معرض “بيت بيروت” في “مهرجان بيروت للصورة ٢٠١٩”

متابعات – محمد الفالحفي إطار “مهرجان بيروت للصورة ٢٠١٩” الذي يرعاه دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وتنظمه “جمعية مهرجان الصورة – ذاكرة”، والذي افتتح منه سبعة معارض بين ٤ و٨ أيلول/ سبتمبر الجاري، افتُتح مساء اليوم الإثنين ٩ أيلول/ سبتمبر ٢٠١٩، في بيت بيروت (السوديكو)، معرض كرَّم فيه المهرجان مصورتين رائدتين في عالم التصوير النسائي: الفلسطينية، من أصل لبناني، كريمة عبود (١٨٩٣ – ١٩٤٠)، لمناسبة مئة سنة على إبداعها، والتي يمكن أن تكون أول امرأة عربية تحترف التصوير الفوتوغرافي، وماري الخازن (١٨٩٩ – ١٩٨٣) أول مصورة امرأة لبنانية. بالإضافة إلى مجموعات أخرى لأديب شعبان وعلي بن ثالث في معرض لكل منهما عن الصحراء والماء، ومعرض لأيمن لطفي تحت عنوان “بورتريه مفاهيمي”.

حضر المعرض حشد من المثقفين المهتمين والمصورين، على رأسهم رئيس اتحاد المصورين العرب أديب شعبان، ومدير “غاليري قدرات” عبد الرحيم العرجان.
تميزت صور عبود والخازن بكونها بالأبيض والأسود، وإن كانت عبود تعمد مثل أبناء جيلها إلى تلوين بعض الصور، والاشتغال على الإضاءة وتوظيفها في تحريك الأماكن والقامات والوجوه التي تصورها. كما تميزت صورهما بالدلالة على حقبة مختلفة، من حيث طبيعة الحياة التي لاحقتاها بالعدسة، أو طبيعة الناس والفولكلور والتراث، وقدمت لنا تجربتين رائدتين كانت لهما نكهتهما الخاصة في المهرجان، إذ تعود صورهما لأكثر من ١٠٠ سنة.
المصور العراقي أديب شعبان قدم للمعرض مجموعة من الأعمال التي تصور سحر الصحراء، والمشاهد الممتعة والفاتنة التي تتركها بصمات الرياح في صفحات الرمال المتموجة بعشق وغنج، وتوقيع الحركة الخائفة أو المطمئنة لبعض الحيوانات الشاردة في المدى الصحراوي.
المصور الإماراتي علي بن ثالث حوّل أعماق البحر إلى فضاءات مفتوحة لعدسته، ينقّلها بين سحر وآخر، أو بين سرّ وآخر، ويقدم لنا مشاهد نخالها للوهلة الأولى من عالم الخرافات، إلى جانب ما هو أليف ومعروف من عالم البحر.
المصور المصري أيمن لطفي قدم لهذا المعرض مجموعة من أعماله التجريبية التي تندرج تحت عنوان الفن المفاهيمي، بحيث نرى أنه يقدم الفكرة على الشكل، يبحث عنها أولاً، ويتدخل في الصورة، ليلويها في اتجاه التعبير الذي يريده لها، باحثاً داخل الوجوه والشخصيات عن سر التفاعل بين السكون والحركة، كمن يبحث داخل الشريان عن سر الحياة، بدهاء وحنكة وحرفة عالية.
ويفتتح يوم غد الثلاثاء ١٠ أيلول/ سبتمبر، الساعة السادسة مساء، في ستايشن بيروت، الجسر الواطي، معرض يضم مجموعة من الصور لمصورين عرب وأجانب تحت عناوين مختلفة. ويفتتح يوم الجمعة ١٣ أيلول/ سبتمبر، الساعة الخامسة عصراً، في كيد بيروت، الكرنتينا، معرض “بيروت هنا وهناك الآن” ليارا سعادة. كما يفتتح يوم السبت ١٤ أيلول/ سبتمبر، الساعة السادسة مساء، في خان الإفرنج، معرض “حكاية صياد من صيدا” لرولا جواد، وآخر لماري الخازن.

على أن تتوالى تواريخ افتتاح المعارض الأخرى التي يتضمنها المهرجان في أكثر من منطقة من بيروت، بالإضافة إلى مناطق لبنانية أخرى مثل طرابلس وصيدا وبعلبك وصور وحمّانا وسواها.
وكانت “جمعية مهرجان الصورة – ذاكرة” التي أطلقت هذا المهرجان في نسخته الأولى، بدعم من بلدية بيروت، وبالتعاون مع وزارات الثقافة والسياحة والإعلام قد وزعت برنامجاً مفصلاً أعلنت فيه عن ٢٢ معرضاً تقام في إطار هذا المهرجان الذي يشارك فيه ١٢٢ مصوراً فوتوغرافياً من لبنان والعالم.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.