أم عزة – أقدم مصورة فوتوغرافية في مصر عدسة كاميرا أمام خياطة في فندق هيلتون في القاهرة صنعت مصورة فوتوغرافيا استثنائية في مصر، عاشت مع التصوير 50 عامًا من الوجوه، ما بين ملك ونجم غناء، متسول أو زعيم سياسي، أو أي عابر سبيل يريد أن يحتفظ بذكرى مروره في أحد الشوارع. بدأت كهاوية لهذا الفن، إلى أن وصلت إلى الاحترافية، وصارت تنافس الرجال، أباطرة هذه المهنة، تتجول في المعارض، المؤتمرات، وفي واحد من هذه المؤتمرات، صادفناها تتحرك، تلتقط الصور بمهارة خاصة، من زوايا مختلفة وسط الزحام الشديد، وتضحك «لكي تطلع الصورة حلوة». أم عزَّة تحكي، وهي تتذكر أول كاميرا لفتت نظرها في فندق هيلتون، حيث كانت تعمل بمهنة الخياطة هناك، فرآها مصور الفندق تتأمل الكاميرا ثم تطلب منه أن تتعرف إلى تفاصيلها كأنها ترسم مشوارها الطويل مع هذه الآلة، تدقق في عدستها من زوايا مختلفة، ويراقبها المصور، ثم يوجهها إلى أماكن التقاط الصور حتى تظهر بالشكل اللائق، وجد فيها عينًا لماحة، وبعد أن تعددت زياراتها له، عرض عليها أن يعلمها فن التصوير، فطلب منها أن تلتقط له مجموعة من الصور، وبعد تحميضها انبهر بزوايا الالتقاط، وظلت تأتيه بعد انتهاء مواعيد عملها الرسمية لترى أين ستمضي بها الأيام مع الوجوه التي ستمر على كاميرتها. وظيفة رجالي… تقول أقدم مصورة فوتوغرافيا في مصر: سعادتي لا توصف حينما عرض عليّ المصور أن أحمل الكاميرا في إحدى الحفلات التي أقيمت في الفندق، كنت مترددة في البداية، لكنه أقنعني بمرافقته، وبالفعل ذهبت معه إلى الحفل، وقام بالتقاط بعض الصور، وأنا أراقبه بشغف، أنتظر أن يطلب مني التصوير، لكنه لم يفعل ولم أستطع الانتظار أكثر فذهبت إليه وطلبت منه أن يرتاح قليلاً. منذ هذا اليوم والمرأة لم تترك الكاميرا من يديها، بعدما قررت أن تتنازل عن مهنتها الأصلية، وتتفرغ لهوايتها، تقول: تعجب أشقائي من إصراري على اختراق مهنة للرجال فقط، لكنني لم أسمع كلام والدتي التي كانت دائمًا تقول لي إنها «وظيفة رجالي». وتشير أم عزة إلى أن الحرب بينها وبين المصورين الرجال بدأت مبكراً، لكن إحدى محاولاتها لاختراق قصر الملك فاروق، كانت بمثابة نقطة تحول في مشوارها، حيث التقطت فيه صورًا و«بورتريهات» للأسرة المالكة، بعدها تحولت الهواية إلى مهنة، فلم يعد التصوير مختوماً بختم الرجال، بل أصبح المعيار الوحيد لإثبات الوجود هو العمل والتفوق فيه. وحول الصعوبات التي واجهتها، تقول: لم يكن الأمر سهلاً، حيث قدمت جهدًا مضاعفًا، للتوفيق بين مهنتي والتزاماتي الأسرية التي كانت تحتم عليّ بقائي بجوار أبنائي أوقاتًا طويلة، لكنني استطعت حل المعادلة الصعبة، على الرغم من إصابة أربعة من أبنائي بالمرض، ثم وفاتهم فيما بعد، ولم يبق سوى ابنين فقط كرست حياتي من أجلهما، بعد وفاة زوجي أيضًا، وبعد أن كبرا وتزوجا تفرغت تمامًا لهواية العمر. أول أجر