عشاق الشام – عبد القادر الجزائري – الليدي ايزابل بورتون

صديقنا عبد القادر الجزائري

صديقنا الشهير عبد القادر (الامير عبد القادر الجزائري) وما من أحد إلا وسمع الكثير عن كفاحه ونضاله اليائس لاستقلال الجزائر , اعتقل وسجن في فرنسا 1847 -1852 , وأُطلق سراحه من قبل لويس نابليون إثر وساطة من اللورد لندنديري , بل وأكثر من هذا فقد كان نابليون متسامحا بما فيه الكفاية ليؤمن له معاشه وما يكفيه وأرسله الى دمشق التي كان يعيش فيها عندما وصلنا , محاطا بخمسمائة فارس من الجزائريين المؤمنين كان يحب الانكليز ولكن ولاءه الشديد كان للويس نابليون , .

 

داكن البشرة , مهاب ورائع المنظر , متماسك الشخصية , يرتدي دائما البرنس الأبيض الثلجي والعمامة , في تقاطيعه يكمن الجندي والسلطان , عقله جميل كوجهه , هو وريتشارد كلاهما ضليع في الصوفيه فكانا يتحادثان بمتعة عظيمة وكلاهما يتحدث العربية


الحريم
كثيراً ماكنت أقضي الأمسية معهم .. وأجدها طيبة للغايه

في البداية فقط كانت اسئلتهم لي كثيرة ومزعجة, فقد كانت تتركز في عدم وجود أولاد لدي , وإن كنا لانستطيع التعميم في موضوع الحريم , فكما في العائلات اللندنية عائلات من الدرجة الأولى كذلك في القسطنطينية ودمشق … كما هناك العائلات المتوسطة والعائلات ذات السوية المتدنية التي تتمتع بشكل مختلف



وكل لقاءاتي وزياراتي لمجتمع الحريم في دمشق كانت للمجامله , وتخللها الكثير من الود والصداقة وكرم الضيافة وحرارة الاستقبال ,
ولمرة أو مرتين فقط كانت لي معاناة مع معاملة فظة عند عائلات من الطبقة الدنيا .

وقد قمت بزيارة لعائلة الشهير عبد القادر ( الامير عبد القادر الجزائري ) والتي كانت من كبار العائلات في دمشق كان لديه خمس زوجات إحداهن كانت فائقة الجمال, فسألتهن كيف يستطن العيش معا , ومداعبة كل واحدة لأطفال الأخرى ؟ أخبرتهم أننا في بريطانيا إذا شكت المرأة ان لزوجها امرأة اخرى أو عشيقة ستكون جاهزة لقتلها وملاحقة اولادها , انفجرن جميعهن ضاحكات معتقدين بأنها نكتة عظيمة. وأخشى ما أخشاه ان عبد القادر يسوس حريمه كالتتار لكثرة ماكن والعات ومتزمتات.


هنالك الكثير عن دمشق 

الطرقات من دمشق لضواحيها عديدة , صغيرة , تمر من الحدائق والبساتين حيث خرير المياه وظلال الكروم والرمان والجوز وتنسل منها الى رمال الصحراء الناعمة, تنطلق الخيول في سهولة ويسر …. لا حدود .. لا نقاط تفتيش .. هنالك شيء واحد حيث تنطلق الطاقة الروحية وتتفس حرية الصحراء .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.