ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏محيط‏‏، و‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏، و‏طبيعة‏‏‏ و‏ماء‏‏‏

“هيام بدر”.. تصوغ الإنسان والزمان والمكان بالحجارة

منال حسن غانم

الثلاثاء 09 أيار 2017

بسنادا

بدأت العلاقة بين الفنانة “هيام بدر” وحجارة “الصافون” بعد المحنة السورية التي استفزت مشاعرها، فخرج الألم الذي اعتصر قلبها أعمالاً فردية وبانورامية، تحاكي الواقع بطريقة مدهشة، وكأنها نحاتة متفردة بالموضوع والمضمون.

مدونة وطن “eSyria” التقت بتاريخ 28 نيسان 2017، على شاطئ بحر”وادي قنديل”، الفنانة “هيام بدر”، التي قالت: «زُرع الفن بداخلي من قبل عائلتي أولاً؛ فوالدي خطاط ورسام، ووالدتي لا تقل شأناً عنه؛ فهي فنانة بإعداد الطعام وأمور البيت، أما أخي “أحمد”، فهو خطاط معروف، ولوحته الشهيرة باسم “الأرملة” مقتناة بقصر “يلدز” بـ”تركيا”، حيث كتبها بالخط الديواني الشامي، و”نديم” نحات أيضاً، وكانت توجيهاته الفنية ظاهرة في كثير من أعمالي، وأخي “نزار” نحات مشهور، وهو وأول من ابتكر فن التشكيل من حجارة “صافون”، وأرسله إلى العالم. وبما أنني من المتابعين لأعماله ومن المعجبين بلوحاته، كنت أقرأ العمل قبل أن يضع له عنواناً. وقد طلبت منه أن يعلمني ويعطيني بعض التوجيهات، فقال إن هذا الفن لا يدرّس، وإنما يعتمد الموهبة والإحساس والابتكار. عانيت في البداية، لكنني وجدت طريقي».

وتابعت: «قراءة الشعر ودراسة الأدب العربي ساعدت على تنمية الحس الشعري لدي، فأنا لا أجسد بأعمالي منظراً طبيعياً أو شكلاً معيناً، وإنما مشهداً بصرياً كاملاً ينضح بالحياة والإحساس والمشاعر الإنسانية. والعمل الفني لا بد أن يحمل فكراً، والفنان يتعامل مع عمله بمنتهى الشفافية والصدق؛ لأنه لا يتمكن من إخفاء مشاعره، وإن تمكن من إخفائها في الحياة. أحببت اللوحات التي تتحدث عن الأمومة، فهي تلامس روحي بكل تفاصيلها، ومواضيع الحب استهوتني، وكنت شغوفة بإظهارها بكل واقعية. وجسدت الفرح الطفولي

عمل على شاطئ البحر

بكل أنواعه، وبعد نهاية كل عمل كنت أدعو أطفال الحارة إلى قراءته، فالطفل لا يعرف المجاملة، ولا يمكن أن يخفي مشاعره، وما حلّ ببلدي من حزن وحرب وهجرة الشباب كان له القسم الأكبر من أعمالي، لأنني لمست وجع الشباب السوريين من تهجير وسفر عبر البحر، فكنت أول من جسد لوحات على الشاطئ، كعمل “الهجرة” الذي لاقى صدى واسعاً بين الناس، وتمت مشاركته عبر شبكة التواصل الاجتماعي من قبل 400 مجموعة عربية وأجنبية، وبعد أن أنهيت العمل تركته ولم أبعثره. كما أنني شكلت عملاً عن الحب تحت الماء».

وعن طريقة عملها، قالت: «بعد أن أنتقي الحجارة من على الشاطئ، بأشهر الشتاء الباردة؛ فأنا أصطادها بصنارة روحي؛ لأنه فن يعتمد الإيحاء ومرتبط بالقلب. أعمل على فرزها وتنظيفها، ثم أبدأ تشكيل فكرتي، وبعدها أحضر الأجواء المناسبة للتصوير؛ وهذه المرحلة من أصعب المراحل، حيث ألتقط عدداً غير محدود من الصور ليظهر كما أريده ثم أنشره على موقعي الخاص، وأحياناً بعض الأعمال أعدّ لها فيديو أو موسيقا، أو أصواتاً أخرى طبيعية تناسب العمل».

