التصوير بالرنين المغناطيسي - كافة

 

التصوير بالرنين المغنطيسي يُستخدم في الطب حيث يوضع المريض داخل آلة بها مغنطيس ضخم. ويقوم المجال المغنطيسي بتنظيم نويات خلايا معينة داخل الجسم في صف، فترسل الآلة إشارة لاسلكية تجعل النويات تغير اتجاهها. وتخلق هذه التغييرات إشارات يحولها الحاسوب إلى صورة مثل صورة الحبل الشوكي العادي (كما في الصورة اليسرى).

التصوير بالرنين المغنطيسي تقنية تستخدم في الطب لإنتاج صورٍ للأنسجة الموجودة بداخل الجسم ويستخدمها الأطباء في تشخيص بعض الأمراض والاضطرابات والإصابات.
التصوير بالرنين المغنطيسي أداةٌ تشخيصية مهمة؛ لأنه يمُكِّن الأطباء من تمييز الأنسجة غير الطبيعية، بدون فتح الجسم من خلال الجراحة. وهو لا يُعرِّض المريض للأشعة، على خلاف الاختبارات التي تستخدم الأشعة السينية. كما أنه يُمكِّن الأطباء من الرؤية خلال العظام والأعضاء. وهو مأمون لغالبية الناس، غير أنه يستخدم مغنطيسًا قويًا، ولذلك لا يُمكن استخدامه على الأشخاص المعاقين الذين لديهم تركيباتٌ معدنيةٌ مزروعةٌ في أجسامهم مثل أجهزة ضبط النبض أو المفاصل الصناعية.
تتكون وحدة التصوير بالرنين المغنطيسي أساسًا من مغنطيس أسطواني كبير، وأجهزة لإرسال واستقبال الموجات الراديوية، وحاسوب. وأثناء الكشف يرقد المريض داخل مغنطيس، ثم يتم توجيه مجال مغنطيسي إلى جسم المريض. ويجعل المجال المغنطيسي نويات بعض الذرات داخل الجسم تنتظم في صفوف. وبعد ذلك يتم توجيه موجات راديوية إلى النويات. فإذا تساوى تردد الموجات الراديوية مع تردد الذرة، تحدث حالة رنين. وتمكن هذه الحالة النويات من امتصاص طاقة الموجات الراديوية. وعندما يتوقف تنبيه الموجات الراديوية، تعود النويات إلى حالتها الأصلية وتصدر طاقة في صورة إشارات راديوية ضعيفة. وتعتمد قوة وطول هذه الإشارات، ثم نوع الصورة الناتجة، على الخواص المختلفة للنسيج. ويقوم الحاسوب بترجمة الإشارات إلى صور مقاطع عرضية شديدة التفصيل.
يُشرف على فحوص التصوير بالرنين المغنطيسي اختصاصي أشعة، وهو عادة مايكون طبيبًا مدربًا على استخدام الصور في التشخيص الطبي. وتُستخدم طريقة التصوير بالرنين المغنطيسي كثيرًا لدراسة الرأس أو العمود الفقري. كما تُستخدم هذه الطريقة كذلك لفحص الصدر والبطن والمفاصل. وللتصوير بالرنين المغنطيسي نسبةٌ عاليةٌ من النجاح في كشف الأورام، وأمراض جهاز الدورة الدموية، والعيوب الخَلْقية الموجودة منذ الميلاد، وبعض أنواع الإصابات.
وأجهزة التصوير بالرنين المغنطيسي مكلفة جدًا، ويجب تركيبها في مرافق خاصة، ولذلك فإنها توجد بصورةٍ رئيسية في المستشفيات الكبرى.
وقد تطورت تقنية التصوير بالرنين المغنطيسي عن تقنية مماثلة، تُسمى التحليل الطيفي بالرنين المغنطيسي النووي. ويستخدم علماء الكيمياء وغيرهم من العلماء التحليل الطيفي بالرنين المغنطيسي النووي، للحصول على معلوماتٍ مفصلةٍ عن التركيب الجزيئي.

يَستعملُ التَّصويرُ بالرَّنينِ المِغناطيسِيّ (MRI) موجاتٍ مغناطيسيّة وراديويّة كبيرة ليستكشفَ الأجهزةَ والهياكلَ الموجودة داخلَ الجسم، ويستخدمُ الأطباﺀ التَّصويرَ بالرَّنينِ المِغناطيسِيّ لتشخيص حالاتٍ متنوعة، تبدأُ بتمزقِ الأربطة إلى الأورامِ، والتَّصويرُ بالرَّنينِ المِغناطيسِيّ مفيدٌ جداً للكشفِ عن الدماغ والحبل الشوكي.

