Jehad Hasan – ألمانيا – جهاد حسن

Nidal Saber
الفنان التشكيلي نضال صابر
بقلم الفنان والناقد التشكيلي السوري عبد القادر الخليل
بين الشجاعة والجرأة, بن القلق والسرعة, بين الرمز والتعبير، بين الرومانسية والخيالية، بين الذكريات والعاطفية, بين الارض والهجرة ، وبين اللون والاضاءة، تسير بنا منجزات الفنان التشكيلي نضال صابر.
فنان تبدو عليه كل ملامح النجاح إن استطاع تخفيض سرعة الوصول. فنان كثافة الالوان وإضاءة الليل من انارة الاحلام. فنان قادر على ان يتقن اي اسلوب حين يُزيل عنه تعب السفر, ويُسيطر على الهدوء الداخلي في النفس. دافع التفوق يجعله ان يعمل بسرعة الخيال, وسرعان ما يأخذه الخيال الى التنقل بين مدرسة واخرى دون ان تسمح له بنهاية الاعمال.
الفنان نضال صابر فنان لم يتقيد في مدرسة واحدة, وحتى لم يتقيد في مناهج الاكاديميات, وذلك يعود الى حرية العمل الذي اكتسبها بنفسه قبل الانتماء الى الاكاديمية. اسس نفسه قبل عناية الاخرين. ثم تأقلمت يداه في مركز الفنون الجميلة في حلب. وبعد ايام الاغتراب , تعرف على منجزات الفن العالمي وإختزل ثقافة بصرية جعلت منه ان يغوص في كل البحور بسرعة ما رأت عينه من مناظر والوان.
من خلال متابعتي له في السنة الاخيرة رأيت له تأثير ملاحظ من كبار الفن العالمي, وطموحاته الواسعة لعبت دور هام في رغبة فنان شاب, فنان بعيد عن التقليد وإن تأثر في الاخرين, والتأثير الذي اراه هو رغبته في انجاز جميع مزايا فن العلماء وخاصة في هولندا. من منجزاته اشاهد قلق الفنان فان جوج واستخدامه الالوان الكثيفة والغزيرة. ومن منجزات متأثره في الفنان رامبراند ارى الاجواء الليلية والاضاءة المنعكسة. وكذلك تأخذه المودة مع الفنان روبنز في حالات الجمال المتقارب الى الرومنسية وإستخدام الوان القوة الديناميكية . لكن سرعان مايتنقل الى اجواء باريس في عهد الانطباعية لتعطي ريشته لمسات في هذا المذهب وفي مدارس اخرى كانت قد لعبت دور كبير في الفن العالمي كما لعبته التكعيبية والرمزية. وعدم الهدوء الداخلي يعود به الى اجواء العصر الذهبي في هولندا لتجسيد المناظر الطبيعية صمن اسلوب الفوبية بإطار رومنسي. لهذا يصعب ان نجعل تصميم الفنان نضال صابر من اسلوب واحد. بل انه فنان العشق والمودة للجميع, فنان يجيد كل ما يرغب.
اشير في مقالتي هذه عن الهدوء الداخلي ولو كان صعبآ, وخاصة حين يكون الفنان ذو قلبين. ومهاجر هجرتين, القلب الفلسطيني الاصيل الى جانب القلب السوري, وقساوة الحياة فرضت عليه ان يهاجر مرة اخرى. ليس من قلب ان يكون صابر على تلك القساوة. وكيف يبرد ذلك القلب إن كان بعيدآ عن حبه الابدي؟ لكن مع هذا اتمنى ان يُحافظ على الهدوء الداخلي كي يصل الى موقعه النهائي والذي اعتقد بأنه قريب. لقد رأينا ان الفنان فان جوج لم يستطيع ان يعرض لوحة في حياته, ورأينا ان الفنان رامبراند كان من الذين اسسوا نفسه بنفسه قبل الشهرة وكان يرسم نفسه بنفسه وبكثرة لينال الشهرة , والفنان روبنز كان يرسم زوجته واخواتها كي يجلب انظار الاخرين وبعدها اصبح سفير بلاده. فليس جديد ان ارى تنقل الفنان نضال في كل المدارس ليفرض وجوده. هذا شيء عادي, بل اشير الى الهدوء كي نستطيع ان نتمتع في كل عمل ينجزه حتى ولو كنا لا نملك الثقافة التشكيلية.
تتميز منجزاته في الالوان التعبيرية, الالوان الاساسية, الوان حيوية ، قوية فيها من الوان تعني الى الأرض, الى الصمود, وايضا الى الصداقة. من خلال اللون يسري في التعبير وإن كانت لوحته في المذهب التكعيبي.
كان الفيلسوف الألماني رودولف ارنابيم Rudolph Arnbeim يقول . كل عمل فني يجب ان يعني الى هدف, الى فكرة, ويجب ان يُعبر عن شيء, وإما فإنه ليس عمل فني
لوحات الفنان نضال صابر غنية في التعبير, شفافة احيانأ واحيانا كثيفة. ولا يمكن ان تكون مؤلفة بالوان ثانية, لأنها شجن الماضي والحاضر وأمل المستقبل. لايعتني في واقعية الطبيعة وإن كان يرسم الطبيعة., لانه فنان وليس رسام. الدقة هي من الواقعية والتعبيرية شيء آخر.

