جنوب شرق الجامع الأموي وفي وسط سوق البزورية الشهير، يقع خان أسعد باشا الذي يُعَدُّ من أهم خانات الشرق العربي بضخامة بنائه وروعة تصميمه بمداميكه البيضاء والسوداء، وفخامة مدخله واتساق قبابه، فالداخل إليه يندهش لذلك الانتقال الساحر من ضجة السوق، وجوِّه الحار إلى هدوء فراغه الكبير وسكينته وفسحته السماوية المعتلية نافورة من مياه عذبة مندفعة من بحرة مضلعة تتوسط باحته، وقد بناه الوالي أسعد باشا العظم سنة 1167ه/ 1753م، ثم انتقلت ملكيته فيما بعد إلى عدد من التجار، ثم استملكته مديرية الآثار والمتاحف, ورمم لاستخدامه سوقاً سياحية للصناعات الشعبية، وتبلغ مساحة الخان 2500 متر مربع، وهو ذو مسقط مربع الشكل تتراوح أبعاده مابين (50×51م)، ويتألف من طابقين, تتوزع غرفهما حول باحة مركزية. ويتم الدخول إليه من بوابة ضخمة تطل على سوق البزورية، وقد صممت هذه الواجهة بعناية فائقة وجعل فيها (15 دكاناً)، وهي من أهم وأجمل وأضخم واجهات المباني الأثرية في سورية.
وثم تحول الخان من مكان أثري إلى مصنع للفن، يرتاده الحرفيون السوريون أصحاب المِهن الفريدة والفنانون التشكيليون لينقلوا خبراتهم الفنية الفريدة إلى الأجيال القادمة، ولاسيما ما يتعلق بالحِرف الدمشقية والفن التشكيلي، ويستضيف الخان حالياً معرضاً للتصوير الضوئي للزميلة لمى الحسنية بعنوان «Eureka – وجدتها»، ويتضمن حوالي 40 عملاً بمواضيع مختلفة, بعضها يسلط الضوء على الحرب على سورية.