بغصّة كبيرة ، ودّع لبنان أمس مصمم الأزياء ​وليم خوري​ بحضور عائلته وزملائه ومحبيه ، وذلك في مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في المتحف طريق الشام ، حيث إحتفل بالذبيحة الإلهية المطران كيرلس بسترس وعاونه لفيف من الكهنة .

وليم الذي رحل ، يوم الأربعاء الماضي ، بعد تعرضه لأزمة صحية في الرئتين أدت إلى هبوط مستوى الصوديوم في جسمه ،كان يتلقى العلاج في الفترة الأخيرة في مستشفى أوتيل ديو في الأشرفية .

ومن أهم النجمات اللواتي إرتدين من تصاميم وليم نذكر الشحرورة صباح، المطربة الكبيرة ​سميرة توفيق​، كوكب الشرق ​أم كلثوم​، المطربة الكبيرة نجاح سلام ، المطربة الراحلة ​سلوى القطريب​ ، السيدة ​ماجدة الرومي​ وشمس الغنية ​نجوى كرم​ ، و​فرح ديبا​ إمبراطورة إيران السابقة والزوجة الثالثة لشاه إيران محمد رضا بهلوي .

بسترس قال في عظته :”بإسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
“أراحكَ المسيح في بلدة الأحياء، وفتح لكَ أبواب الفردوس، وجعلَكَ من مستوطني الملكوت، وغفر لكَ خطايا حياتكَ، يا محبَّ المسيح”.
أيها الأحباء، في هذه الأيام التي نتهيّأ فيها لزمن الصوم الكبير المقدس، وهو زمن توبة وقداسة، نودّع مؤمنًا عاش حياتَه على الأرض بمحبة وتقوى. فتتوجّه إليه الكنيسة في صلاتها وتدعوه “مُحِبَّ المسيح”. وتعده بالمكافأة التي ينتظرها كلّ مسيحيّ في نهاية حياته على الأرض. فتقول له: “أراحكَ المسيح في بلدة الأحياء”. هكذا ندعو السماء بلدةَ الأحياء. ذلك أنّ الحياة الحاضرة عابرة زائلة، ونهايتُها الموت لا محالة. أمّا حياة ما بعد الموت فهي حياةٌ أبديّة لا نهايةَ لها.
“أراحكَ المسيح في بلدة الأحياء وفتح لكَ أبواب الفردوس”. الفردوس الذي أُغلق في وجه الجدَّين الأوّلَين آدم وحواء، قد فتحه لنا السيّد المسيح بموته على الصليب وقيامته من بين الأموات. الفردوس هو رمز السماء، والسماء ليست مكانًا، بل هي الحياة مع الله. فكلُّ من يتّحد بالمسيح على هذه الأرض يسمع السيّد يقول له كما قال للصّ الذي كان معلّقًا معه على الصليب: “اليوم تكون معي في الفردوس”.
“وجعلكَ من مستوطني الملكوت”. المسيحيّ المؤمن هو مواطن لمدينتين: مدينة أرضيّة نراها بأعين الجسد، ومدينة سماويّة نراها بأعين الإيمان، وندعوها الملكوت حيث يملك الله في قلوب البشر. هذا الملكوت يبدأ الآن في الحياة مع المسيح، وهو مصيرُنا في حياة بعد الموت. هذا ما نرجوه للمرحوم وليم خوري”.
وأضاف :”ولد المرحوم وليم في عائلة كاثوليكيّة مؤمنة. ترعرع على حبّ الله والكنيسة منذ صغره. تميّز بحبّه وحنانه لعائلته ونزاهته في عمله. فنال تقدير ومحبة عارفيه.
أيّها الأحباء، إنّ الله محبة، وقد أوكل إلينا أن نجسّد صورتَه على الأرض ونبني في العالم “حضارة المحبة”. وتعزيتنا المسيحيّة هي أنّ المحبة التي نمارسها في حياتنا على الأرض هي التي تفتح لنا أبواب الفردوس وتجعلنا من مستوطني الملكوت.
نتقدم بالتعزية من زوجة الفقيد وأولاده وأشقائه وشقيقاته وجميع أقربائه وعائلاتهم. رحم الله فقيدكم الغالي أيها الأحباء، وأسكنه في جواره في ملكوت السماوات، وأسبغ عليكم جزيل بركاته، بنعمة الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد. آمين”.

كلمة المطربة الكبيرة سميرة توفيق ألقتها إبنة شقيقتها الزميلة ​لينا رضوان​ حيث قالت وهي تبكي وكانت متأثرة جداً :”وليم أنا أتيت لأتكلم معك وليس معي ورقة أو قلم ، جئت لأتحدث معك من القلب رغم أني خضعت لـ30 قطبة لأختم جروحي لكن جرحك لم يختم ، جئت لأقول لك كلمة سميرة توفيق، جئت لأودعك وأقول وليم الصديق والأخ والحبيب والعمّ ، وعينا في المنزل ونعرف أن وليم موجود ، كل ليلة هناك إتصال معك ، كنت معنا في أتراحنا وأفراحنا”.
وأضافت :”أطلب من الله أن يفتح لك أبواب السماء لأنك تستأهل كل خير ، لأن وليم ألبس الناس فساتين من دون أن يتقاضى ثمنها ليفرحهم ، ربما أنت لا تعلم كم نحبك ، محبتك موجودة في قلوبنا”.
وتابعت لينا :”أنت من ألبست سميرة توفيق العباءة وشهرتها في العالم العربي ، وليم فرح ديبا وصباح وسميرة توفيق وماجدة الرومي ونجوى كرم ، الأميرات والشيخات والسيدات ، ومن كل الطبقات فقراء وأغنياء ، هذا وليم خوري ، وليم هو أول مصمم طبع بصمته في لبنان وبالعالم العربي ، وحتى في العالم كله”.

