حالة إبداعية ممثل وكاتب نص ومخرج مسرحي مبدع يسعى لابتكار عروض مسرحية بتواضع منقطع النظير وبتشاركية تحفز الممثلين على العطاء دون حدود, وهو فنان قادر على تحويل الكلمات الجامدة إلى حركات ناطقة إنه سامر ابراهيم أبو ليلى الذي امتلك منذ طفولته حس الفكاهة فكان لا يوفر أحدا من أقاربه والجوار إلا ويقلده بطريقة مضحكة فيرتدي ملابس والديه وأخوته لتخدمه في أداء أدواره فظهرت لديه بذور الإبداع والتميز,

ولم يتردد خلال دراسته المدرسية بتقمص أدوار مدرسيه بذاكرة حفظية مميزة لحركاتهم وسكناتهم ونبرة أصواتهم, فكان يذهل من حوله باللوحات الراقصة التي كان يبتكرها مستوحاة مما يراه على شاشة التلفاز منها الاستعراضية والديسكو ومايكل جاكسون.. أجرينا معه حوارا شيقا لنسلط الضوء على أعماله:‏

– حدثنا عن أبرز المحطات في حياتك؟‏

— أنا من مواليد حمص 1970خريج المعهد المتوسط نفط وموظف في مصفاة حمص واستلمت إدارة المسرح العمالي، وأحضر عرض (المفتش السري جدا) لفرقة العمال للمشاركة في مهرجان حمص هذا العام 2018, وأقدم دورات إعداد ممثل منذ عام 2015 ومستمر في معهد الثقافة الشعبية والكثير من الأماكن الأخرى.‏

ومنذ 3 سنوات مكلف من قبل محافظ حمص كمنشط ثقافي ومسرحي في مديرية الثقافة بحمص وعضو في نقابة الفنانين كممثل منذ عام 2000 واحضر عرضاً لفرقة المسرح العمالي بعنوان (المفتش السري جدا) عن نص المفتش للكاتب نيكولاي غوغول ومن إعداد رمضان عيسى واخراجي كما سأكون المكرم في مهرجان حمص المسرحي لهذا العام, وأنتهز الفرصة لأشكر نقابة الفنانين وعلى رأسهم رئيس فرع حمص الاستاذ الفنان أمين رومية وكل زملائي في النقابة على ترشيحهم وثقتهم الكبيرة التي أعتز بها وأتمنى أن أكون على قدر هذا التكريم الكبير الذي أعتبره تكريما لكل المسرحيين في بلدي الغالي سورية, وفي النهاية أقول دخلت الى المسرح ممثلا وأتمنى أن أنتهي على خشبته خادما لقيم الفن الانساني النبيلة فالمسرح بات في حياتي طريقة للعيش لا أتقن غيرها.‏

– هل أنت محاط بعائلة فنية تحفزك على الإبداع؟‏

— لم يكن لعائلتي أي توجه نحو هذا الفن برغم وجود بذور الابداع لدينا, فدرست في المعهد المتوسط للنفط وبقي الفن موهبة مرافقاً لي بكافة مراحل حياتي, وكان لي دور في رعاية بذور الابداع لدى أخواتي فشارك أخي حيدر ابراهيم بالغناء والعزف على الايقاع وظهر بعدة عروض من إخراجي «خارج السرب» حيث قام بدور عضو اللجنة العربية وأدى موالا شعبيا في العرض, أما اختي الطفلة زينة شاركت بعدة عروض آخرها «موعدنا الساعة العاشرة», ولا أنسى زوجتي سحاب ابراهيم ورفيقة دربي التي رافقتني منذ انطلاقتي فكانت شغوفة ومهتمة بالمسرح, فكنا منذ فترة الخطوبة من رواد العروض المسرحية بدمشق والمحافظات, وأصبح لها الآن دور فعال في الاستشارة الفنية ومسؤولة عن إدارة المنصة والملابس والمكياج ولها لمساتها في مبادرة (ريبرتوا) وعضو في اللجنة الإدارية للمبادرة.‏

