ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٥‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏جلوس‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏أشخاص يجلسون‏، و‏طاولة‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏
عبد الرحمن مهنا
رسالة إليك يا أمي ..

في عيدك .. وأنت في عالم الراحة الأبدية
————————————

.. إليك يا أمي .. 
الراحلة إلى عالم الأبدية والإبداع الخالد .. إلى الحب المطلق الذي يماثل حبك .
أتذكر في يفاعتي قد كتبت لك هذه الكلمات في عيد الأم :
| أمي .. أمام عظمتك وصبرك ينحني كل جلال وكل إكبار ؛ وتخجل أمام مشاعرك وحبك كل التعابير والكلمات .. وأمام دفئك وحنانك تحترق كل القواميس وتعجز بالتعبير عنك كل اللغات .. ولأنك إنسانة تحملين بين جوانح قلبك كل الحب والتضحية والوفاء ؛ لايسعني أمام عظمتك إلا أن أقدم لك في يوم عيدك تواضعي وعرفاني وتقديسي لك ؛ فلولاك لما كان هناك حب أو حياة ؛ ولأجلك يا أمي إقدس جميع الأمهات |
وفي هذا اليوم وبعد أن صرت أباً … ماذا أقول وأقول عن أم الفنانين :
.. رحلتِ وأخذتِ معكِ عيدك إلى السماء ؛ ليحتفل شهداء الوطن بأمهاتهم في دار الخلود , وأنت شهيدة الفن والحياة .
لم أعرف ماهو حب الأم ؛ إلى أن كبرت وتزوجت وأصبحتُ أب وأصبحت زوجتي أم لأولادي .. أدركت حينها عظمة الأم .. فهي ليست مجرد كلمة نعبر عنها بكلمات ..
,, أتذكر صفعة كفُكِ .. يا أمي على وجهي وأنا لم أعتد على ذلك منك . ولم أدرك حينها ما سببته لك من ألم وعذاب طيلة غيابي عن البيت حتى ساعة الفجر وأنا أتسامر مع صديقي طاهر بني ونحن نتفكّر في الفن والحياة وشؤون الخلق والوجود ؛ يُصاحبنا ضوء القمر في درب بين البساتين ونحن يافعين لم نتجاوز بعد الصف الأول الإعدادي .. ,,
لم أدرك ماسببته لك من ألم القلق وعذابه إلا عندما تأخر إبني مسار ساعة واحدة عن البيت . بدأت أبحث عنه والقلق يأخذني شمالاً ويميناً . تذكرتك حينها وشعرت بمرارة عذابك وقلقك ؛ وكيف أنك بحثت عني في الشوارع والطرقات وعند الأقرباء .
و يومها لم يكن هناك وسائل إتصال.. ولمّا يأستِ من البحث طوال الليل وحتى بزوغ الفجر ؛ وجدتُ دموعك وقد بللت عتبة باب الدار .. تجلسين عليها تنتظرين عودتي .. وكانت صفعتك بدل السؤال .. صفعة ألمُ بحرقة وقلق قلب أم ؛
.. لم أتذوق مرارتة إلا حين أصبحت أب ؛ وأصبح عندي أمٌ لأولادي |
رحمك الله ياأمي .. ماذا أقول وأقول عن مزاياك وخصالك وأصالتك يا حبيبتي .. يا أم الإمهات .. ويا أم الفنانين .. رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه .. \

………………………………………………..
\ الصورة : عائشة عجم مهنا . 1916 – 2006
\ الصور : في حيّزها الخاص التي كانت تشغله
أم الفنانين في متحفي في مخيم اليرموك بدمشق
قبل رحيلها ,,, وقد دمره الظلام ,,,,,,,, \

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏أشخاص يجلسون‏، و‏طاولة‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏جلوس‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٥‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٥‏ أشخاص‏، و‏‏بما في ذلك ‏عبد الرحمن مهنا‏‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.