تم تداول هذه الصورة بشكل كبير على الإنترنت في عام 2014 والتي تظهر الأشعة السينية لرجل يبلغ وزنه 400 كيلوغرام ولكن هل هذه الصورة حقيقية أم ماذا؟

هل صحيح أن هذه الصورة هي صورة الأشعة السينية لرجل يزن 400 كيلوغراما؟

على الرغم من مشاركة هذه الصورة على نطاق واسع وبشكل متكرر زاعمين أنها تظهر الأشعة السينية أو تصوير بالرنين المغناطيسي لشخص يعاني من الوزن الزائد، إلا أنها غير حقيقية، أي أنه لم يتم التقاطها بواسطة أي معدات تشخيصية موجودة في المستشفى أو أي مرفق طبي آخر.

في الحقيقة تم انتاج هذه الصورة لفلم وثائقي للقناة «شانل 5» الأمريكية اسمه «70 ستون وعلى وشك الموت»، ستون هي وحدة قياس للكتل تساوي 6.35 كغ، يحكي هذا الفيلم قصة رجل بريطاني يدعى (كيث مارتن) يزن أكثر من 400 كيلوغرام.

لم يغادر (كيث) منزله منذ 11 عاماً، كما أنه لم يغادر سريره منذ أكثر من عامين وذلك بسبب ثقل حجمه الذي منعه من ممارسة حياته كأي شخص طبيعي، كالمشي والاستحمام أو حتى الذهاب للمرحاض، أي بالمختصر هو شخص يائس للغاية للشعور بطعم الاستقلالية.

بعد مرور عامين على (كيث) وهو طريح الفراش؛ كان لا بد من إخضاعه لبرنامج صعب لمدة 8 أشهر، حيث كان عليه أن يتبع نظاما غذائيا بالإضافة لإخضاعه لبعض العلاجات الطبيعية، ولكن على الرغم من فقدانه أكثر من 20 ستونا إلا أنه قد فشل في الوقوف على قدميه مرة أخرى، الأمر الذي سبب فقدانه الأمل المعلق على إجراء العملية الجراحية لإنقاذ حياته.

إلا أنه بعد أسبوعين تمكن (كيث) من الوقوف للمرة الأولى منذ سنوات عديدة، أي أن أمل النجاة والمضي قدماً لإجراء الجراحة قد عاد له، ولكن هل يمكن له أن يخرج من غرفة العمليات حياً والبدء بمرحلة جديدة في معركته من أجل الحصول على حياة طبيعية؟ هل يمكنه تغيير حياته مستعيناً بأسرته وخبراء التغذية أم أن الوقت أمامه بدأ ينفذ؟

لنعود الآن للصورة التي ظهرت في هذا الفيلم الوثائقي، كما قلنا سابقاً الصورة ليست حقيقية ولكن ما الهدف الذي يقف خلف ظهور هذه الصورة؟

في هذا الفيلم الوثائقي يظهر أمامنا نموذجاً مفاهيمياً قد تم إنشاؤه بواسطة الكومبيوتر وذلك بهدف محاولة تخمين كيف قد تبدو صورة الأشعة لهذا الشخص، ولكن على الرغم من الدور المهم الذي لعبته هذه الصورة في مساعدة المشاهدين على فهم البنية الهيكلية لرجل يزن 400 كيلوغراما، إلا أنها لم تكن في الواقع الصورة الحقيقية لهيكل (كيث مارتن).

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.