تأقلمت يداه في الاساليب التقليدية في البداية مثل اي فنان هام. في رسم الاشياء الواقعية الصامتة ضمن اسلوب جميع المدارس في التعليم . هجرته كانت ضرورية عند روح ترغب العلم والتوسع, ترغب الاستطلاع والمعرفة, هذه هي مهمة نجاح الفنانين , حمل امته وثقافته الى كل مكان, وبقي يطرح من هذه الخزينة الواسعة في كل ملتقى انساني او تصميمي على قماش اللوحة . ومازال يبحث عن ايجاد مقارنة بين اضاءة الشرق العربي وبين حداثة الافكار الغربية. يحاول اعطاء فكرة جديدة الى الفنانين القادمين بأن الفن يتطلب كل الحداثة كي لايبقى الفنان متقيد في الاشياء التقليدية المأخوذة من بساطة الفكرة والمفهومية. يحاول رفع مستوى التعليم من خلال افكار تحليلية .
من صفاة الفنانين الذين حلًقوا فوق اجنحة النجاح العالمي ., تأتي في الدرجة الاولى فكرة السفر والإطلاع على الفن العالمي في الدول الهامة التي انجبت اكبر فنانين العصور الماضية. وكما رأينا في الماضي كبار الفنانين تنقلوا في دول ثانية الى رؤية مختلف الابداع الفني, نرى تنقل الفنان نضال في هذه الدول وبين تصميمات كبار علماء الفن. في الماضي رأينا الفنانين رينوار و ماتيز وكلي وديلاكغو وغيرهم ذهبوا الى المغرب العربي لإكتشاف الاضاءة الحقيقية وإكتساب معنى الالوان الواقعية, ورأينا من جهة اخرى فنانين اسبانيا, دالي, بيكاسو. ميرو, وغيرهم ذهبوا الى فرنسا لخلق الحداثة، نرى اليوم تجول فنانين سوريا بهذه البلاد لإكتساب المزيد في معرفة الفن العالمي. وإن كانوا أجبروا على السفر، الإنسان الشرقي شعب لايترك الزمن ان يهرب. وهو شعب مهتم ومراقب وباحث في جميع علوم الحياة وينجز السمن من الحجارة. ويأبى الفشل. لذلك يصل الى غاية احلامه ويرضي ضميره ومجتمعه.
من اسبانيا, كتب لكم الفنان والباحث السوري.
Abdul Kader Al Khalil
11/2/2019
[email protected]

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.