Saad Hashmi | HIPA

فوتوغرافيا 

تصوير الأحلام .. والرؤية بلا أعين !

منذ آلاف السنين عَرَفَ الإنسان أن العين هي أداة الإبصار الوحيدة، أما الرؤية فتعريفها يختلف، فما تبصره العين له توصيفاتٌ وأُطُرٌ محدّدة، أما الرؤية فيمكنها تجاوز ذلك إلى المعاني والدلالات والتأويلات ووجهات النظر، الرؤية كانت الأم الشرعية للمخيّلة البشرية التي لا تكترث بتأطيرات الإبصار، ولو فعلت لما طرأ جديدٌ على البشر منذ بداياتهم.

ما يراه النائم من أكثر المواد خصوبةً لتناول الإبداع البشري، من خلال التوصيف والتأويل وربط المشاهد المتناثرة وتطويع المعنى تجاه التفاؤل والإيجابية أو التشاؤم والسلبية. ومن أبرز المعضلات التي تُشعرنا بالانزعاج، تلك اللحظة التي ندركُ فيها أن ثمة حلمٍ على قدرٍ من الأهمية، لكن ذاكرتنا أسقطته سهواً، وغالباً سنسمع ممّن حولنا الاقتراح الشهير (لا تُلحّ بالتذكّر .. سيتذكره عقلك عندما تتجاهله). لكن تسارع التطّور التقنيّ لن يُبقِي الأحلام حبيسة الغرفة الداكنة، بل سيخرجها للنور ويمنحها شكلاً وألواناً.

برنامجٌ حاسوبيّ، قادرٌ على تسجيل إشارات الدماغ ومقارنتها بإشارات تم تسجيلها في وقتٍ سابقٍ للشخص نفسه، ثم تشكيل نماذج مفصّلة لمناطق الدماغ وعلاقتها بالأشياء والأفعال، ويقول الباحثون إنهم يستطيعون تفسير الإشارات والخصائص البنيوية للأحلام، عبر استخدام تقنيات الرنين المغنطيسي، ما سيمكّنهم من الوقوف بشكلٍ مفصّلٍ على آليات عمل الدماغ البشري، لكن الأمر يتطلّبُ مزيداً من الوقت للتجارب العلمية.

لكن المثير في هذا السياق، ابتكار آليةٍ لنقل الصور إلى دماغ شخصٍ مكفوف، وبالتالي إمكانية الرؤية دون الحاجة للعين، ذلك أن الرؤية في نهاية المطاف هي عمليةٌ تتم في الدماغ.

هل تتوقعون يوماً ما مشاهدة هذا الإعلان: شاركونا بمسابقة تصوير بعنوان “أجمل حلم”، أو هذه الميزة على المحمول “مشاركة صور حلم ليلة أمس”. نحن نعتقد أن المستقبل يُرحّبُ بذلك.

فلاش

مصادر الصور ليست من الثوابت ! فالعلم لا يتوقف عن النمو

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.