رامبرانت .. سيد الضوء والظلال

في نوفمبر 22, 2016

رامبرانت (١٦٠٦-١٦٦٩) هو رامبرانت هرمنسزون فان راين أحد فناني العصر الذهبي الهولندي في القرن السابع عشر وهو أحد أشهر الفنانين على مر التاريخ وقد حقق هذا الإنتشار الكبير والشهرة الواسعة من خلال البورتريهات التي رسمها لنفسه ولمعاصريه، ومن خلال الرسوم التصويرية التوراتية، وتميزت رسومه بتقنية تلاعبه بالضوء والظل.

ولد رامبرانت بمدينة ليدن جنوب هولندا من العام ١٦٠٦ والتحق بالمدرسة الإبتدائية من العام ١٦١٢م – ١٦١٦م ثم التحق بالمدرسة اللاتينية في ليدن ولكن لم يُعرف عنه إذا أكمل دراسته في هذه المدرسة أم لا، ولكن ما يُشاع عنه هو أنه خرج منها رغبة في التدرب على الرسم والتفرغ له.

تدرب رامبرانت خلال الفترة الممتدة من عام ١٦٢٠م إلى ١٦٢٥م على يد ياكوب فان سواننبرغ (١٥٧١م-١٦٣٨م) واستمر معه لثلاث سنوات يتدرب على رسم النار وإنعكاس ظلها على الأجسام المحيطة، وهذا ما أعطى رامبرانت هذه القدرة العظيمة في اعتماد الضوء والظل في رسومه المختلفة. 

المعلم الثاني لرامبرانت هو بيتر لاستمان (١٥٨٣م-١٦٣٣م) و الذي تدرب على يديه فن تصوير المشاهد الأكثر تعقيدا كالتصاوير التاريخية والإستعارات التوراتية لتخرج بذلك الأسلوب المسرحي الذي تميزت به أعمال رامبرانت.

و يمكن تقسيم حياة رامبرانت العملية لعدة مراحل ابتداء من المرحلة الأولى في مدينة ليدن والممتدة من العام ١٦٢٥م إلى العام ١٦٣١م، وهذه الفترة استقر بها رامبرانت بمدينة ليدن  واضعاً خلال هذه السنوات اللمسات الفنية الإبداعية على أعماله وأنتج أعمالاً بالرغم من صغر حجمها إلا أنها كانت غنية بالتفاصيل الدينية  والإستعارات المختلفة وبذلك بدأت شهرته تمتد في الآفاق ظاهراً بأسلوبه المميز في اعتماد الضوء بعمل بقع ساطعة و أخرى داكنة و بهذا الأسلوب أنهى عام ١٦٢٩ لوحته:

Judas Repentant and Returning the Pieces of Silver

 ومن أمثلة الأعمال هذه والتي تستند إلى ذات الأسلوب الذي يعتمده رامبرانت لوحته:

 Peter and Paul Disputing

أما المرحلة الثانية من مراحل حياته هي الفترة الممتدة ما بين العام  ١٦٣١م والعام ١٦٣٦م في مدينة أمستردام حيث بدأ بالعمل تجارياً مع هندريك أولينبرغ لعمل البورتريهات، وتميز رامبرانت بإظهارها بروح وطاقة مختلفة عن كل البورتريهات التي رسمها فنانو عصره، وبدأ في هذه الفترة بعمل اللوحات الأكبر حجما والمحتوية على التصاوير الأكثر درامية معتمداً على الإستعارات التوراتية أوالأساطير القديمة كلوحته:

 The Blinding of Samson

 و لوحته:

 Danaë

 أما الفترة الثالثة من حياته العملية والتي قضاها أيضاً في امستردام فهي الفترة الممتدة بين الأعوام ١٦٤٣م  و ١٦٥٨م والتي تلت لوحته الشهيرة:

The Night Watch

لم ينتج رامبرانت الكثير بعد هذه اللوحة وكأنها كانت نذير شؤم وبداية خبو نجم رامبرانت فاختلفت الآراء حول ما قد يفسر ما حدث، فقيل أن المجتمع أساء فهم هذه اللوحة وبالتالي تم تعمد تجاهله ونبذه، و قيل أن السبب يعود إلى وفاة زوجته، ولكن لا يوجد دليل صارخ يثبت أي من هذه المرويات. أما أحدث النظريات التي قد تفسر قلة أعماله خلال الفترة الممتدة من العام ١٦٤٢ و التي أنهى خلالها لوحته هذه، إلى العام ١٦٥٢ هي أنه وجد أن أسلوبه في الرسم بالاعتماد علي تقنية الضوء قد أصبحت قديمة أم مستهلكة وأنه يحتاج إلى البحث والعمل على ابتكار طريقة جديدة للمضي قدماً في عالم الإبداع.

توجد أعمال رامبرانت في العديد من المتاحف العالمية وخاصة متاحف بلده هولندا كمتحف ماوريتيوس في مدينة لاهاي والذي يحوي رسمته الشهيرة:

 Anatomy lesson with Dr. Tulp

 وتُظهر الدكتور تولب يشرّح الذراع أمام موظفي بلدية أمستردام وبعض المتخصصين في المجال الطبي في نقابة الجراحين التي يقال أنهم دفعوا له الأموال للظهور في هذه اللوحة.

وله بعض الأعمال بمتحف ريكس ميوزيوم في أمستردام ومنها لوحته The Night Watch السالفة الذكر.

أما متحف اللوفر الشهير بفرنسا فيحتوي على عدة بورتريهات له شخصياً:

 ولوحته:

Philosopher in meditation

توفي رامبرانت عام ١٦٦٩ وحيدا فقيراً، مخلفاً من ورائه فناً خالداً تجاوز به فناني عصره الذين انه

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.