– ما الهدف من مبادرة ريبرتوار حمص المسرحي؟ وهل حققت شيئا منها؟‏

— في بداية عام 2018 تقدمت بمبادرة للسيد محافظ حمص وهي (ريبرتوار حمص المسرحي) والذي وافق عليها فوراً طبعاً مشكوراً, وأوعز لمديرية الثقافة للتعاون وبالفعل قدم مدير ثقافة حمص معن ابراهيم كل التسهيلات اللازمة, وبدأنا العمل على المبادرة فجاءت من الواقع الذي عاينته بنفسي خلال الحرب لتحاول سد بعض الثغرات حيث نوزع نصاً مسرحياً كل شهر للمهتمين والمسرحيين الشباب, وفي نهاية الشهر نعقد جلسة نقدم فيها بعض المشاهد التمثيلية من النص ثم نقدم قراءة تحليلية للنص من خلال حوار مفتوح بين الحاضرين, والغاية من هذه المبادرة رفع المستوى الثقافي للجمهور المتابع عموما ولجيل المسرحيين الشباب خصوصا وإتاحة الفرصة لهم ليظهروا مواهبهم من خلال المشاهد كما يمكنهم التعرف على جيل المسرحيين المخضرمين ليستفيدوا منهم ويتعرف الجيل الكبير على الشباب ويتواصل مع همومهم ومشاكلهم, وأعتقد أننا حققنا اكثر من 70 بالمئة من أهدافنا والبقية الباقية يمكن تحقيقها في المستقبل.‏

– من خلال عملك بالإخراج المسرحي والعمل على إعداد جيل من المسرحيين الشباب ماذا أضفت للعمل المسرحي؟‏

— من خلال عملي في الاخراج المسرحي وخاصة مع جيل الشباب اعتقد انني أتحت فرصة للبعض منهم باكتشاف ذواتهم, وقدمت لهم منصة محترمة ليعبروا عن هواجسهم وطموحاتهم, كما أنني كمخرج وكمدرب ساهمت في ردم الهوة التي نشأت بين أبناء هذا الجيل بسبب الحرب والطائفية والفقر والجهل الذي تفشى خلال هذه الحرب الظالمة على بلدنا الحبيب.‏

اعتقد أنه في مثل هذه الأوقات العصيبة يتحول الفن والمسرح خصوصاً إلى حالة تربوية تثقيفية وجامعة يلتف حولها الناس بعد التفرقة والضعف..‏

– هل يوجد لدينا في سورية مسرح جامعي أو مسرح للأطفال حقيقي وماهي أهم العقبات والمعوقات التي تواجهكم ؟‏

— بالنسبة للمسرح الجامعي ومسرح الاطفال مثله مثل مسرح الكبار بحاجة لدعم مادي ومعنوي من الدولة ومن القطاع الخاص فالموجود لا يكفي وبحاجة للمزيد من الفرق والتجارب المتقدمة…‏

– ما هو الانجاز الفني الذي تصبو إليه في مجال العمل المسرحي؟‏

— الذي أصبو إليه على المستوى العام أولاً أتمنى نهاية هذه الحرب المأساة وكالعادة اتمنى المزيد من دعم الثقافة والفنون والمسرح خصوصاً وعلى المستوى الشخصي، حلمي أن أحقق مشروع (فضاء حمص الثقافي) الذي هو مكان بسيط ودافئ يحتضن الفنانين الشباب ويقدم لهم ما كنا نطمح إليه عندما كنا في عمرهم.‏

– ما رأيك بالواقع المسرحي في سورية ؟‏

واقع المسرح اليوم في العالم كله رديء وفي العالم العربي وسورية أكثر رداءة بسبب هروب الكوادر باتجاه التلفزيون والسينما التي تجلب الشهرة والمال وبسبب عدم الدعم او انعدام الدعم للمؤسسات والفرق المسرحية..‏

أخيراً‏

فاز سامر ابراهيم في 2010 بمسابقة المشاريع الثقافية التي اعلنت عنها مؤسسة روافد التابعة للأمانة السورية للتنمية حيث قدمت مشروعا ثقافيا باسم (فضاء حمص الثقافي) وفي عام 2016 كلف بإخراج أول عمل لفرقة المسرح العمالي بعد توقف لعدة سنوات وأخرج عرض (خارج السرب) للماغوط وفاز العرض بجائزة أفضل إخراج وأفضل ممثل وممثلة وأفضل نص في المهرجان المركزي العمالي بدمشق.‏

http://thawra.sy/_View_news2.asp?FileName=48446536820181226213655