ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

غسان القيم

مبيّض القدور والأدوات النحاسية ..هذه المهنة مهددة بالأنقراض كغيرها من المهن القديمة التي كانت يوما ما من المهن الرائجة ويحتاجها كل صاحب بيت ..انه صدى السنين الغابرة والذكراة العتيقة لصوت يهمس بنا من هناك لكل ما قيل وما قال..
عاشق أوغاريت ..غسان القيّم..

تبييض النحاس

نتيجة بحث الصور عن مبيّض القدور والأدوات النحاسيةنتيجة بحث الصور عن مبيّض القدور والأدوات النحاسية

تبييض النحاس هي مهنة تقليدية قديمة يقوم من خلالها الحرفي بتنظيف الأواني النحاسية ويزيل عنها طبقة الصدأ السامة ثم يطليها بطبقة من القصدير.

تاريخها

يعتبر تبييض النحاس إحدى المهن التقليدية القديمة التي توارثها الآباء عن الأجداد فحافظت بشكل كامل على نسقها والتزامها بأدواتها على الرغم من التطور البسيط الذي طرأ عليها كدخول النار بالدرجة الأولى والمواد المنظفة القوية، و قد كثر عدد الأشخاص الذين امتهنوها في الماضي، ولا تزال هذه المهنة موجودة في بعض البلدان العربية مثل سوريا والعراق وغيرها حتى وقتنا الحاضر، [1] على الرغم من تراجع عدد مزاوليها لأنها تعتبر من المهن الخطرة وذات الصعوبة المرتفعة بالإضافة إلى انخفاض عدد زبائنها، فمع تطور الأواني المنزلية أستخدم الستانلس والألمنيوم وغيرها من المعادن رخصية الثمن والسهلة الاستخدام والتنظيف بدلاً من النحاس، كما أصبحت غالبية العائلات العربية تحتفظ بالأواني النحاسية بغرض الزينة فقط وتورثها لأبنائها.

طريقة التبييض

يحضر المبيض القطعة النحاسية ويسخنها على النار ومن ثم يضع بداخلها الرمل ويفركها بقطعة من الجلد بواسطة القدمين لحين التخلص من الصدأ والأوساخ العالقة عليها، ويستغرق ذلك وقتاً وجهداً كبيرين، ثم يذيب مادة القصدير مع النشادر ويفرك داخل الوعاء بواسطة قطعة من القطن، حتى تبيض الآنية ومن ثم تفرك بالرمل وبعدها تغسل بالماء، وفي وقتنا الحاضر أصبح تبييض النحاس أمراً سهلاً، وذلك باستخدام مواد مساعدة مثل الأسيد ومادة روح الملح.[1] ويجب تبييض الآواني النحاسية مرة في كل عام على الأقل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــصورة ذات صلة

نتيجة بحث الصور عن مبيّض القدور والأدوات النحاسيةنتيجة بحث الصور عن مبيّض القدور والأدوات النحاسية

تبييض النحاس.. مهنة الى زوال

  • آية يونس
  • المصدر: “النهار”
  • 31 تشرين الأول 2013 | 16:22

تبييض النحاس مهنة تحاول ان تقف في وجه التطور، الذي اراح ست البيت من مهمة تبييض الأواني المنزلية المصنوعة من النحاس، فأخذ مكانه “الستانلس” و “الالومنيوم” وغيره من المعادن الأرخص ثمناً والاكثر سهولة في التنظيف. لكن اللافت في ايامنا ان عدداً كبيراً من الناس يستعملون الأواني النحاسية القديمة من قدور وسكاكين وشوك واباريق وركوة القهوة كأدوات للزينة أو “ديكور” للمنزل، لهذا السبب لا تزال الحاجة للتبييض موجودة وخصوصاً ان الأدوات النحاسية أصبحت عند بعض العائلات اللبنانية ارثاً عائليّاً اذ تتشاجر بنات البيت حول من ستأخذ تلك القدور والطناجر وغيرها مما تبقى من أدوات هذا المعدن الثمين كذكرى من امهاتهنّ وجداتهنّ.

نتيجة بحث الصور عن مبيّض القدور والأدوات النحاسيةصورة ذات صلةنتيجة بحث الصور عن مبيّض القدور والأدوات النحاسية نتيجة بحث الصور عن مبيّض القدور والأدوات النحاسية

ابو مازن، لاجئ سوري من حلب ومبيّض جوال، يتنقل يوميّا مع ابنه (13 سنة) من بلدة لبنانية الى اخرى وينادي “تبييض نحاس، نحاس للتبييض، الله يبيّض ايامكن”، فيسارع الأهالي وينادونه لتبيض الطناجر والأواني النحاسية القديمة لديهم لتصبح صالحة للعرض. وقبل البدء بالعمل تبدأ “المفاوضات” بين ابو مازن والزبون، من 300000 ليرة لبنانية لتبييض الطنجرة والركوة وتنتهي بـ 200000 ليرة فقط لا غير كما يقول الزبون.
يجلس ابو مازن على حجر في منطقة اللقلوق ويبدأ باخراج العدّة من حقيبته القديمة فيما يبدأ ابنه باشعال النار للبدء في عملية التبييض. فيؤتى بالوعاء النحاسي ويسخّن على النار مباشرة، ثم يدهن بمياه التوتيا بواسطة سيخ حديدي طويل، في طرفه قطعة قماش مثبتة. بعد ذلك يبدأ بفرك الوعاء من الداخل الى الخارج بالرمل ثم بمادة القصدير المبيضّة.
يقول ابو مازن بأنه يستعمل احياناً بودرة النشادر التي تعطي اللون الأبيض الناصع وتلمّع النحاس ولكن رائحتها القوية يمكن ان تزعج المبيض احياناً. وفي المرحلة النهائية، يغسل الوعاء بالماء والصابون ويتم تلميعه جيداً فيعود جديداً يلمع كما كان من قبل.
يعتبر ابو مازن انّ هذه المهنة في طريقها الى الزوال، لهذا يحاول دائماّ وهو يعمل ان يشرح للزبون عن تاريخها، فيمرّ الوقت بسرعة ولاسيّما وان فضول الزبون يدفعه لمراقبة عمله بدقّة وباستغراب وهو ينتظر نتيجة هذا العمل الذي “لا ندرك اهميته الا اذا ادركنا اهمية النحاس وجماله” بحسب ابو مازن، وهو ينظر الى ستّ البيت “العصرية” ويسألها اذا كانت تعرف لماذا كانت تبيض الأواني؟ وقبل ان يسمع الاجابة التي من المفترض ان تكون “كلا”، يشرح المبيّص ان النحاس مع كثرة الاستعمال والطبخ والحرارة، “يتأكسد” ويكوّن مادة “الجنزارالنحاسي”، وهي سامّة وتؤذي الانسان في حال خلطت مع الطعام اثناء الطهي، فيجب تبييض الأواني النحاسية كلّ فترة.
“تبييض الطناجر” مهنة تراثية ينظر بخوف الى مستقبلها، وخصوصاً ان صناعة الأدوات النحاسية باتت قليلة، لأنها واحدة من الحرف التي بطلت لاستغناء الناس عن استعمال النحاس ولارتفاع اسعاره ووجود البديل، فعسى ان يبدأ “تبييض الطناجر” بالمعنى الآخر بالتراجع بين الناس ومعاملتهم مع بعضهم البعض!..

صورة ذات صلة

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.