حصلت عليه أم عزة كان (10 قروش) نظير تصوير أحد الأفراح بمنطقة روض الفرج القريبة من شُبْرا مصر، وهي منطقة سكنها، بعدها بدأت الدعوات تنهال عليها لتصوير الأفراح بأحياء «باب الشعرية»، «الدراسة»، «الجمالية»، وبعد الشهرة بدأ منظمو المعارض يعرضون عليها المشاركة في معارضهم، ومراسلة الصحف، والمجلات المصرية، والعربية، وبدأت هوايتها تتحول إلى مصدر رزق بعد وفاة زوجها، فجابت محافظات مصر من الإسكندرية حتى أسوان، وشاركت ببعض المعارض في سوريا ولبنان. مع الملك عاشت هاوية التصوير ذكريات مؤلمة وسعيدة مع الملك فاروق، وأسرته؛ وعن ذلك تقول: التقطت لهم أفضل الصور داخل القصر، وعند مغادرتهم مصر، ذهبت لالتقاط بعض الصور أثناء رحيلهم، لكن تسمرت قدماي عندما شاهدت الملك فاروق وبجواره الملكة ناريمان، وبجوارهما الرئيس محمد نجيب، وبعدها دخلت مكتبه، وغرفة نومه، وشعرت أني سأكون خائنة للأيام السعيدة التي جعلتني بينهم، إذا قمت بالتقاط أي صورة للقصر بعد غيابهم، ورجعت في هذا اليوم باكية دون أن ألتقط منظرًا واحدًا. بين الست والعندليب وتواصل أم عزة سرد ذكرياتها مع كاميرتها: قابلت كل الفنانين قبل أن أحمل الكاميرا أثناء عملي «خياطة»، فقد رأيت كوكب الشرق أم كلثوم في سينما قصر النيل، وهي تقوم بعمل بروفة على (البالطو) الذي كنت أصممه لها في (الأتيلييه)، أما عبدالحليم فلي معه ذكريات لا تنسى، فقد كان معجبًا بإصراري على حمل الكاميرا، وكان يجلس معي على مقهى الفيشاوي بمنطقة الحسين، وكنت أشاركه أكل الحمام والسمك المشوي، وبقيت على مدى 15 عامًا أقرب المصورين إليه. وتشير إلى أن بقاءها مع عبدالحليم بصفة مستمرة في مقهى الفيشاوي جعل صاحب المقهى يطلب منها أن تكون المصور الخاص للمقهى الذي يرتاده عدد كبير من السياح الأجانب، وبالفعل عملت المرأة هناك لأعوام طويلة حتى لقبوها ب«أميرة التصوير»، حيث ظلت تتنقل بين نجوم الفن مثل فريد شوقي ونجوى فؤاد، وسهير زكي، ومحمد الكحلاوي، وشكوكو، وإسماعيل يس منذ أن كانوا يعملون على مسرح في روض الفرج. وتؤكد أم عزة: لم تكن رحلتي مع الكاميرا سعادة فقط، بل كانت مضايقات شديدة، إضافة إلى التأخر الدائم على أبنائي الأيتام، ولا أنسى يوم أن هاجمني بعض اللصوص في أحد الشوارع المظلمة، وطلبوا مني الكاميرا، حتى لا أتعرض للأذى، لكنني رفضت التفريط فيها، ومنحتهم كل ما معي من نقود، وكان يعادل أضعاف ثمن الكاميرا. أصول المهنة الخبرة والممارسة قادتا أم عزة للتفوق على رجال درسوا التصوير، ومن واقع هذه الخبرة تقول: إن فن التصوير له قواعد وأبعاد لابد أن يعلمها أي شخص يرغب في ممارسته؛ حيث يجب على المصور مراعاة الأبعاد بينه وبين ما يقوم بتصويره، ويختار زوايا التصوير الصحيحة، وحجم الشخص داخل كادر التصوير، حتى تظهر الصورة في أفضل حال، عكس الهاوي الذي يلتقط الصورة، وفي كثير من الأحيان لا يضمن