ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏

 

الفنان نبيل إسماعيل أيقونة الصورة العربية..

بين مطرقة الماضي وسندان الديجيتال…

.جنونه الفوتوغرافيا..إدمان ونشوة..

– بقلم المصور: فريد ظفور..

نشر قمح الفوتوغرافيا في ميادين الوطن العربي..ليقتات منه حمام طلبة الفن الضوئي..ويملأ بالضوء أقداحاً ..بلسم لعشاق الصورة..ويثبت للناس بأن الصورة إذا جاعت تأكل حتى مقص الرقابة..وحين يلوي عصا الصمت الضوئي يقول بالصورة الحقيقة جهراً ولا يكذب..وإن بات في شجار مع القلق المعرفي يطيل إنتظاره ولا يتعب ..فتأتي الصورة شاربة من دمه و وقته لتمنحه كل ما طلبه وتمناه..ولكن جوابه يبقى إرتجالاً ولنا عطش دائم في سؤاله عن سر تألقه وإبداعه..

-إن الفن الفوتوغرافي والتشكيلي هو الذي بقي على مر التاريخ مؤثراً وطازجاً مهما تقادمت تواريخ إنتاجه..أو تغيرت ظروف عصره فلا يرتهن بظرف تاريخي ولا يقيد بطرح رأي موقوت ولكنه يأتي مجرداً عن المباشرة ويرتبط فقط بإنسانية الإنسان وبمشاعره وأحلامه..ففي أعمال الفنان نبيل شيء إنساني خاص ..بسيط رائق فرح..يجمع بين فرح التعبير في بكارته التلقائية وهندسة البناء العقلي الحذر للكوادر والصور في تكويناتها وصياغاتها وتدرجاتها الأحادية واللونية ..جمعاً لا نستطيع أن نتبين فيه أين يبدأ القصد وما هي حدود المصادفة..وما هي حدود كل من الحذر الواعي والمغامرة المستكشفة من الصورة الصحفية فقد بدت كوادره وأعماله بمجملها متحولة بشكل مستمر من تعقيدات معالجة كمياء الفيلم والصورة باللمسات الفنية المميزة وباللمسات المتداخلة والخبرات المتراكمة في قسوة لعلاقة التناقض بين الظل والنور ..متجهاً نحو التبسيط البليغ لملامح الصور والأشكال والتكوينات وفتازيا اللون بأطيافه السبعة وبتدرجات الأحادي الرمادي..ونشره الموضوعات الإنسانية وطرح قضاياه للرأي العام وللجمهور لإيصال صوت المستضعفين..وهو تحول ليس طفرياً قدر ماهو إنماء واع بلغة بصرية تشكيلية خالصة بعيداً عن مباشرة السرد القصصي والمباشر أو الإنسجان في أسر الموضوع..فهو يصور ماشاء له من موضوعات وغرضه فقط أثناء الفعل الفني الفوتوغرافي أن يظل النبض الإنساني حاضراً في قوة بأعماله الضوئية أسواء بالأبيض والأسود أم بالملون أو بكاميرا الفيلم أم بكاميرا الديجيتال الرقمية أو بالموبايل..أو جاءت عضوية تعبيرية هادرة ..أي ببساطة إنه فنان حصيف ورهيف ومتألق ومبدع وببساطة أشد قد فهم وبوعي بأن الفن الضوئي لغة عالمية وإنسانية بليغة وبسيطة معاً تخاطب عقل المشاهد والمتلقي بتفرد صياغاتها وتكويناتها والوجدان والعقل برقة ماتحمله من مشاعر وما تطرحه من موضوعات ومشاكل..

– من بعد رحلة أكثر من خمسين عاماً مع الصخافة والصورة الفوتوغرافية..فقد تتفق مع الأستاذ والفنان نبيل إسماعيل وقد تختلف ..لكنك لا تستطيع إلا أن تضع إسمه في المكانة التي يستحق وتليق به في المشهد الفوتوغرافي العربي واللبناني..ليقف إلى جانب بعض المخضرمين في التصوير والصحافة في الصدارة..فقد خاض ولأكثر من نصف قرن الكثير من الجولات وعانى الويلات حتى يغطي خبراً أو يصور مشهداً أو يكتب مقالاً..فقد قدم الكثير من التجارب الفنية إبتداءاً من عصر الصورة باللون الأحادي وتدرجاته الرمادية وصولاً إلى الفيلم والتصوير الملون وحتى الآن العصر الرقمي والأنترنت..و عصر الصورة الرقمية عصر كاميرات الديجيتال..ولأن الكتابة عطاء ولا بد أن تتبدل وتتذبذب حسب المزاح والظروف ..ولكني أعتقد بأن الأستاذ نبيل حافظ إلى حد ما على مستواه طيلة تواجده في الصحافة..وليس من باب المبالغة القول بأن الفنان ناقد فوتوغرافي وكاتب ومصور صحفي وأستاذ لمادة التصوير..ومن مؤسسي مجلة فن التصوير اللبنانية الورقية زمن ثمانينات القرن الماضي..وكانت ومازالت أعماله الصحفية والضوئية شهادة عن الصورة الفوتوغرافية العربية وقضاياها في العقدين الماضيين ومساهمة في السجال الراهن حول البحث عن طرق للخروج من أزمات الصورة أحادية اللون والتي تكاد تزيلها الكاميرات الرقمية والهواتف النقالة المزودة بالكاميرات  من على خارطة الثقافة البصرية العربية..وإن العابر لشوارع الثقافة في العاصمة بيروت قد يشعر بالنهضة الفوتوغرافية لكنه لن يستطيع من دون تأن وتقص ..الوقوف على معظم أعمال المصورين الصحفيين في لبنان..والآن لو كانت الظروف التي خلفها المصورين السابقين لكن يكفيهم فخراً بأنهم إستطاعوا إعادة الحياة الفوتوغرافية لها والحفاظ عليها..واليوم تبدأ فاعلية جديدة تحسب لصاحبها وهي إقامة مهرجان بيروت للصورة بإشراف المصور والصخفي رمزي حيدر.. ومعه لفيف من الشباب والشابات ومن المصورين المخضرمين ..

  • ندلف أخيراً للقول بأن قامة فنية بحجم الفنان نبيل إسماعيل الذي ذاع صيته وإمتد تأثيره ليطال الساحة الضوئية في معظم أقطار الوطن العربي .. الفنان الغائب والحاضر الذي كسر جدران المحرمات والمحظورات وحاكم الواقع  بحقيقة أن الصورة تعبر أكثر من ألف كلمة.. ولذلك وجب تقديم الشكر لعملاق يستحق كل التقدير والإحترام والتكريم والحفاوة..وستبقى صورة الفنان والمصور والصحفي والناقد نبيل ..خارج الوجود والعدم وأعماله وطيفها الذي ينهض في كل تكوين ومشهد وإطار  ستبقى موغلة في نسيج الحياة الفوتوغرافية العربية كرقم صعب لا يمكن تجاهل دوره الحيوي في نهضة الفن الضوئي العربي..

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الأستاذ نبيل إسماعيل ــــــــــــــــــــــــــــ

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٦‏ أشخاص‏، و‏‏‏‏أشخاص يجلسون‏، و‏دراجة‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏هاتف‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏هاتف‏‏ و‏لحية‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٦‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏١٠‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏‏أشخاص يجلسون‏، و‏أحذية‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٥‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏لحية‏ و‏نص‏‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٨‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏بدلة‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٦‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏بدلة‏ و‏نص‏‏‏‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.