صور تفتقد الجمال

إذا غاب الفكر وأد الإبداع وبات صاحبة يجري خلف سراب وهو في الحقيقة يدور في حلقة مفرغة من أي حس إبداعي متجدد وخلاق، إن الحس الفني يراد له إلمام واطلاع على كل ما يساهم في زيادة الوعي الفوتوغرافي.

أصبح الكثيرون اليوم لهم نفس ذات الوجه او القناع او ما يسمى اليوم بالأسلوب، إن المبدع لديه اتصال مباشر بذاته ينهل منها ما يريد فهي وعاء ممتلئ بما سكب عليها من معرفة ومن عناصر قد اختزلتها من محيطها وهي مختلفة عن اختها، أما المقلد فهو بحاجة الى تلقين لأنه قد منع على نفسه الكثير وسجن نفسه في مجال ضيق وبصبغة واحدة.

وبعد هذه المقدمة أقول بأن الصورة صحيحة الالتقاط لا تحتاج لعناصر أكثر من التعريض و التكوين أو المعالجة في معظم الحالات !.. وهنا نتحدث عن الصورة الصحيحة وليست الصورة الناجحة وهنا يكمن الاختلاف واللبس الحاصل عند الكثير. إن نجاح الصوره لا يتوقف على العناصر السابقة الذكر بل يتعداها الى أن تكون بها عناصر أخرى كثيره منها اللحظة والقصه او حتى تلك الرسالة بمفهوم الإشارة المختزلة التي تحرك إحساس أو فكر المتلقى ليقف عند مشاهدتها.

وهنا بعد للارتقاء فوق ما هو مسلم به .. من أتقن التعريض لايعني أنه امتلك جمال الضوء وسحره في عمله.! نعم يستطيع المصور ان يتحكم في اعدادات كاميرته لإخراج صوره اضائتها صحيحة اي تعريضها صحيح في اي وقت شاء من اليوم ولكن هل يمكنه الحصول على اضاءة سحريه تأخذ الأنفاس في كل وقت او في كل يوم فهذه الأخيره تحتاج لبحث وحتى لتكرار زيارة نفس المكان وفي اوقات متفاوته ولن ابالغ كثيرا ان قلت في أشهر مختلفة من العام للحصول على ذلك المشهد بإضاءة لها جمالها تكون أحد عناصر نجاح ذلك العمل وثقله.

ما أحوجنا اليوم إلى تحرك سريع من قبل الاساتذة في الساحة العربية لارشاد وتوجيه لهذه الطاقات وعلاج لهكذا سلبيات لكي لا تذهب مجهودات شبابنا العربي سدى.

تحياتـــــــــــــــي
أخيكم / فاضل المتغوي