشاعر واختصاصي اللغة العربية نبيل باخص فقال: أهدت لنا الشاعرة «بوح الشجر» درر درر لوحات ناطقة من الوجدان, زاخرة بالحب والألوان, فيها شفاء للنفوس, والعقول والأبدان, مزدانة بالطيب والأرجوان.‏

لايمكن الإحاطة بكل مزايا الديوان وكلّ جوانبه في هذه العجالة فذلك نبع لاينضب ولكن لابدّ من القول: إن خيالها جامح وصورها معبرة عن معان جميلة ولغتها عربية سليمة تدل على إلمام صاحبته بخفايا اللغة العربية وأصولها وقد تنوعت قصائد الديوان بين القصائد العامودية ذات القافية الواحدة وقصائد التفعيلة وقد أجادت بكلتيهما, وتشع من قصائدها نفحة الحزن العميق ولكنها لم تسمح للحزن أن يتغلب على مشاعرها بل حاربته بالفرح والتفاؤل وتجديد الحياة.‏

أخيراً: كان الحفل مميزاً بحضور باقة من النخبة المميزة ثقافياً بحمص.

http://thawra.sy/_View_news2.asp?FileName=7090296220181206212340