ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏بدلة‏‏‏‏
محمد الشماط
من ويكيبيديا
محمد الشماط الدولة – سوريا محمد الشماط ممثل سوري كبير مثل عديدا من المسلسلات والأفلام ومن أفلامه الفيلم السوري سائق الشاحنة وقد اشتهر بدور ( الخضري أبو مرزوق ) في المسلسل الشهير باب الحارة في أجزائه الخمسة . من مسلسلاته : باب الحارة أجزائه الخمسة أبو مرزوق ليالي الصالحية ضيف شرف الحلقة الأخيرة . الخوالي أبو جمعه صح النوم ومثل عديدا من المسلسلات مع الممثل الكوميدي السوري دريد لحام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“محمد الشماط”.. أنصفته الدراما وظلمه التلفزيون

 هيسم شملوني

الاثنين 18 تشرين الأول 2010 صاحب شخصيتي “أبو رياح” و”أبو مرزوق”، وابن “الشام” العدية، احترف الفن منذ أكثر من نصف قرن، وشهد اللحظات الأولى لولادة التلفزيون، وهو بذلك يستحق بجدارة الانتماء إلى جيل الرواد في الدراما والمسرح السوريين، وبشكل أقل في السينما. ارتبط بالشخصية ذات البيئة الدمشقية في جميع أدواره لأنه جزء منها وهي جزء منه، وأتت شخصية “أبو صلحي” النقيضة تماماً عنه وعن قيمه وأخلاقه ليثبت من خلالها قدرته على التلون في الشخصيات. موقع eSyria التقى الفنان “محمد الشماط- أبو عدنان” وكانت البداية عن أبرز محطات مسيرته الفنية، فقال: «بدأت كهاوٍ في عام 1953-1954، احترفت عام 1958، حين وظفت في المسرح العسكري، الذي أنجزت فيه حوالي 14 عرضاً، في برامج الأطفال مع تأسيس التلفزيون في عام 1960. أول عمل شاركت فيه الأستاذ “محمود جبر” هو “مدير بالوكالة” في سنة 1958، بعدها مسرحية “الأيدي ناعمة” لـ”توفيق الحكيم”، كما عملت مع الأخوين “قنوع” لفترة طويلة». تابع مدافعاً عن مفهوم المسرح التجاري، الذي عمل فيه غالباً بقالب كوميدي، يتخلله نقد اجتماعي، بقوله: «سمي مسرحنا “التجاري”، لكننا لم نعمل للتجارة فقط، ربما راق لبعض النقاد والفنانين تسميته “التجاري” كحالة تميزه من الأنماط المسرحية الأخرى، التي كانت قائمة في سورية، نحن مشينا على نموذج وخط ما يفيد بلدنا والمواطن فيه، ففي الدراما أولينا الدروس الاجتماعية أهمية كبرى، وتطورت تجربتي مع الأستاذ “دريد لحام” والأستاذ “نهاد قلعي” وفي مسرح “الشوك” بمشاركة الأستاذ “عمر حجو”». عن بدياته التلفزيونية، حدثنا: «المسرح كان وسيلتي لبلوغ التلفزيون عام 1960، وأول مشاركة لي في مسلسل “حارة القصر” من إخراج الأستاذ “علاء كوكش” ومشاركة “نور كيالي” رحمه الله، وهو مسلسل تدور أحداثه في إحدى الحارات الدمشقية، وقد حقق في سورية نسبة متابعة ومشاهدة كبيرة في ذاك الوقت، رغم عدم توفر التلفزيونات في البيوت، فقد كان الأهالي والجيران يجتمعون في أحد البيوت للمتابعة، ثم عملت في مسلسل “زقاق المايلة”، وبعده في “مذكرات حرامي”، ثم في مسلسل “دولاب” للأستاذ “غسان جبري”. في منتصف السبعينيات من القرن الماضي اشتغلت في “صح النوم” و”ملح وسكر” من إخراج “خلدون المالح”، والكاتب الأستاذ “نهاد قلعي” رحمه الله. وفي “مقالب غوار” كانت بداية شخصية “أبو رياح” التي لا يزال الجمهور يذكرني بها». وعن سبب توزع إقامته بين “الشام” والولايات المتحدة الأمريكية، وأثر ذلك على العملية الفنية عنده أخبرنا: «أصابني “فالج” في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، ذهبت إلى أولادي المقيمين في أميركا، وبعد خمس سنوات من العلاج المستمر، عدت إلى الشام للزيارة. وصادفت الأستاذ المخرج “بسام الملا” (الذي تجمعني بوالده الفنان الكبير “أدهم الملا” صداقة