كيف نربي اطفالنا – 14- التربية بين الدلال والقسوة :
بعد حديثنا بالتفصيل عن حاجتين اساسيتين من حاجات الطفل الغريزية وهما الطعام والنوم – ننتقل الى حاجة انسانية ليست غريزية لكنها من الحاجات التي تميز الانسان عن باقي الكائنات الحية وهذه الحاجة هي :
ثالثا : حاجة الطفل الى النظافة
إن هذه الحاجة تبدأ منذ يوم ولادة الطفل , وهناك نوعان من النظافة يكون الطفل بأمس الحاجة اليهما ؟
والنوع الاول هو : النظافة العادية للجسم , من استحمام وغسل للوجه واليدين أو القدمين ؟
اما النوع الثاني والاهم فهو : تنظيف الطفل من فضلاته وهو الذي سنركز عليه أكثر ؟
1- نظافة الجسم بجزأيه المغطى بالملابس والمكشوف منه : وتختلف الامهات في هذا الامر من حيث طريقة التنظيف وعدد مرات الاستحمام , وتبديل ملابسه وغسل الاماكن المكشوفة من الجسم أو مسحها بالمواد المعقمة أو المعطرة ؟
إن تعويد الطفل على شكل معين من النظافة يجعل من الصعب عليه أن يتخلى عنها بسهولة , فالطفل الذي تعود الاستحمام يوميا سيشعر بشيء من الضيق عندما يترك دون حمام لعدة أيام , بينما طفل غيره عودته أمه على حمام اسبوعي سوف يكون صعبا عليه أن يستحم كل يوم ؟
وهذا الكلام نفسه ينطبق على غسل اليدين والوجه أو القدمين أو تسريح الشعر ؟
إن الاسراف في الاهتمام بنظافة ثياب الطفل ونظافة جسمه : يعتبر خطوة في طريق الدلال والشطط , حيث سيجعل من الطفل في مراحل مقبلة من عمره إنسانا بعيدا وغريبا عن أقرانه , وقد يسبب له ذلك إشكاليات كان هو بغنى عنها , وتبقى الامور مع ذلك نسبية : فطفل يعيش في بيئة شعبية جدا سيكون لاهتمام الام الزائد بتسريحته أو أنواع أحذيته أو ملابسه سببا لغيرة واعتداء بعض الاطفال الذين لا يحلمون
بمثل هذه الامور ؟
بينما طفل يعيش في حي راقٍ لكن أمه لاتهتم به الاهتمام الكافي والمتناسب مع ذاك الحي , فإن ذلك سيسبب له بعد اطفال الحي عنه ونبذهم له ؟
2- حاجة الطفل الى النظافة من الفضلات التي يطرحها جسمه :
ويختلف الاطفال في عدد المرات التي يحتاجون فيها الى تنظيفهم وذلك حسب تكوينهم الفيزيولوجي وحسب تركيب حليب امهم ونمط غذائها , أو نوع الحليب المصنع الذي يتناوله , ويكون من السهل على الام التعرف على طبيعة وليدها في اخراج فضلاته , والمهم في الامر أن لا تترك طفلها فترة طويلة دون تنظيف , كما أن الام الذكية تستطيع من خلال مراقبة طفلها أن تلحظ إشارات تدل على أن طفلها ( في وضعية التخلص من فضلاته ) وكلما عودت الام طفلها على النظافة كلما صارت هذه القضية عادة متأصلة فيه , وكلما اسرع هذا الطفل في انتهائه من النفاض ؟
إن الكثيرين من الاطفال يستغنون عن النفاض ( أو ما يسميه العوام – الحفاض – وباللغة المستوردة – البامبرز -) أقول إن كثيرين من الاطفال لايبقون بحاجة الى النفاض قبيل اتمامهم العام الاول , ويكون الفضل في ذلك للأم المتابعة وذات الخبرة , حيث نجد بعض الامهات قليلات الخبرة ينتظرن أن تتم عملية تخلي الطفل عن النفاض تلقائيا أو ذاتيا , ولذلك نجد أن بعض الاطفال يستمرون في تلطيخ ملابسهم أو التبول عليها رغم بلوغهم عامهم الثاني او الثالث بل في بعض الحالات سنتهم الرابعة أو الخامسة , وفي أغلب تلك الحالات تكون الام هي السبب ( عدا الحالات التي يكون سببها مرضيا )؟
أما بالنسبة للتبول في الفراش فقد يستمر عند بعض الاطفال حتى أبواب المراهقة ( وهنا يكون السبب مرضيا أو وراثيا )
وفي حالات تكون الام قد قامت بواجبها على الشكل الصحيح ولم تقصر فيه بشيء , لكن الطفل الذي يستمر في تلطيخ ملابسه أو التبول في الفراش – هو يفعل ذلك لعدة اسباب أهمها :
• إصابة مرضية أدت إلى أذية دماغية
• ضمور ولادي في الدماغ
• كون الطفل منغوليا
• كما يمكن أن يكون المرض عابرا كإصابة الطفل بإسهال مؤقت أو طويل الامد

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏‏وقوف‏، و‏سماء‏‏، و‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏، و‏ماء‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏‏لا يتوفر وصف للصورة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.