زياد الرحباني وتنين حماصني …
ب2003 كان عنا أنا وسلمان لقاء مع الرائع زياد الرحباني ببيروت.. كنا عم نرتب لزيارة الست فيروز لسوريا بعد (انقطاع طويل)..
وصلنا عاﻹستديو لعندو واستقبلنا عالباب وبعد القهوة والتعارف وقبل مانحكي بالشغل ..لمن عرف اننا حماصني بلش يحكيلنا نكت عن الحماصني وسألنا بنزعلو شي ..قلنالو أكيد ﻷ..طبعا للتأكيد حكينالو نكت حمصية تقيلة عن كلشي ..والله ماصدقنا عيونا انو زياد ضحكتوا عم تجلجل ورجليه دقوا بالسقف من كتر الضحك.. والمفروض اللقاء مدته نص ساعة ..
فاجت ميري (مديرة أعماله يوقتها وهي صديقني) وقالتلو شو ؟ قلا روحي هلأ… وتابعنا الحكي …وبعد شوي كمان رجعت ميري وقالتلو شو ؟..كمان قلا :خلص روحي هلأ…وتابعنا حديثنا (وطبعا نحنا حسينا انو في شي مو طبيعي)..رجعت ميري بعد ساعة وقالتلو :اي يعني شو !..أنا ما خصني هلأ بتخانقني انو ما ذكرتك !! قام قللا زياد : خلص أنا بدي يضلوا والغي الموضوع..هون نحنا سألنا انو نحنا عم نعطلك عن شغلك ؟ قلنا ﻷ ..وحكالنا (انو هو متفق مع ميري لمن بيجي حدن لعندو مين ماكان يكون بعد ساعة.. بتجي ميري وبتنهي اللقاء ﻷنو مش عم يتحمل حدن ..وهي عم تنفذ تعليماتو..)..و قال : انا هلأ من زمان ماضحكت هيك وعم جرب فهمها انو الغي الخطة..ﻷنو مبسوط فيكن وبجلستكن وأنا منشان هيك عم قلا خلص .. تعي اقعدي معنا…
هلأ بس لمن عرف زياد اننا حماصني ..لغى مواعيدو و بدل ما يكون ساعة مدة اللقاء.. ضلينا عندو للمسا وكل ما نقوم بدنا نروح يقلنا خلص ابقوا بعد..
المهم قال : بتصدقوا هون الجيل الجديد بلبنان ما بيسمعوا فيروز.!!.
قلنالوا : عنا بسوريا منربي ولادنا عا أغاني فيروز والرحابني ..وبعدنا لهلأ اذا بيمر يوم مامنسمع فيه فيروز.. مامنعتبروا مر من حياتنا..نحنا منآمن بإنو الله بيقعد وبيحط خده عا ايدو لمن بتغني آلهتنا فيروز..ضحك زياد وانبسط بهالحكي ومسك التلفون فورا واتصل بمين؟؟ يا ويل ئلبي أنا بمين اتصل !!!!!! ..رد الصوت الملائكي اللي جمالو مابينوصف ..قللا : كيفك ست فيروز (هو هيك ييناديلا لوالدته الست فيروز ) ؟ قالتلو :” اهلين” .. قللا : عندي تنين سوريين حماصني.. وهيك عم يقولو عنك..فطلع صوت ضحكتها الرائعة..و قالتلوا :
“قلن لهودي : انو السوريين هنن زوادتي “..
وسكر السماعة زياد.. وقللنا : رح نروح نسهر عند الست فيروز ببيتها.. وبعدين منرجع وبتباتو عندي ببيتي لا ترجعوا عا سوريا بهالليل …..
طبعا بما اننا حماصني ما استوعبنا ولا أدركنا ولافهمنا ولا صدقنا ادنيننا شو عم نسمع و شو عم يقللنا زياد شخصيا..وغيمت الدنيا بوشنا.. وقلنالو بمنتهى اﻷدب واللطف والخجل والحمصني : ” شكرا كلك زوء.”….. قلنا : ” شو هيدي شكرا …ماتسافروا الليلي…متل ماعم احكيكن.. منسلم عالست فيروز ومنسهر عندا.. ومنرجع منبات ببيتي”..!!!!!!!! ورجعنا نحنا بكل بداهة وأدب وزوء وبلاهة ومابعرف شو.. وقلنالوا : ﻻ والله مابدنا نعذبكن ..مرة تانية انشالله..وشكرا على زوءك ولطفك وما بعرف شو (كل لطف وخجل وزوء وأدب وتربية أمهاتنا اللي علمونا اياها ..ما عجبها تيين غير بهديك اللحظة.. آخ عالحمصني تبعنا)..ورجع أصر وألح علينا..ونحنا بمنتهى الحمصنة عم نقلوا شكرا لازم نسافر….اتخيلوا في أحمصن (من حمصني) مننا بالعالم..!!!!..
المهم عجز فينا زياد انو يقنعنا نبقى ..ونحنا قال شو أدبيا رفضنا واعتذرنا منو…. وطلعنا من عندو وودعنا عالباب وبعتنا بسيارتو مع ميري ليوصلونا عاكراج الشام.. و بالسيارة خرسنا انا وسلمان وجمدنا وصفنا الصفني العجيبي ..فقالت ميري شبكن؟ بعد صفني طويلة قلنالا لميري :
ميري ممكن سؤال .. بتعرفي شو يعني حماصني ؟ رح نقلك شو يعني.. اذا بحياتك شفتي تنين بيزوروا زياد الرحباني شخصيا وبيعزمن يسهرو عند الست فيروز وبعدين بيلح وبيصر عليهن يبقوا و بيباتو عندو بالبيت ..وبيجوا هنن بيقلولوا ببساطة لا شكرا كلك زوء..مرة تانية انشالله اتخيلي!!!! ..هودي هنن الحماصني…
فرطت ميري من الضحك واتصلت بزياد وقالتلوا شو صار …
ولهلأ يمكن هيدي أكتر شغلة ندمنا عليها بحياتنا هي هالفرصة اللي ما ممكن تتكرر أو تتعوض ابدا ابدا…. ولهلأ ندمانين.. ايه والله…
لكن نحنا منفتخر انو هالزيارة كانت السبب بموافقة ست الكل فيروز للعودة لسوريا لتغني بدمشق اللي بتعشقها ..

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٣‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏‏أشخاص يقفون‏، و‏ليل‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏‏

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.