«هي إنسانة شفافة لا تعرف إلا الحب، وسخية مع فكرتها وتعطيها من روحها، وتنسى ألم ساعات العمل الطويلة، وقد صنعت لنفسها عالمها الفني بمحبتها وإصرارها، وقدمت نموذجاً فريداً يحمل هويتها الخاصة». هذا بداية حديث الكاتبة “منيرة أحمد” المقربة من “هيام بدر”، وأضافت: «”هيام”

الأمومة من حجارة صافون

تنسى نفسها في غمرة عملها الذي تعشقه، حيث تُعيد تنظيف المكان والحجارة، وتقضي ساعات طويلة تحاكي حجارتها وتستشيرها. وحين تبادرها بالسؤال عن سبب حبها لفنها، تجد عشقاً يرافق حديثها عن تلك الحجارة التي صنعت منها رفيقة روحها، ومن زار منزلها أدرك عشقها للحجر، فحديقة منزلها وما يحيط به عبارة عن لوحة فنية رائعة، حتى تلك التي لم يأتِ دورها في التشكيل تضعها في ركن جميل، وترسم في مخيلتها فكرة لعمل فردي أو بانورامي».

الفنان “إسماعيل أبو ترابه” قال عن أعمالها: «الفن عملية وراثية تدخل ضمن جينات الإنسان، وباللحظة التي تسمح بالظهور يظهر، “هيام بدر” بداخلها فنانة، ووجود أخيها جعل بذرة الإبداع لديها تنمو، وقد استفادت من لون الحجر وحجومه، فهي أول من استخدم الحصاة الصغيرة بتشكيل أعمالها، وتميز أسلوبها بحس أنثوي جميل، فموضوعاتها إنسانية؛ إذ شاركت كل مضامين الحياة من حب وأمومة وحوادث حزينة، وتملك حساً جميلاً في انتقاء الخلفيات، كما أنها تعتني بتفاصيل الإنسان والزمان والمكان بمنتهى الدقة والجمال، فنظن أنها نحاتة. ومن الواضح الحالة الرومانسية التي تشعر بها وتجسدها بأعمالها، وتستفيد من التشكيل في لوحاتها، فتشكيل القمر مثلاً؛ يأخذ تكويناً فنياً وجمالياً، فهناك الكثيرون من الفنانين لا يدركون التكوين الجمالي الداخلي داخل اللوحة».

أما الباحث التاريخي “غسان القيم” قال: «حجارة “صافون” هي من صميم “جبل الأقرع” الذي يقع شمال مدينة “اللاذقية”،

عمل الهجرة من حجارة صافون

وهي حجارة صلدة؛ لا يجيد التعامل معها إلا الذي يعشق هذه الأرض وهذه الحجارة، والفنانة الأوغاريتية “هيام” أبدعت بها وأعطتها كل محبتها، فصنعت منها كل مكنونات ألقها من حب وفرح بطرائق مختلفة على شاطئ البحر وفي الأعماق، وصنعت منها أشكالاً كثيرة من وحي الأزمة، وجسدت من خلالها كل أشكال المعاناة التي يعانيها السوريون، وفنها اشتهر خارج الوطن، فهي تؤدي رسالة سامية نبيلة».

يذكر أن “هيام علي بدر” من مواليد قرية “بسنادا” التابعة لمحافظة “اللاذقية”.

“هيام بدر”.. تصوغ الإنسان والزمان والمكان بالحجارة
عشقت الحجر الأوغاريتي كرفيق لروحها، فأعطاها سره؛ وتفردت بالتكوين الداخلي للوحة واعتنت بالتفاصيل بمنتهى الدقة والجمال، لتعتقد بأنها نحاتة؛ والحس الأنثوي الجميل الذي تملكه جعلها من المضيفين لهذا الفن، فهي من أول من استخدم الحصاة الصغيرة بالتشكيل ووأول من شكل أعمال على شاطئ البحر.