يتمددُ الشخصُ، خلالَ عمليةِ التصوير، على طاولةٍ منزلقة، تدخلُ إلى آلةٍ تشبهُ النفق، ويستغرقُ مسحُ المنطقة المحددة وقتاً طويلاً، يجبُ أن يبقى المرﺀ خلالَها ساكناً. لا تشكلُ عمليةُ المسح أيَّ ألمٍ وتُصدرُ آلةُ التصوير الكثيرَ من الضجيج وقد يعرضُ فنيّ التصوير على المرﺀ أن يضعَ سدادات للأذنين.

قبلَ إجراﺀ التَّصوير بالرَّنينِ المِغناطيسِيّ يجبُ إعلامُ الطبيب إذا كان المرﺀ:

• امرأة حاملاً

• لديه قطع معدنية داخل جسمه، وقد يحوي جسم المرﺀ قطعاً معدنيّة إذا أصيب بشظية من قذيفة أو برصاصة أو كان يعمل كلحام للمعادن

• لديه قطع الكترونية داخل الجسم، مثل ناظمة ضربات القلب
مقدمة

إن التصوير بالرنين المغناطيسي اختبارٌ يُعطي صورة شديدة الوضوح عن التفاصيل الداخلية في الجسم.

يُمكن أن يطلب الطبيب إجراء صورة بالرنين المغناطيسي من أجل تشخيص أمراض مختلفة، مثل أورام الدماغ أو الأربطة الممزقة.

إذا نصح الطبيب مريضه بإجراء صورة بالرنين المغناطيسي فإن المريض نفسه هو من يقرر قبول إجراء هذه الصورة أو رفض إجرائها.

يقدم هذا البرنامج التعليمي المعلومات حول التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والمخاطر والمضاعفات.

التصوير بالرنين المغناطيسي

إن التصوير بالرنين المغناطيسي لا يعتمد على استخدام الأشعة السينية.

يطلب الطبيب من المريض قبل إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي أن يرتدي ثوباً خاصاً بعد أن خلع ثيابه وتركه خارج غرفة التصوير مع جميع أشيائه الخاصة، وذلك لحماية ساعته وهاتفه الجوال وبطاقة الاعتماد وغيرها من الأجهزة الحساسة للمجال المغناطيسي من تأثير جهاز التصوير.

يتم وضع المريض داخل مغناطيس كبير يُمكن أن يكون على شكل نفق ضيق أو متسع قليلاً، مغلق أو مفتوح، حسب نوع آلة التصوير المُستخدمة.

سوف يسمع المريض أصواتاً مرتفعة عندما يصبح داخل المغناطيس.

إن استخدام المجال المغناطيسي مع الترددات الراديَويَّة المختلفة يسمح لجهاز كمبيوتر متخصص بتكوين صورة واضحة عن جسم المريض من الداخل.

يستغرق هذا التصوير وقتاً طويلاً يصل أحياناً إلى ساعة ونصف الساعة؛ لكن على المريض أن يبقى ساكناً دون أن يغيّر وضعيته حتى نحصل على صورة واضحة.

يجلس الفنيّون المتخصصون في هذا النوع من التصوير في غرفة مجاورة يفصلها عن غرفة التصوير حاجز زجاجي. وهم يستطيعون رؤية المريض من خلال الزجاج، ويستطيعون سماعه والتحدث معه.

وينبغي على المريض أن لا يتردد في طرح أي سؤال على الطبيب ومساعديه، فهم مستعدون للإجابة على الأسئلة دائماً.

وإذا كان المريض يعاني من رُهَاب الأماكن المغلقة، أو يخاف الأماكن الضيقة، فمن الممكن أن يعطيه طبيب الأشعة بعض الأدوية لمساعدته على تَحَمُّل ضيق المكان. لكن على المريض إخبار الطبيب بذلك قبل بدء التصوير.

يحتاج بعض المرضى إلى حَقْن مادة ملوِّنة داخل الوَريد حتى تصبح الصورة أكثر وضوحاً. إن هذه المادة المُلَوِّنة آمنة نسبياً؛ ولكنها يُمكن أن تسبب أحياناً مُشكلة كلوية تعرف باسم “التَّليُّف الجِّهازي الكلوي المنشأ” وذلك عند المرضى المُصابين بمشاكل كلوية قبل التصوير. قد تكون هذه المشكلة قاتلة عند أولئك المرضى. ولهذا السبب لا بد من اختبار كليتي المريض قبل إعطاء المادة المُلوّنة. يتم اختبار الكليتين عن طريق إجراء تحليل للدم.

