فوتوغرافيا

الإنسانية .. من مُكوّنات العدسة ! (الجزء الثاني)

تحدّثنا الأسبوع الماضي عن المصورين الذين يعتبرون الإنسانية من مُكوّنات العدسة، ويعملون بتواترٍ يوميّ لصناعة فارقٍ في حياة الناس.

إن تردّي الأوضاع الإنسانية في عددٍ من بقاع العالم، واقعٌ مريرٌ يفرض نفسه ويتفوّق على محاولات التجاهل أو التأطير، ومحاولات الدعم الإنساني تواجه أكواماً من العقبات والتحدّيات. من الواجبات التي يؤديها المصور في هذه الظروف هو استقصاء الحقائق وتنقيتها من شوائب الشائعات والأقاويل العشوائية، ونقل الصورة الصادقة والشاملة لكل تفاصيل المعاناة، كما أن المصور المحترف يحظى بعقليةٍ خبيرةٍ قادرةٍ على تحديد نطاقات النشر المُجدية لانتزاع أفضل ما يمكن من تفاعلاتٍ وتأثيراتٍ مُسبّبة للتداول الواسع وصناعة الرأي العام.

إن مجرّد تغييرٍ جذريّ في حياة شخصٍ واحد هو إنجازٌ ثمين ٌيستحق العمل لأعوامٍ لأجل تحقيقه، هذه العقلية ذات الوعي الإنساني اليقظ تجعل من مخيّلة بعض المصورين مُحرّكاتٍ هادرة لا تهدأ من التفكير في إيجادِ حلولٍ مبتكرة تخفّف من أوجاع الإنسان في كل مكان، مهما كلّفت من جهدٍ ومالٍ ومخاطر.

المجهودات الإنسانية للمصورين لا تتوقّف عند هذا الحد، بل تتجاوزه للضفة الأخرى، ضفة الحلول. العديد من التغطيات الفوتوغرافية الإبداعية المنشورة على أهم المنصات العالمية، تناولت مشاريع خلاّقة كان لها دورٌ بالغ في رأب الصدع بين الإنسان وما يستحقه من أوضاعٍ معيشيةٍ كريمةٍ توقفُ نزيف آلامه ومعاناته. هناك تكتّلاتٍ تضمُّ عدداً من المصورين ذوي الرؤى الإنسانية الحقيقية، تعملُ بجديّة على ابتكار حلولٍ متوسطة وطويلة المدى للمتضرّرين من المجاعات والفقر والحروب والصراعات الإقليمية وغيرها. تنفيذ هذه الحلول قد يأتي على شكل مجهوداتٍ خاصة منهم أو بدعمٍ من بعض الجهات المحلية أو الدولية المعنيّة. لكن النتائج بكل حالٍ تُحسب لهم، بدءً من عمل العدسة وصولاً لعودة الابتسامة لوجوه الأطفال.

فلاش

العدسة بيدك .. يمكنكَ فعلُ أكثر ممّا تتخيّله .. بكثير

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae