‏‎ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏منظر داخلي‏‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏جلوس‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏

 

Ramzi Haidar‎‏

 

مهرجان بيروت للصورة الفوتوغرافية ….. مشروع للضوء
إعادة بيروت مدينة للصورة الفوتوغرافية و”جنة” للمصورين

مهرجان بيروت للصورة الفوتوغرافية، خطوة شجاعة وفكرة جريئة أقدم عليها المصور الصحافي اللبناني رمزي حيدر، خطوة لم يملك جرأة الأقدام عليها أيّ من زملائه الفوتوغرافيين، قد تكون الفكرة تم تداولها من قبل، وعند استحقاقها تخلى عنها الجميع وتناسوها، وحده رمزي أحتفظ بها لحين موعدها. هو بجنونه الفوتوغرافي يدرك موعد تحرير الفكرة من الصندوق، ومتى الموعد الصائب لولادتها. مهرجان فوتوغرافي كحدث ثقافي مهم يحتاج الى مصور مجنون لا يكترث للصعاب، ولا للصخور التي ستوضع أمامه، ولا للأبواب التي ستوصد بوجهه. وللمحاولات “البريئة” من بعض الزملاء التي تهدف الى إحباط مشروعه وشل حركته. رمزي أقفل أذنيه لكل هذا، عقله وعينيه ويديه في ورشة دائمة، بيروت تستأهل ان يكون لديها مهرجانها للصورة الفوتوغرافية. ومن الأجدر من بيروت لهكذا مشروع ؟.. اليست بيروت مدينة النور والثقافة؟، مدينة الصحافة والإعلام والكتاب والمثقفين؟ مدينة المقاهي الثقافية والمعارض والموسيقى والغناء والسينما والمهرجانات الفنية؟ … كل ذلك وهل يعقل ان لا يكون للصورة مكاناً في سماء بيروت؟.. ولماذا التعتيم على مدينة هي في الأساس مدينة الصورة بلا منازع. حماسة رمزي حيدر واصراره على ولادة المهرجان مهما كبرت الصخور ، كانت بمثابة دعوة مفتوحة للجميع للمشاركة. دعوته تلقفها العديد من الزملاء ووضعوا أيديهم الى يديه منهم مروان نعماني إبراهيم ديراني نبيل منذر ،هيثم موسوي ورين شاهين وآخرون.
رمزي حيدر المجنون الفوتوغرافي إستل سيف كاميرته وخرج من الغرفة السوداء الى شوارع بيروت يفتش عن غمد لحسام مشروعه ونافذة لصور مهرجانه. وصرخ قائلاً ” آن الأوان لتعود بيروت مدينة الصورة ورائدة الثقافة الفوتوغرافية”. رؤية رمزي لموعد المهرجان يأتي في توقيت جيد بمناسبة مئوية إعلان لبنان الكبير، أنه زمن صور لبنان الحضارية صورة زمن مدينة خلقت جارة للبحر ونافذة للضوء . لا زمن آخر غير زمنها.
الصورة ملعبها بيروت وحبيبتها بيروت.العالم تغير بالصورة. ورؤية العالم للصورة تغيرت.. رمزي أدرك التغير، الوقت مناسب لأطلاق المهرجان فتح له القفص، وأعطاه الحرية. بيروت مدينة للصورة الفوتوغرافية، وصندوق صور للمحترفين والهواة. تسعهم جميعاً، ولعدساتهم مساحة كبيرة في قلبها.
الفكرة -المشروع أبصر النور أخيرا بعد معاناة طويلة وموجعة واجهها المصور حيدر، الغلة الأساسية التي سيجنيها لبنان من وراء ذلك هو عودته الى خريطة المدن التي تحترم الصورة الفوتوغرافية كتعبير فني وثقافي عن الحالة الحضارية، وتجعله من مصاف الدول التي تتمتع بحرية الصحافة وتقدر دور المصورين فيها وتمنحهم الحماية المطلوبة من ضمن عملهم المهني. وكذلك سيعيد المهرجان بيروت كما كانت من قبل “قبلة” للمصورين الذين يعشقون جماله الطبيعي وتنوع مجتمعه وتمتعه بالحرية الفردية.