بدأت العلاقة بين الفنانة “هيام بدر” وحجارة “الصافون” بعد المحنة السورية التي استفزت مشاعرها، فخرج الألم الذي اعتصر قلبها أعمالاً فردية وبانورامية، تحاكي الواقع بطريقة مدهشة، وكأنها نحاتة متفردة بالموضوع والمضمون.
تكبير الصورة

مدونة وطن “eSyria” التقت بتاريخ 28 نيسان 2017، على شاطئ بحر”وادي قنديل”، الفنانة “هيام بدر”، التي قالت: «زُرع الفن بداخلي من قبل عائلتي أولاً؛ فوالدي خطاط ورسام، ووالدتي لا تقل شأناً عنه؛ فهي فنانة بإعداد الطعام وأمور البيت، أما أخي “أحمد”، فهو خطاط معروف، ولوحته الشهيرة باسم “الأرملة” مقتناة بقصر “يلدز” بـ”تركيا”، حيث كتبها بالخط الديواني الشامي، و”نديم” نحات أيضاً، وكانت توجيهاته الفنية ظاهرة في كثير من أعمالي، وأخي “نزار” نحات مشهور، وهو وأول من ابتكر فن التشكيل من حجارة “صافون”، وأرسله إلى العالم. وبما أنني من المتابعين لأعماله ومن المعجبين بلوحاته، كنت أقرأ العمل قبل أن يضع له عنواناً. وقد طلبت منه أن يعلمني ويعطيني بعض التوجيهات، فقال إن هذا الفن لا يدرّس، وإنما يعتمد الموهبة والإحساس والابتكار. عانيت في البداية، لكنني وجدت طريقي».

وتابعت: «قراءة الشعر ودراسة الأدب العربي ساعدت على تنمية الحس الشعري لدي، فأنا لا أجسد بأعمالي منظراً طبيعياً أو شكلاً معيناً، وإنما مشهداً بصرياً كاملاً ينضح بالحياة والإحساس والمشاعر الإنسانية. والعمل الفني لا بد أن يحمل فكراً، والفنان يتعامل مع عمله بمنتهى الشفافية والصدق؛ لأنه لا يتمكن من إخفاء مشاعره، وإن تمكن من إخفائها في الحياة. أحببت اللوحات التي تتحدث عن الأمومة، فهي تلامس روحي بكل تفاصيلها، ومواضيع الحب استهوتني، وكنت شغوفة بإظهارها بكل واقعية. وجسدت الفرح الطفولي
تكبير الصورة
عمل على شاطئ البحر
بكل أنواعه، وبعد نهاية كل عمل كنت أدعو أطفال الحارة إلى قراءته، فالطفل لا يعرف المجاملة، ولا يمكن أن يخفي مشاعره، وما حلّ ببلدي من حزن وحرب وهجرة الشباب كان له القسم الأكبر من أعمالي، لأنني لمست وجع الشباب السوريين من تهجير وسفر عبر البحر، فكنت أول من جسد لوحات على الشاطئ، كعمل “الهجرة” الذي لاقى صدى واسعاً بين الناس، وتمت مشاركته عبر شبكة التواصل الاجتماعي من قبل 400 مجموعة عربية وأجنبية، وبعد أن أنهيت العمل تركته ولم أبعثره. كما أنني شكلت عملاً عن الحب تحت الماء».

وعن طريقة عملها، قالت: «بعد أن أنتقي الحجارة من على الشاطئ، بأشهر الشتاء الباردة؛ فأنا أصطادها بصنارة روحي؛ لأنه فن يعتمد الإيحاء ومرتبط بالقلب. أعمل على فرزها وتنظيفها، ثم أبدأ تشكيل فكرتي، وبعدها أحضر الأجواء المناسبة للتصوير؛ وهذه المرحلة من أصعب المراحل، حيث ألتقط عدداً غير محدود من الصور ليظهر كما أريده ثم أنشره على موقعي الخاص، وأحياناً بعض الأعمال أعدّ لها فيديو أو موسيقا، أو أصواتاً أخرى طبيعية تناسب العمل».

