قالوا عن الديوان السوري المفتوح
كتب الباحث اللغوي الأستاذ منير صبح سعيد قبل وفاته بيومين ( وآلمني رحيلك يا أخي ) التالي :
رسالة الى الديوان السوري المفتوح
في ربيع الجريمة الذي سموه زورا :الربيع العربي دخلت بلادنا تجربة مريرة لم يكن يتوقعها احد,وتبين لكل منا كم كانت الرؤية قاصرة لدى كل متعاطي السياسة والتحليل ,وعلى الرغم من أن (كونداليزا رايس) كانت قد وعدتنا بها فلم نصدق حتى شجت الفأس رؤوسنا فحاولنا أن نخرج من الذهول ولكنه تحول إلى مستنقع آسن غرق فيه الوطن والمواطن وتحولت جماهيرنا إلى أدوات تنفيذ للمؤامرة المحبوكة على سوريا التي لا ذنب لها سوى أنها مفتاح التاريخ والحضارة وجارة اليهود ماضيا وحاضرا وحاملة نواة الخصب في تاريخها منذ الأزل, الأمر الذي لا يروق لأعداء الحياة الخصبة برموزها الإلهية وتجلياتها في الكائنات الحية. فسنت الحراب وانقض خدم وحوش صهيون على الوطن الجميل والطفل الجميل والصبية الحسناء (سوريا) يذبحون ويفترسون.
وإذا كانت القنابل تحمل لغة واحدة هي لغة القتل للابن والأخ والحبيب,فان الشعر يحمل لغة من وجيب القلوب وذرف العيون ووميض الأحلام,وقد عشنا جميعا بين الوهجين سنوات ثمانيا عجافا مثقلة بكوابيس الموت والخوف والفراق, واجترح أبطال سورية ملاحم دقت عنق التنين الزاحف بألف رأس من أصقاع الأرض يقطعونها رأسا فرأسا ويقتلعون أنيابه المحشوة حقدا وهمجية وبمؤازرة الأصدقاء الطيبين, حتى خرج المارد السوري من أنفاق الظلام والحصار يرفع شارة العنقاء وراية الحرية والنصر مضمخة بالدماء والدموع مزهوهرة بالآمال العزيزة
نعم كانت الرايات السود تحجب النور في وضح النهار تزحف ويزحف معها كل ضباع الكهوف المتعفنة,وتوجهها أصابع الصهيونية القديمة الجديدة, التي مافتئت تكيد لبلادنا وأمتنا منذ عهد بابل ومصر وكنعان إلى اليوم وما يزال النشيد الصهيوني يتردد كل يوم بالوعيد والتهديد لبلادنا وشعوبنا, وما تزال اليد الآثمة تزرع الحقد والجهل والتناحر بين أبناء الشعب الواحد عبر نشر التعصب الديني والمذهبي والاجتماعي والسياسي الذي تمسك بناصيته لتنغرس الحراب في قلوب الأخوة الأعداء بأيدي الأخوة الأعداء ..بل يقدم ابن مشحون بالوعظ الديني القاتل على قتل أمه بحجة أنها كافرة ,فأي دين هذا؟وأي إيمان هذا؟مما يطرح سؤالا جديا لماذا وجدث ثنائية الكفر والإيمان ؟ وهل أنتجت إلا الذبح والدمار منذ فجر الدين إلى يومنا هذا؟؟
حتى باتت المسألة السورية رأس اهتمام شعوب العالم فكيف بالذين احترقت عيونهم وقلوبهم فيها ؟؟ ومن يستجيب لنداء القلوب قبل الشعر والشعراء عبر التاريخ ,نعم لقد بكى الشعراء شعرا وتوهجت قلوب المخلصين الأوفياء بحرارة المشاهد الملتهبة وسارع المخلصون من أبناء العربية يسجلون شهاداتهم ومواقفهم وخفقات قلوبهم ,وكان الصديق الشاعر حسن إبراهيم سمعون في طليعتهم حين واكب الأحداث فعلا وانفعالا وشارك المقاتلين الأبطال مواقعهم تارة يسري عنهم بشعر شعبي وأخرى يشحذ الهمم والعزائم بين المقاتلين ومعهم في حركة ذاتية من محافظة إلى أخرى ومن موقع إلى آخر.
ولم يكتف شاعرنا بهذه المآثر بل أخذ على عاتقه تدوين شهادات شاملة على هذه الأحداث الأليمة من ألسنة وأقلام من واكبوها بأفئدتهم وأدبهم فكان الديوان السوري المفتوح الذي أنفق لأجله الكثير من التعب والاهتمام باحثا عن الكلمة المنصفة للحدث السوري الأليم حيثما صدرت في مشرق الأرض ومغربها ليقدم عملا غنيا للتاريخ يروي للأجيال القادمة حكاية وطن ومفجوعين ودماء تراق وهمجية تمزق أوصال الوطن وجدران القلوب ,وكي لا ينسى الناس ما حل بسوريا ذات ليل وتظل راية الأبطال والشهداء مرفوعة على أسنة القصائد الملتهبة ,إنه عمل جبار وغني ومدهش ومن غير الشعراء والكتاب أولى بالشهادة الناصعة الحية
تحية للصديق الوفي للوطن والشهداء والأبطال والذي حمل رسالة الأدب والإعلام للأجيال القادمة التي ستتلقى عصارة المهج بين دفتي الديوان السوري المفتوح ,وتحية لكل من أسهم في تخليد الحدث الوطني الكبير بشعره أو نثره وشكرا.

رحمك الله ياصديقي وأخي وستكون رسالتك في مقدمات الديوان

وهذا رابط للقاء تلفزيوني جمعني مع المرحوم منذ سنوات في مقر اتحاد الصحفيين العرب في اللاذقية نتكلم فيه عن الديوان السوري المفتوح وكان له حديثه الجميل ……. رحمك الله أنت خسارة وطنيية وفكرية

youtube.com
صباح اوغاريت 18.3.2016 تقرير عن منتدى الصحافة _ الشاعر حسن ابراهيم سمعون قناة…
  • Perihan Tchelebi رحمة الله على روحه
  • Daood Abb لروحه الرحمة والجنان ولنا وللغتنا ولأهله الصبر والسلوان ، كان رحيله فاجعة بكل المقاييس
    • عماد الدين زاهر لقد تحدث معي بنفس الموضوع وأثنى عليك وحملني سلامه إليك لأنني قلت له قد ألتقيك في حمص. ..ياما أتصل الأصدقاء بي آناء الليل لنبكي سوية الأستاذ منير فقلت لهم دون أن تلتقوا به حزنتم هذا الحزن الكبير فكيف بي وأنا ورثت حبه واحترامه وألتقيه من نصف قرن وأنهل من معينه وأتزين بلغته وبصمات صوته ستظل تطرب سمعي ماحييت. .

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.