لبنان يختزن ذاكرة غنية بالأحداث والنشاطات وايضاً هناك في لبنان مصورون محترفون على قدر عال من الأحتراف يحفظون ذاكرته بكل تفاصيلها ذاكرة إثبات وتوثيق وتاريخ وتأريخ. .
رمزي حيدر بحسه المهني تعلم الدرس. من دون مهرجان للصورة لا مستقبل للمصور في لبنان، المهرجان يهدف بالنسبة له الى عودة المصور للصف الأول. بعض الثقافة والقوانين في عالمنا العربي جعلته ” كومبارس” .الأحداث والتغير في وسائل التواصل الأجتماعي وفي عالم الإعلام أثبتت أنه هو القائد في هذا المضمار وبل المؤثر الأساسي في حركة الرأي العام وفي المجتمع. وان الصورة كنص فوتوغرافي تفوقت على أي نص مكتوب في اللعبة الإعلامية ، وبل سدّت النقص فيه.
أقدم المصور المتقاعد من وكالة الصحافة الفرنسية على خطوته هذه والتي تحمل اعباءها من جيبه الخاص، في وقت تعاني فيه الصحافة والأعلام في لبنان من أزمات بحق المصورين والصحافيين والإعلاميين، في وقت يحاول البعض إطفاء إنارتهم، أتى رمزي و “كبس زر الإضاءة ” في محاولة لأعادة تصويب البوصلة والتأكيد على أهمية الصور بالنسبة الى الرأي العام وحاجة المجتمع ككل الى صورة أي الى صحافة قوية واعلام موضوعي ومستقل.
المصور الفوتوغرافي رمزي حيدر أنجز مشروعها هذا بكثير من التعب والجهد، طرق العديد من الأبواب لأنجاح عودة الضوء الفوتوغرافي الى بيروت مدينة الحرف والفن. ويبدو انه نجح في ذلك، المهرجان سيفتتح أولى اعماله يوم الرابع من هذا الشهر. رمزي مصور عنيد في كل مسألة تعني التصوير الفوتوغرافي. صلب في الدفاع عن الصورة. الصورة بالنسبة له ” نصّ مرئي مكثّف يقدم الحقائق الموجودة فيها دفعة واحدة تدخل بسهولة الى الذهن من خلال العين. “. ويضيف هذا المجنون الفوتوغرافي، “تكمن أهمية الصورة في أنها تقدم للمشاهد كل المعلومة بشكل مرئي من دون انحياز او أضافة او نقصان”. كما أن الصورة والأعلام المرئي أكثر رواجا وأهمية من الصحافة المكتوبة اليوم، وذلك بسبب الصورة التي بأماكنها وبفضل تكنولوجيا الاتصالات و في ثانية واحدة من إرساله الى اقصى بقعة في العالم. هذه التقنية زادت من أهمية الصورة وقللت من أهمية النص المكتوب في الصحافة ولكن من دون ان تلغي دورها.
مهرجان بيروت للصورة الفوتوغرافي حدث سيكون من أهم الأحداث الثقافية في لبنان هذا العام. شكرا للمصور الفوتوغرافي المجنون رمزي حيدر لأهداء بيروت مهرجانها الثقافي للصورة، وألف شكر لأنه منحنا الشعور بأن ثقافة الصورة في لبنان لا تموت، وأيضا ان المهرجان خطوة أولى نحو إعادة الإضاءة الى الصورة الفوتوغرافية والى مكانة المصور في هذا العالم المتغير بالصورة، والمغيّر أيضا بالصورة وبشكل دائم ومستمر.
نبيل اسماعيل
الصور للزميل رمزي حيدر في معقله الفوتوغرافي دار المصور في منطقة الوردية

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.