“فارس خدوج”.. المخرج السينمائي الصغير بطموحات كبيرة

 فاديا بركات

الأربعاء 07 شباط 2018

مشروع البعث

عُرف “فارس خدوج” بلقب “المخرج الصغير”، تعلّم أبجدية السينما بأساليبه الخاصة وتجاربه الشخصية المتعددة، فاتبع أفكاره التي فتحت الشراع لموهبته والإبحار في عالم السينما والإلمام بها.

تكبير الصورة

مدونة وطن “eSyria” التقت بتاريخ 3 شباط 2018، المخرج الشاب “فارس خدوج”، فتحدث عن بداياته ونشأته قائلاً: «نشأت في أسرة أدبية وفنية، حيث الفنّ التشكيلي والغناء والشعر، وأحس نفسي محظوظاً بها. لم تكن الدراسة الهاجس الكبير لديها، فكان همّها تنمية أي موهبة لدي، انتميت في الصف الرابع إلى مشروع “مسار”، وغنيت النشيد الخاص به، وتعلمت عزف العود والرسم أيضاً.

بدأت منذ خمس سنوات متابعة السينما، ثم تحول الأمر بعد عامين إلى الاهتمام الفائق، كنت أقوم بتنزيل الأفلام ومشاهدتها، ووصلت إلى مشاهدة ثلاثة عشر فيلماً في اليوم الواحد، وقمت بجمعها في مكتبة إلكترونية سينمائية، عدد أفلامها 8234 فيلماً، ثم تحوّل الاهتمام إلى نوع من النهم للسينما والبحث الجاد».

التعلّم الذاتي وسيلته لتعلم مبادئ السينما، ويضيف: «بحثي واهتمامي كانا ذاتيين من خلال الدراسة عبر شبكة الإنترنت، ولم أعتمد الدورات، حين أصبح عمري سبع عشرة

تكبير الصورة
مع فريق عدسة سلام

سنة انتسبت إلى مدرسة مصرية إلكترونية مجانية لتعليم السينما، لم يكن الأمر سهلاً، لكنني أثبت لنفسي أنني قادر على التعلّم والاستمرار، ودخلت مجال النقد السينمائي والمقالات والدراسات السينمائية، وأصبحت تجاربي بالإخراج والتصوير والسيناريو والمونتاج كثيرة».

مشاركته في مشروع “عدسة سلام” مثّل محطة مهمة في تجربته، وهنا يقول: «مشروع “عدسة سلام” لتعليم مبادئ صناعة الأفلام التسجيلية الوثائقية، وضمن ذلك يتم إنتاج فيلم قصير تسجيلي يتضمن فريقاً عام 2016، وتم اختياري مع عشرة مشاركين من بين 300 شخص، وكنت أصغر مشارك بين الذين تقدموا للمشاركة في المشروع».

وعن تجاربه الأولى، يقول: «ما زلت هاوياً، شغفي بالتصوير الفوتوغرافي والفوتوشوب ساعدني، فقد خبرت الكاميرا والتقاط اللحظة بكل تفاصيلها، وقمت مرات كثيرة بالنزول بطريقة عشوائية وعفوية، وتسجيل فيلم، لكنها مجرد تجارب زادت خبرتي.

أول تجربة لي كانت حين وضعت كاميرا هاتفي لساعات على سطح المنزل، ورصدت الكاميرا

تكبير الصورة
فارس أثناء التصوير

الغيوم وسرعتها، كما كتبت سيناريو عشرة أفلام، ولم أنفذ منها أي فيلم، وأتحين الفرصة المناسبة لتنفيذها، ومنها: “شعلة رمادية”، و”رسمة على الحائط”؛ أتناول مشكلات الشباب والمجتمع فيهما، منطلقاً من عمري وفهمي لهذه الفئة العمرية. وعملت فيلم “عنب مرّ” القصير الذي تناولت فيه أطفال الشوارع، وأنجزته بمفردي، كما صورت فيلم “48 درجة” من إخراج “سليمان أمين”، وشاركت بإخراجه معتمداً على دراستي الأكاديمية».

“رامي غدير” من المهتمين بالشأن الثقافي، وكاتب سيناريو، يتحدث عنه قائلاً: «عرفت “فارس” في أحد الأماكن التي يجتمع بها المهتمون بالثقافة، وأكثر ما يلفت انتباهي جيل الشباب الذين يمتلكون الطاقات، فقد جذبني حديثه عن السينما، لديه عين سينمائية قادرة على التقاط التفاصيل بدقة هائلة، ليس فقط ما يتعلق بالتكنيك السينمائي، بل المشهد الذي يمتلك روحاً، كما أنه يمتلك ثقافة سينمائية واسعة، لديه مشروعه الخاص، وبداخله زخم كبير من المعرفة.

هو مشاهد

تكبير الصورة
رامي غدير

متمرس، ونتيجة المشاهدات لا يستطيع تقديم شيء ما لم يكن مرضياً له، وخاصة أن سقف الرضا مرتفع عنده كشاب طموح ومجتهد، ولدي ثقة بقدراته كشاب، فهو يتمتع بالرؤية النقدية والتحليلية أيضاً، وأؤمن بأنه سيحدث فرقاً في السينما السورية المحلية».

يُذكر أن “فارس خدوج” طالب في كلية “الهندسة المعلوماتية” من مواليد “اللاذقية”، عام 1998.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.