عميقة)، عرض علي دور”أبو صلحي” في مسلسل “الخوالي” خال “نصار بن عريبي- بسام كوسا”. أديت الدور بشكل صحيح، وقد كانت آثاره بعد انتهاء العرض في ردود فعل الناس حين ألقاهم. بعدها راسلني الأستاذ “بسام” مرة أخرى إلى أميركا للعمل في مسلسل “ليالي الصالحية” قال لي: «لدينا مشهد واحد، لكني أريد وضع بصمتك فيه»، وأنا أشكره حقاً لأنه أعاد لي روحي الفنية، لم أقل له لا، فحضرت من الولايات المتحدة ولعبت الدور، الذي جسد خلاصة المسلسل ومحوره، فيما بعد أعطاني دوراً في “باب الحارة” بأجزائه الخمسة. أنا محمد الأكرمأقوم بعمل واحد فقط، ولا أوزع نفسي بين عدد من الأعمال في الوقت ذاته، حتى أحافظ على العوالم الداخلية للشخصية، التي أؤديها، فلا تتداخل مع شخصيات أخرى، منذ بداية حياتي الفنية، حتى الآن في عام 2010». تحدث بألم رداً على سؤالنا، إن كان التلفزيون قد أنصفه بعد هذه المسيرة الطويلة: «مسيرتي تمتد إلى خمسين سنة في التلفزيون، ومنذ فترة أقيم احتفال بمناسبة مرور خمسين عام على تأسيس التلفزيون السوري، رأينا على الشاشة كثيرين من الأجيال التي تلتنا، بينما لم يذكرنا أحد، نحن الذين قمنا بالتأسيس، والأعمال الدرامية، وبرامج الأطفال، والمسلسلات، وذلك كله في استديو الأخبار، نظراً لكونه الوحيد، الذي كان موجوداً في التلفزيون، بينما في “هوليوود” لديهم “متحف الشمع”، فيه تماثيل تذكارية لكل الفنانين، الذين كانت لهم مساهمات من «ريغان» إلى «شارلي شابلن» و«عمر الشريف» وغيرهم، بل أكثر من ذلك، تجد على بعض أرصفة الشوارع بصمة قدم، واسم الممثل عليها، كنوع من التخليد والتذكار للأجيال القادمة، لكن هنا للأسف لا أحد يحس بنا». أما عن قلة أعماله في السينما، فقد علق بأن: «السينما بشكل عام في سورية فيها مشكلة، هامة، هي أنه ليس لدينا صناعة سينما، لكنني عملت في 7 أفلام تقريباً، مع المؤسسة العامة للسينما ثلاثة أفلام، وفيلمان مع الأستاذ “دريد لحام”، واثنان آخران بمشاركة نجوم مصريين، وهي فترة أواسط الستينيات حتى الثمانينيات، صورنا “صح النوم” كله في لبنان 1975، والجزء الثالث في “عمان”، أما الفيلم فقد صور في سورية». امتداد ظل شخصية “أبو رياح” لفترة طويلة على كثير من أعماله، وإن كانت هذه ميزة أم أنها عيب، يجيب: «هذه ميزة وليست عيباً أبداً، أي دور يسند لي أدرسه، مثلاً “أبو رياح اللحام” ذهبت إلى اللحام، تعلمت منه كيفية الإمساك بالسكين وفرم اللحم. في “أهل الراية” لعبت دور “مجيد الفرواني” فذهبت إلى أولاد مجيد الفرواني، شاهدت كيفية سلق الفول، والحمص، مسك المدق والطحن، أي عمل أؤديه، أتعلم ميزاته الخاصة،لكن بالنسبة للشخصية، غالباً تقود إلى شخصية “أبو رياح” هذا أمر متعلق بالكاتب، الذي يرى أن الحوار يريد شخصية “أبو رياح” وهو يعرف شخصيتي، ويكتب الدور لي، لذلك لم أشعر بالرضا في مسلسل “الخوالي”، لأن الشخصية مختلفة جداً». وعن أغلبية أعماله التي عمل بها، والتي تنتمي للبيئة الدمشقية، يقول: «أحياناً يسند لي أدوار بدوية، وتاريخية، لا أقبلها، لأنني سأفشل بها، لذلك لا أقترب منها، إنما أستطيع تأدية الأدوار الشامية، لسبب أنني ابن هذه البيئة». “محمد الشماط” أول فنان سوري، يعمل في الإعلان، ما أثار حفيظة الكثير من الفنانين، ثم تبعه كبار نجوم الدراما السورية، “دريد لحام”، “جمال سليمان”، عن هذه التجربة تحدث: «حين عدت من أميركا، صادفني أحدهم في “الميرديان” فايز الخولياتضح أنه أحد أصدقاء الدراسة منذ المرحلة الابتدائية، وهو صاحب معمل، عرض علي أن أروج له منتجه بدعاية، في ذلك الحين كنت بعسرة