«هي إنسانة شفافة لا تعرف إلا الحب، وسخية مع فكرتها وتعطيها من روحها، وتنسى ألم ساعات العمل الطويلة، وقد صنعت لنفسها عالمها الفني بمحبتها وإصرارها، وقدمت نموذجاً فريداً يحمل هويتها الخاصة». هذا بداية حديث الكاتبة “منيرة أحمد” المقربة من “هيام بدر”، وأضافت: «”هيام”
تكبير الصورة
الأمومة من حجارة صافون
تنسى نفسها في غمرة عملها الذي تعشقه، حيث تُعيد تنظيف المكان والحجارة، وتقضي ساعات طويلة تحاكي حجارتها وتستشيرها. وحين تبادرها بالسؤال عن سبب حبها لفنها، تجد عشقاً يرافق حديثها عن تلك الحجارة التي صنعت منها رفيقة روحها، ومن زار منزلها أدرك عشقها للحجر، فحديقة منزلها وما يحيط به عبارة عن لوحة فنية رائعة، حتى تلك التي لم يأتِ دورها في التشكيل تضعها في ركن جميل، وترسم في مخيلتها فكرة لعمل فردي أو بانورامي».

الفنان “إسماعيل أبو ترابه” قال عن أعمالها: «الفن عملية وراثية تدخل ضمن جينات الإنسان، وباللحظة التي تسمح بالظهور يظهر، “هيام بدر” بداخلها فنانة، ووجود أخيها جعل بذرة الإبداع لديها تنمو، وقد استفادت من لون الحجر وحجومه، فهي أول من استخدم الحصاة الصغيرة بتشكيل أعمالها، وتميز أسلوبها بحس أنثوي جميل، فموضوعاتها إنسانية؛ إذ شاركت كل مضامين الحياة من حب وأمومة وحوادث حزينة، وتملك حساً جميلاً في انتقاء الخلفيات، كما أنها تعتني بتفاصيل الإنسان والزمان والمكان بمنتهى الدقة والجمال، فنظن أنها نحاتة. ومن الواضح الحالة الرومانسية التي تشعر بها وتجسدها بأعمالها، وتستفيد من التشكيل في لوحاتها، فتشكيل القمر مثلاً؛ يأخذ تكويناً فنياً وجمالياً، فهناك الكثيرون من الفنانين لا يدركون التكوين الجمالي الداخلي داخل اللوحة».

أما الباحث التاريخي “غسان القيم” قال: «حجارة “صافون” هي من صميم “جبل الأقرع” الذي يقع شمال مدينة “اللاذقية”،
تكبير الصورة
عمل الهجرة من حجارة صافون
وهي حجارة صلدة؛ لا يجيد التعامل معها إلا الذي يعشق هذه الأرض وهذه الحجارة، والفنانة الأوغاريتية “هيام” أبدعت بها وأعطتها كل محبتها، فصنعت منها كل مكنونات ألقها من حب وفرح بطرائق مختلفة على شاطئ البحر وفي الأعماق، وصنعت منها أشكالاً كثيرة من وحي الأزمة، وجسدت من خلالها كل أشكال المعاناة التي يعانيها السوريون، وفنها اشتهر خارج الوطن، فهي تؤدي رسالة سامية نبيلة».

يذكر أن “هيام علي بدر” من مواليد قرية “بسنادا” التابعة لمحافظة “اللاذقية”.

http://www.esyria.sy/elatakia/index.php…

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏محيط‏‏، و‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏، و‏طبيعة‏‏‏ و‏ماء‏‏‏
لا يتوفر وصف للصورة.
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏ و‏ماء‏‏‏
لا يتوفر وصف للصورة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.