Saad Hashmi | HIPA

 

‏فوتوغرافيا بين انتظار الإلهام .. واستدعائه (الجزء الثالث)

بوصولنا للمحطة الثالثة من سلسلة التساؤلات التي شاركناكم بها، عن المفاضلة بين انتظار الإلهام .. واستدعائه، يكون الجواب قد أضحى واضحاً للجميع. مع الأيام الأولى من عام 2019، نهديكم هذه الحقيقة الساطعة .. الاعتياد على استدعاء الإلهام سيجلب أضعاف المكاسب بالمقارنة مع اعتياد الانتظار ! عندما تستدعِ الإلهام فأنت تقوم ببرمجة مخيّلتك البصرية ورؤاك الفوتوغرافية على اصطياد الأفكار المدهشة .. والتي قد تكون أحياناً من ضروب الجنون، بينما من ينتظرون الإلهام سيحصلون على نتائج متشابهة ومتباعدة في نفس الوقت، وهذا يتنافى مع عقلية المصور الجاد. من الصفات الخاصة الملتصقة إلى حدٍ كبير بالماهرين في استدعاء الإلهام، هي مهارة “استمطار الأسئلة”، من حيث طبيعة الحوار الذاتي الدائر بين المصور ونفسه، وبعيداً عن الحقيقة العلمية التي يُقرّها علماء النفس (الحديث مع النفس يجعلك أذكى) فطبيعة الحوار نفسها تختلف من شخصٍ لآخر! لكن حجم التحفيز الذهني واستنفار القدرات الإبداعية ينحاز لمن ينهالون على أنفسهم بالأسئلة المركّزة على مسارٍ معيّن، هذا الأمر يقوم بعمل تهيئة عالية المستوى للعقل لاستقبال واستنباط واستنتاج وابتكار أية أفكار تصب في نفس المسار. ولطرح مثالٍ عن هذه المفارقة يمكننا استعارة عقل المصور المذكورة قصته في الجزء السابق “الثاني”، مانوع الأسئلة التي أمطر بها نفسه عندما كان يلتقط الصور للطفل في الحديقة بعد أن استأذن والدته ! كيف يمكن أن أجعل هذا الطفل يشعر بالسعادة من خلال التصوير؟ إلى أين هو ذاهب الآن؟ المدرسة؟ هل هو اليوم الأول له؟ دعني أسأل .. هل ستروق له صوره في لحظاته الأولى في المدرسة؟ هل سيعجبه رؤية الصور التي تعكس ردود فعل الطلبة على استقباله بينهم؟ هل أستطيع اللحاق بهذه اللحظة؟ هل سأحصل على إذن التصوير؟ ماهي أفكار وزوايا الصور؟ فلاش أرهق عقلك بالأسئلة .. لتحصل منه على نتائج مدهشة ! جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي www.hipa.ae  cid:image003.jpg@01D1BFEA.8CA19FF0

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.