نبتة تشبه القضيب البشري

وصف الكثير من مستخدمي الإنترنيت هذه الصورة، التي تظهر نبتة نابنطية لاحمة في المراحل الأولى من تطوير مصيدتها، على أنها تشبه القضيب البشري.

هل ما تراه في الصورة نبتة حقيقية أم شيء آخر؟

 

في شهر مارس الفارط ظهرت هذه الصور التي طافت الإنترنيت كثيراً، والتي تظهر ما يبدو وكأنه نبتة حقيقة تحاكي في مظهرها مظهر العضو التناسلي البشري، وعلى الرغم من أن مصدر هذه الصور –من ضمنها الصورة أدناه– مجهول، فإنها تبدو نبتة حقيقية من فصيلة النابنطيات اللاحمة والآكلة للحشرات.

نبتة حقيقية من فصيلة النابنطيات اللاحمة
نبتة حقيقية من فصيلة النابنطيات اللاحمة.

يقول (كلينتون مورس)، مدير مجموعات النباتات الحية في قسم علوم البيئة والبيولوجيا التطورية في جامعة (كونيكتيكوت) الأمريكية، حول هذه الصورة: ”إنها بدون شك نبتة من فصيلة النباتات النابنطية، وهي تبدو بحق صورة حقيقية وليست مفبركة… لدى جميع النابنطيات تقريباً مصيدة حشرات متشابهة، التي تتطور وهي مغلقة، وبينما تتطور وتصل لمراحل بلوغها ينفتح الغطاء. في الصورة أيضاً تبدو المصائد الخاصة بهذه النبتة التي تشبه الإبريق لدى اكتمال نموها وهي بصدد الانفتاح مما يجعلها تشبه مظهر القضيب البشري“.

بدون شك، بمجرد بلوغ المصيدة الخاصة بهذه النبتة لمراحل نموها الأخيرة؛ ينفتح الغطاء كاشفاً عن إبريق كامل النمو ويتبدد المظهر الذي يجعلها تشبه العضو الذكري. تمتلئ المصيدة المفتوحة بالماء، وهي مصممة لجذب الحشرات التي تسقط لاحقا في المياه حيث تعلق وتتغذى النبتة على بقاياها المتحللة.

نبتة حقيقية من فصيلة النابنطيات اللاحمة

ورد في إحدى المجلات العلمية سنة 1999 في وصف لهذا السلوك المفترس لهذه النباتات ما يلي: ”تستخدم النباتات من هذا الجنس طريقة ساكنة في جذب فرائسها من الحشرات وأسرها والتغذي عليها، حيث تتسم شفة الإبريق بوجود غدد رحيقية تجذب الحشرات إلى فتحة المصيدة، ثم تتسبب عدة طبقات من الشمع الموجودة على المنطقة العلوية من مصيدة الإبريق في تعثر الحشرات وانزلاقها داخل قاعدتها حيث تعلق في سائل لزج“.

ومنه بما أن هذه الصورة ووصفها يطابق ما جاء على ألسنة الخبراء والعلماء وفي صفحات الدراسات العلمية المنشورة، فيمكننا أن نتأكد من أنها نبتة حقيقية تتمتع شكل غريب، لعله الأغرب على الإطلاق!

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.