مادية، وفي هوليوود رأيت أن من يقوم بذلك هو الفنان الجيد. ليس في ذلك عيب، فقمت بأداء الدور الإعلاني، الذي انتقدت عليه كثيراً. في أميركا الدعاية أساسية، صور الممثلين الكبار تملأ الشوارع من أجل سيجارة، أحقية عمل الدعاية للنجوم، أفخر بأني أديت الإعلان بشخصيتي، فقد أرجعت لي نشاطي، بعد غياب خمس سنوات من العلاج، ثم عملت بعض أغاني الفيديو كليب مع بعض المطربين، على أساس أن يكون لي سيناريو في الكليب، فأنجزت واحداً مع المدام “هدى شعراوي”، وآخر مع الأستاذ “ربيع الأسمر”، الذي حمل عنواناً، أسميته “الدفاع عن الشرف”.. إذن ما أؤديه له أساس وقيمة». عن الدور، الذي تمنى أن يؤديه خلال أكثر من خمسين سنة من التجربة الفنية، يقول: «حتى الآن، لم يأتني ذلك الدور الذي تمنيته، ربما في الأيام قادمة بإذن الله.. حتى الآن قدمت شخصيتي “أبو رياح- أبو مرزوق” ونقيضهما “أبو جمعة” بجدارة، أثرت في الناس، لدرجة أحستني أنني هو الإنسان، الذي أقوم بأداء شخصيته، لم أكن راض عن دور «أبو جمعة» لكن كان علي القيام به». عن جديده الفني، صرح: «لدي الآن مسلسل، اسمه “أنتيكا” كتبه لي الأستاذ “وليد الخالدي”، وهو مقيم في “دالاس”، ويجري العمل حالياً على اللمسات الأخيرة، لدى عودتي إلى أمريكا قريباً جداً سنعمل به، إنه عمل مكتوب لي شخصياً، وأتمناه». وإن كان انتابه إحساس بالظلم خلال مسيرته الفنية، تحدث: «أدواري كلها دور أول، ليس لي دور ثاني أبداً، في “باب الحارة” أنا واحد من “العضاوات” ربما مشاهد رفاقي أكثر، لكنني لا أقل قيمة عن الآخرين، منذ البداية لم آخذ دور بطولة، فكيف سآخذه الآن، أما آخر عمل أنوي القيام به “أنتيكا” لأنه دور بطولة، لهذا لا أحس بالظلم. أنا بدأت بالتسلسل، ممثل، ممثل أول، ممتاز، نجم، الآن أنا بدرجة نجم، لا يوجد تراجع، المستقبل للأمام، شخصيتي التي أريدها الآن، هي شخصية بطولة». “محمد الأكرم” صديق الفنان منذ 35 سنة تحدث: «معرفتنا كانت عندما كنا جيراناً في ذات الحي، أنا أصغر منه بـ15 عام تقريباً، كنت معجباً به وأحضر له المسرحيات، من المعروف عنه أن يده ممدودة للخير، ويساعد الفقراء دون علم أي إنسان آخر، فعندما يأتي أحدهم قاصداً لخدمة، يهب لخدمته وهو مستعد أن يدفع من جيبه لذلك. فالدور الذي قام به “أبو عدنان” في “باب الحارة” أو غيرها، هو شيء مجسد فيه، ونابع منه، محبته للفن صادقة، لم يأخذ الفن لمصلحة أو لغاية معينة». “ميشيل إبراهيم نخلة” صديق الفنان منذ أكثر من عشرين سنة، يقول عنه: «إنسان ميشيل إبراهيم نخلةمستقيم، فنان ملتزم من كل النواحي، له أدوار جميلة جداً وآخرها كان في “باب الحارة”، ولا أحد ينسى دوره “أبو رياح” أيام المرحوم “نهاد قلعي” في “ملح وسكر”، وكذلك دوره في “أبو مرزوق”». “فايز الخولي” صديق الأستاذ “محمد الشماط- أبو عدنان”، فقد تحدث: «تربطني به رابطة الجوار، أسكن في ذات المنطقة التي يسكنها، هو فعلاً مثال للإنسان الصحيح والمستقيم ومحبته للناس فوق الحد الطبيعي، ومحبة الجمهور له جيدة جداً لأنه كان مثال للأخلاق وأنا أعتز فعلاً بصداقته». وتابع: «أنا لا أتوقع أن يفشل في أي دور يقدم له، أدواره جيدة ويستطيع التأقلم مع أي مسلسل يعرض عليه فهو لا يكتفي بما قدمه بل يمكن أن يقدم أشياء جميلة أكثر، ويليق أن يلعب دور عقيد الحارة، والذي يمكن أن ينجح فيها بشكل كبير». والجدير ذكره أن الفنان “محمد الشماط” من مواليد 1936 في العمارة- حقل السرايا- دمشق. وموزع الإقامة بين “دمشق” والولايات المتحدة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.