موقع “الفن” الذي كان حاضراً في وداع خوري عاد بهذه التصريحات الخاصة .

المطران كيرلس بسترس :”من يعمل في الأناقة تكون نفسيته أنيقة أيضاً ، من يتعامل مع كبار الناس يكون لديه إنفتاح على العظمة واللياقة والأخلاق الحلوة ، هذه ميزة وليم رحمه الله”.

السيدة مادونا خوري إبنة أخيه ديب :”مهما تحدثت عنه أكون مقصرة في حقه لأن وليم إنسان عظيم ، أعطى الكثير وبدأ في عمر صغير ووصل إلى العالمية وعاصر العظماء”.
وأضافت :”وليم أحبَّ لبنان كثيراً وعمل له كثيراً ، تاريخه يحكي عنه ، إن كان كإنسان أو مصمم هو شخص لا يمكن وصفه”.

السيدة منى أسمر إبنة شقيقة الراحل :”سيترك فراغاً كبيراً في حياتي وسأشتاق له كثيراً لأنه كان يملأ لي وقتي خصوصاً بعد رحيل زوجي الذي كان يرافقه ، حيث كنت وزوجي معه أثناء عمله ، عملنا معه حوالى 32 عاماً ، أتمنى أن يكون مثواه الجنة”.

نقيب مصممي الأزياء بيار كترا​ :”وليم من أعمدة النقابة ومن أعمدة الأزياء ، هو فتح الطريق للمصممين بأزياء السهرة ، وأنا حزين جداً ، وخبر رحيله كان صدمة بالنسبة لي ، رحمه الله ، إن شاء الله يخلق لنا أشخاص على شكل وليم ليستطيعوا أن يكملوا هذه المهنة التي بدأ فيها”.

الفنانة نجوى كرم :”أعزي عائلته برحيله ، وأتمنى أن تكون نفسه في السماء”.

وأضافت :”ما قام به على الأرض بإنسانيته أتمنى أن يلاقي أجره في السماء”.

المصمم ​بسام نعمة​ :”علاقتي بالأستاذ وليم خوري كانت علاقة صداقة ، وكان إنساناً جدياً كثيراً في الحياة ، وكان يقدّر كل إنسان يعطي قيمة للفن الذي نحن نتعاطاه ، لهذا السبب كنا نتبادل الإحترام ، وليم خوري كان بصمة في عالم الأزياء ، منذ أن بدانا في هذا المجال كنا نسأل الصبوحة من ألبسها في إطلالاتها “اللي بتطيّر العقل؟” ، فيأتي الجواب منها “وليم خوري” ، والسيدة سميرة توفيق ما أجمل إطلالاتها بعباءاتها والتركيبة الفريدة التي وضعها لها وليم خوري”.

وأضاف بسام :”السيدة سلوى القطريب التي كان لي الشرف بأن أتعاون معها ومع آل لحود عموماً ، أيضاً وليم خوري ألبس سلوى ، وعندما أصبحنا نتابع شمس الغنية اللبنانية نجوى كرم في أول إطلالاتها المميزة ونسأل كان الجواب أيضاً “وليم خوري” ، والإنسانة التي كانت تلفتني هي فرح ديبا ، رحمها الله ، أيضاً بتوقيع وليم خوري”.

وتابع بسام في حديثه معنا :”وإن اردت أن أكمل وأعد أذكر السيدة ماجدة الرومي ، إن ذكرت أسماء فسأذكر الكثير والكثير منها ولن أتوقف ، لهذا السبب نحن عندما نسير في مدرسة مثل التي وضعها الأستاذ وليم خوري ، ونستطيع من بعده أن نتعاطى مع أي فنانة ، يكون هذا شرف لنا لأننا إستطعنا أن نصل إلى شيء حققناه بعد أن كان هناك إنسان كبير جداً ، وهو وليم خوري ، وصل له وهو الذي وضع لهن اللمسات الأولى في الموضة على أجسادهن”.

وقال :”حضرت إلى الجنازة مع شمس الغنية اللبنانية ، وأنا متأثر جداً ، لأن هذا الإنسان يموت مرة أكيد ولكنه حي أبداً ، رحم الله كل الفنانين المبدعين ، وأعتقد أنه أصبح للسيدة صباح الآن ونيس حيث كان خوري سعيداً جداً عندما سألها عن فستانها وقالت له إنه من تصميم بسام نعمة ، أظن أن الصبوحة سعيدة الآن أكثر لأن خوري أصبح جارها”.

الزميلة والممثلة ​ريتا حرب​ :”وليم جاري وأطليت بأزياء من تصاميمه على 100 غلاف عندما كنت عارضة أزياء ، خسرنا أباً ، أعتبره أباً لي كوني كنت قريبة منه عندما كنت صغيرة وكنا نرى صباح ، رحمها الله ، وسميرة توفيق في المبنى”.

وأضافت :”هو الأب الروحي لمصممي الأزياء ، وهو أول مصمم وخدم نقابة المصممين كثيراً ، وكان راعياً لنجومية الفنانات وحضنهن ، وأنا حزينة عليه كإنسان ومصمم”.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.