مخاطر التصوير بالرنين المغناطيسي ومضاعفاته

إن التصوير بالرنين المغناطيسي آمن للغاية.

نظراً إلى أن تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي حديثة نسبياً فإن آثارها على المدى البعيد غير معروفة حتى الآن. وليس لدينا أسباب تدعو إلى توقع وجود أي تأثير ضار.

بسبب احتمال وجود آثار على المدى البعيد يجب أن تتجنب المرأة الحامل إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي والحقن بالمادة المُلوّنة إلا في الحالات الاضطرارية حيث تكون الفوائد المنتظرة أكبر من الخطر المحتمل على الجنين.

لا يُسمح للمرضى الذين لديهم “ناظِمة قلبية” أو “صمامات قلبية صناعية” بأن يقتربوا من جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي بسبب وجود المغناطيس الضخم فيه.

لا يجوز أن يُجري المرضى الذين لديهم “مَلاقط أمّ الدَم الدماغية” تصويراً بالرنين المغناطيسي إلا إذا كان لديهم ما يُثبت أن هذه الملاقط لا تتأثر بالمغناطيس.

وإذا كان لدى المريض أي شك في وجود جسم معدني مزروع في أي مكان من جسمه فعليه أن يُخبر الفنيين المتخصصين بالأشعة عنه، لأنهم يستطيعون إجراء فحص بالأشعة السينية للمنطقة التي يعتقد أن الجسم المعدني مزروع فيها للتأكد من وجوده قبل إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي. إن المرضى الذين يُحتمل وجود أجسام معدنية صغيرة في أجسامهم هم الأشخاص العاملون في لِحام المعادن أو الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة بالرصاص أو بشظايا القنابل.

لا يجوز للمرضى الذين توجد أجسام معدنية صغيرة في أجسامهم بالقرب من العين أو من الأوعية الدموية إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي.

إن المرضى الذين لديهم مَسَاري كهربائية فوق الأم الجَّافية أو الذين لديهم حَلَزون مزروع يجب أن لا يخضعوا لجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي. وعلى المرضى الذين زرعوا شبكات داعمة للشرايين في شرايين القلب قبل ستة أسابيع من التصوير أن يراجعوا الطبيب قبل إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي.

إن المواد المعدنية المزروعة الأخرى مثل مفصل الفخذ الصناعي أو الركبة الصناعية قد لا تعيق التصوير. وعلى المريض أن يسأل طبيبه على كل حال.

إن المريض هو من يتحمل مسؤولية إخبار الطبيب وطبيب الأشعة وفنيي الأشعة عن إمكانية وجود أجسام أو غرسات معدنية في جسمه. وهذا أمر هام للغاية لأن هذه المعلومات يمكن أن تحميه من حدوث مُضاعفات قاتلة.

بما أن التكنولوجيا الطبية في حالة تطور مستمر فإن الشركات الطبية تعمل على تصنيع طعوم لا تتأثر عند التصوير بالرنين المغناطيسي. لذلك من المهم أن يسأل المريض طبيبه الذي يقوم بزرع أي جهاز طبي في جسمه إن كان هذا الجهاز آمناً عند التصوير بالرنين المغناطيسي. وسيكون من المفيد جداً أن يحصل المريض على وثيقة من الشركة التي صنعت الجهاز المزروع تُثبت أنه لا يتعارض مع إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي.

الخلاصة

يمكن أن يكون التصوير بالرنين المغناطيسي مفيداً في الكشف عن الكثير من المشاكل في الجسم.

يجب أن يبقى المريض أثناء التصوير ساكناً من غير حركة حتى يتم الحصول على صورة واضحة.

بما أن التصوير بالرنين المغناطيسي يستخدم المغناطيس بدلاً من الأشعة السينية فإنه أكثر أماناً من التقنيات الأخرى المُستخدمة لتصوير الأعضاء الداخلية في الجسم. ولكن وجود المغناطيس الضخم يجعل من الضروري أن يخبر المريض طبيبه عن وجود أي جسم معدني في جسمه.

إن التصوير بالرنين المغناطيسي آمن للغاية بالنسبة لمعظم المرضى. كما أن مخاطر ومضاعفاته نادرة جداً. إن معرفة المخاطر والمضاعفات تسمح للمريض باكتشافها في وقت مبكر عند حدوثها.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.