تمت مشاركة ‏منشور‏ من قبل ‏‎Fareed Zaffour‎‏.
‏‎Manal Zaffour‎‏ مع ‏‎Salman AlAhmad‎‏ 

من حكايا سوريا والسوريين
حكاية الدبكة…
بتعرفوا من وين اجت الدبكة وليش مندبك؟
طيب اسمعوا حكايتها …
باسطورة عشتار وعقيدة الخصب السورية : “”… ولمن آلهة الموت أريشكيجالا خطفت إله الخصب دوموزي وأخدتو للعالم اﻷسفل..حزنت آلهة الحياة عشتار وصارت تندب وتنوح وتولول (تمول يعني تغني زجل حزين اسمو الحدو ) وتبكي وتضرب اﻷرض برجليها حتى تزعج آلهة الموت اللي بتحب الهدوء والسكينة والبرودة والجمود..وتتحداها منشان ترجعلها حبيبها إله الخصب للحياة ….وطلبت عشتار من كل مخلوقاتها انو يعملوا متلها ويقلدوها بحزنها ونحيبها وندبها وضرب اﻷرض برجليهن ليتحدوا آلهة الموت…فتجمعوا الناس حول عشتار الحزينة على شكل دائرة هي مركزها وصاروا يدوروا حولها وهنن عم يضربوا اﻷرض برجليهن على ايقاع غناء الحدو الحزين لﻵلهة عشتار…””
من هون خلقت الدبكة وبديت حكايتها.. اللي مشية العسكر بنظامهم المنضم هو خبطة القدم باﻷرض بكل قوة وعزم وثبات دليل لتحدي ومجابهة ومواجهة الموت بكل عنفوان وشجاعة الكون (هيدا غزل لعسكر بلدنا وجيشنا السوري المقدس )… وحلقة الدبكة السورية هي أول حلقة رقص بتاريخ البشرية (عافكرة ما يسمى اسرائيل سرقو الدبكة وسجلوها باسمهن باليونسكو كتراث وفلكلور اسرائيلي وهي إحدى السرقات التراثية الكتيرة ليصنعوا لأنفسهم هوية وجذور بالتاريخ)..
والدبكة بتعبر عن الحزن والفرح ومرتبطة بالعمل الجماعي والتعاون والتناغم بين الناس ﻹنجاز عمل مشترك متل الزراعة : يعني بعد ما يحصدوا القمح كانوا يجمعوا السنابل عالبيدر ويبلشوا يدبكوا فوقها ليفصلوا عنها حبات الحنطة..وكمان بعد ما يجنوا محاصيل العنب كانوا يجمعوها بأحواض حجرية خاصة ويقوموا بالدبك فوقها ليعصروا العنب ويصنعوا الخمر وبعدن لهﻷ بيستخدموا هالطريقة ببعض المناطق…أما بالبناء لما كان من الطوب واللبن (الطين مع القش ) كانوا يعملوا الخلطة ويدبكوا فوقها دبكة هادية ( متل الهويدالاك والدرازة ) ليخلطوها ويعجنوها منيح…ولمن بدن يرصوا اﻷرضية منيح كانوا يدبكوا دبكة سريعة وقوية متل ( الهوارة والدلعونا )..
وكانت الدبكة قديما تجمع الناس على الحماس لﻹستعداد للمعارك والحروب والدفاع عن اﻷرض والعرض واﻹحتفال باﻷعياد وبالنصر وبالمناسبات والمواسم وبعدا لهﻷ بسوريا الدبكة هي التعبير اﻷساسي بكل المناسبات…
منرجع للدبكة ..متل ما شفنا منشأها ديني عقائدي من أول بدء وجود اﻹنسان ..وكانت دبكتنا هي طقوس صلاه لﻵلهة عشتار وعناة وحدد وبعل وتموز وكانت تبدا بمناداة للرب باﻷوف واﻵويها كدعاء للرب وبتنتهي بآخرها بالزغرودة (لللييييييشش )اللي بتهدف لطرد الشياطين واﻷرواح الشريرة بالظلام.. كان طقس العبادة عبارة عن طواف ودوران حول مركز مقدس بترافقو أناشيد وايقاعات مهيوبة ..والدوران حول المركز هو عقيدة سورية دينية قديمة ظهرت مع عقيدة الخصب العشتارية ومنشوف رموزها بكل آثارنا متل مثلا : الصليب المعقوف ( بيمثل الزوبعة ) أذرع هالصليب اﻷريعة بتمثل عناصر الطبيعة اﻷربعة الماء والنار والهواء والتراب..وهنن عبارة عن راقصين وراقصات عم يدوروا بشكل منتظم حول المركز المقدس اللي هو أحد رموز اﻵلهة عشتار وبيعني أنها ملكة الكون بجهاته اﻷربعة…
وحلقة الدبكة اسمها (كركو ) بالسريانية يعني الحلقة الدائرية ( كركوك بالعراق يعني المدينة المدورة ..الدائرية ) وبيقولو عنا بالضيع وبعض المناطق ( كركها…كررك هالشغلة = يعني حركها حركة بشكل دائري وكررك عليا يعني لح عليها تايعها)..
وكلمة دبكة بالسرياني والعربي من الفعل دبك يعني لحق ..أدرك..وصل..
وتعريفها باللغة : هي لحاق الواحد من الراقصين باﻵخر في حلقة متحركة دائرية
وتعريفها الشعبي : هي رقصة شعبية جماعيةمصحوبة بالغناء وهي اﻷكثر شيوعا ببلاد الشام وتقوم على ضرب اﻷرض باﻷرجل ضرب إيقاعي منتظم ومتناغم..
بيقود الدبكة قائد منسميه نحنا السوريين ( أحزيو كركو ) يعني رئيس الحلقة أو الدبكة يعني بلهجتنا (راعي اﻷول) بيمسك راس الدبكة (مقدمتها ) وبيرقص بخط دائري وهو اللي بيبدا الدبكة وباقي الراقصين بيلحقوه بنوع الدبكة اللي هو بيقررها وبيغيروا حسب هو ما بيغير وبيوقفوا لمن هو بيوقف الدبكة ومن زمان كان الشاعر الزجال هو بيكون اﻷحزيو كركو راعي اﻷول وكان يحمل بايدو المحرمة أو المسبحة أو العصا بدل السيف..وطبعا بعد راعي اﻷول بيجي التاني ومنسميه (الشييل أو القنطرة) ولازم يكون ضخم وبنيته قوية لحتى يقدر يشيل اﻷول لمن بيطلع ليعمل تفريدة بالدبكة وبيرجع. والتالت اسمو (السنيد) بيسند الشييل لحتى ما يوقع وبعدوا بيجوا باقي الراقصين أو الدبيكة وآخر واحد اسمو (اﻵخر) وهو اللي بيضبط الدبكة بيضم راقصين جدد وبيمشيهم عالنغمة ونوع الدبكة..ومن زمان كانوا يشعلوا نار بوسط حلقة الدبكة تمثيل(لجذوة الحب) اللي ما لازم تنطفى ابدا ﻷنها أساس كلشيء بالحياة..وطبعا كان في آﻻت موسيقية خاصة للدبكة إيقاعية اهمها الطبل والدف (أشهر عازفة للدف كانت اﻵلهة عناة اﻷوغاريتية )..وآﻻت نفخية متل القربة والمزمار (كلمة زمر بالبابلية والكنعانية بتعني الموسيقى ذات اﻷصل السماوي الروحي ..زمرتو يعني منشد ومغني…زامرتو يعني المغنية أو العازفة أو الراقصة…وبقيلنا من هالمعنى آلة الزمر الموسيقية واسم المزامير يعني القصائد المغناة )…ولﻷسف هﻷ حل اﻷورغ محل هاﻵﻻت…ودبكتنا السورية اللي توارثناها عبر اﻷجيال مع أغانيها الخاصة الها أنواع كتيرة أهمها :
_القرادة أو الطيارة :ايقاعها سريع وبيتميز الراقصين باللياقة والحركة السريعة (وزنها الوزن اﻷفرامي بالموسيقا)..
_دبكة الدلعونا : بتتميز بايقاع متوسط السرعة وبتختلف سرعتها واختلافها حسب المناطق من الساحل للجزيرة للسويدا والجبل…
_الدحية :بيتميز فيها أهل سهل حوران والبداوة بتترافق مع اصدار أصوات خاصة بالدبكة من الراقصين …
_السويحلية :اختصوا فيها أهل الساحل السوري بتتميز بايقاعها السريع ورقصتا اللي بتشبه موج البحر…
_الدرازة :سموها هيك ﻷنها بتشبه عملية الدرزة بايقاعها البطيء الهادي وهي بتدل على الحزن…
_المعلولية : أو السريانية اختصوا فيها أهل معلولا …
_دبكة العسكر : وبيكون فيها تشابك اﻷيدي فوق اﻷكتاف وحركاتها قوية متل الحركات العسكرية والها أغاني خاصة ..
_النشلة أو اﻵشورية :خاصة بأهل الجزيرة وهي سريعة بايقاعها..
_الشمالية : سموها هيك ﻷنو بتبدا بالرجل اليسار وبتنتهي فيها وهي بتشبه دبكة الميلة اللي اختصوا فيها أهل المنطقة الوسطى وحمص…
_الجوفية : وفيها بتنقسم الدبكة لفريقين مقابل بعض (متواجهين ) كل فريق بيقول مقطع أغنية وبيجاوبو الفريق التاني وهي مشهورة بالجنوب عند أهل السويدا وجبل العرب..
ولسه في أنواع كتيرة اندثر معظمها وماعاد حدا بيعرفن متل المثلثية والجورة والبنت السمرا والشركسية وظريف الطول والكرجة وغيرها…
ويااااااا سوريين رح نرجع نتجمع ندبك بالفرح وبعمار بلدنا عن جديد…
ويااااااا راعي اﻷول … التاني … والتالت… واﻵخر… مسؤوليتكن كبيرة كتييير
أولها لملمة جروحنا..ولملمة شملنا.. بالحب والمحبة واﻷخلاق لنتحدى الموت و نواجهو لتحيا سوريتنا المقدسة…
و تحيا سوريا….

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٤‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.