مبروك لزميل والاخ العزيز بشير بشير افتتاح معرضه في صالة الشعب

بتاريخ 05/05/2014

حاول الفنان بشير بشير من خلال معرضه الذي افتتح ظهر اليوم في صالة الشعب للفنون التشكيلية ابتكار ايقاعات حروفية خاصة به من خلال لوحاته التي اعتمد فيها على جملة من الملونات التي جعلت لوحاته كبانوراما لونية تقوم على تماس بين اللون وإيقاعات الحرف.

واستطاع بشير عبر لوحات معرضه الخمسين ان يقدم فلسفته الخاصة التي خرج الحرف فيها عن وظيفته المباشرة وغدا مفردة تشكيلية جمالية أضافت صياغات حروفية ومساحات لونية غير تقليدية.

واعتبرت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة أن ما يميز معرض بشير عن سواه هو أنه ادخل الحرف العربي في مرحلة تعبيرية حتى جعل منها لوحات تصويرية وتشكيلية متميزة.

وأشارت وزيرة الثقافة إلى أن وصول الفنان بشير إلى مرحلة الإبداع لم يأت من فراغ وإنما نتيجة اعتماده على موروث ثقافي كبير وذاكرة غنية متمنية من الفنانين التشكيليين والمثقفين أن يأخدوا دورهم ولا سيما في هذا الوقت الذي يحمل المبدع مسؤولية الوقوف إلى جانب وطنه خلال هذه الظروف القاسية وتقديم أعمال استثنائية تتفاعل مع ألم وطنه وتجعله يجسد هذا الألم.
وأكدت الدكتورة مشوح أن وزارة الثقافة وجدت لتحتضن المبدعين وتنشر ثقافة الفكر والإبداع ووعدت بتقديم الدعم اللازم لهم في كل الأوقات.

ويبدو أن تقديم المختلف والجديد كان الهاجس الأساسي للفنان بشير خلال تحضيره لمعرضه الذي استمر عامين كاملين لأن محاولة خلق علاقة بين الحرف واللون مهمة صعبة كما يرى الفنان وخاصة أنه ليس خطاطا بالأساس وانما عمل على رسم الحروف بطريقته التشكيلية الخاصة.

ويشير بشير إلى أنه اعتمد على رسم الحرف بشكل فني تجريدي فأدخل الألوان على السطح الأبيض للوحة وجعل من الحرف حالة انسانية تكون ذاكرة المكان ضمن عمل فني يرتكز على تكوينات بصرية لافتا إلى أنه اشتغل في معرضه على الرماديات واللون البني ومشتقاته لتجسيد حالات مختلفة من الفرح والبؤس.

وكان للدكتور حيدر يازجي رئيس اتحاد الفنان التشكيليين رأيه في المعرض معتبرا تجربة الفنان بشير تعكس توافقيات في الخط واللون والمساحة حيث جعل من سطوحه اللونية تضاريس متداخلة على شكل دوائر ومثلثات متوافقة ومتعانقة ليفرش دوائره بألوان قزحية مدركا طبيعة الجمال اللوني وربطه المحاكي للخط او ما يسمى بالحروفية.

وأشار يازجي إلى أن الفنان استفاد من الجمل الحياتية والصوتية المختلفة من الألوان الصارخة احيانا والهادئة احيانا اخرى مؤكدا أن الفنان بشير مجتهد ولا تغيب عن ذاكرته الجمل اللونية والمساحات التي تحقق رؤيته على الشاشة بحيث اقنع المشاهد بتجربته الغرافيكية الجديدة بالأبيض والأسود عبر تقنية جديدة.

بينما اعتبر الفنان أنور الرحبي أن أعمال بشير تؤكد بصدق ما لديه من ترابط مساحاته التشكيلية وهي منجذبة بالايماءات الغرافيكية على مساحة اللوحة لتغوص في معالم اللون المسطح بإشعاله بنغمات غير ترددية في اغناء العمل حيث خلق قماشة جديدة ركز على سطحها بمفرداتها والتي هي بيت قصيد أشكاله المتعاطفة مع بعضها حتى خرج الحرف في لوحته عن معناه الاستقرائي المباشر وتجلت ايقاعات الحروف المصاغة تشكيليا وجماليا.

يذكر أن الفنان بشير بشير من مواليد دمشق درس التصوير الزيتي على أيدي مجموعة من الفنانين الرواد كما أقام 14 معرضا فرديا داخل سورية وأربعة معارض فردية في كل من لبنان والأردن وألمانيا وتركيا كما شارك في أكثر من أربعين معرضا جماعيا داخل وخارج البلاد.

صورة ‏خلدون الخن‏.
صورة ‏خلدون الخن‏.
صورة ‏خلدون الخن‏.
صورة ‏خلدون الخن‏.
صورة ‏خلدون الخن‏.
 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.