نجاحها. وتشير إلى أنها ترتبط أشد الارتباط بكاميرا «ياشكا» على الرغم من وجود أجيال جديدة من الكاميرات، لكنها تعتبرها رفيقة رحلة الكفاح منذ البداية، وتقول: جميع المحترفين يفضلون الكاميرات التقليدية لما يجدونه من المتعة في التعامل معها، وتميزها عن «الديجيتال»، وهذه حقيقة لا يعرفها غير المصور المحترف، فالكاميرا التقليدية تحتاج إلى التعامل بحس مرهف، ومراعاة الإضاءة وفتحة قياس العدسة ونوعية الفيلم وسرعة الغالق وزاوية التصوير وعمق الميدان. وبعد ذلك إدراك الشيء الذي يراد تصويره قبل مغادرة المكان، في حين أن كاميرا «الديجيتال» تقوم بكل شيء بشكل إلكتروني؛ لذا يفتقد المصور المتعة في التعامل معها؛ حيث لا تحتاج إلى موهبة فذة، ولا إلى قدرة خارقة، هذا كله بخلاف التحميض والأفلام التي تزعج الجميع، خاصة أن سعر تحميض الصورة الواحدة يتكلف حاليًا 150 قرشًا، في حين كان 25 قرشًا فقط منذ 5 أعوام. رومانسية زمان لا تنكر أم عزة الجوانب الإيجابية للتطور التكنولوجي في مجال الكاميرات، التي منحت المصور فرصة إنهاء المهمة في سهولة من خلال جهاز كمبيوتر و«برينتر»، ففي قرص واحد صغير يمكن وضع مئات الصور، لكنها ترى أن هذه الكاميرات تفقد المصور رومانسية زمان. أما بخصوص إجادتها التقاط الصور بعد أن وصل عمرها الآن لنحو 78 عاماً، فتقول إنها ما زالت تحتفظ بحيويتها، إلا أن ضعف نظرها أصبح يقلقها بشكل بالغ.. لكنها في الوقت نفسه أكدت أنها ستحمل كاميرتها إلى آخر يوم في عمرها. «حاليًا ضعف بصري وابتدأت يدي تهتز وأنا أصور، فألتقط نصف الوجه فقط عن طريق الخطأ، ثم أعيد التقاط الصورة مرة أخرى، وأعطي بعد ذلك صورة هدية كتعويض عن خطأ جاء بفعل الزمن، فلم أعد أقوى على المعارض والمؤتمرات، تكفيني الكلمة الحلوة، ولا أبحث عن أي تكريم بعد نصف قرن من العمل المتواصل، وأبقى مع ذكريات أجمل صورة التقطتها في حياتي، وهي صورة لأبنائي مجتمعين قبل أن يفرقهم الموت». http://www.albayan.ae/
‏أم عزة - أقدم مصورة فوتوغرافية في مصر<br /><br />
عدسة كاميرا أمام خياطة في فندق هيلتون في القاهرة صنعت مصورة فوتوغرافيا استثنائية في مصر، عاشت مع التصوير 50 عامًا من الوجوه، ما بين ملك ونجم غناء، متسول أو زعيم سياسي، أو أي عابر سبيل يريد أن يحتفظ بذكرى مروره في أحد الشوارع.<br /><br />
بدأت كهاوية لهذا الفن، إلى أن وصلت إلى الاحترافية، وصارت تنافس الرجال، أباطرة هذه المهنة، تتجول في المعارض، المؤتمرات، وفي واحد من هذه المؤتمرات، صادفناها تتحرك، تلتقط الصور بمهارة خاصة، من زوايا مختلفة وسط الزحام الشديد، وتضحك «لكي تطلع الصورة حلوة». أم عزَّة تحكي، وهي تتذكر أول كاميرا لفتت نظرها في فندق هيلتون، حيث كانت تعمل بمهنة الخياطة هناك، فرآها مصور الفندق تتأمل الكاميرا ثم تطلب منه أن تتعرف إلى تفاصيلها كأنها ترسم مشوارها الطويل مع هذه الآلة، تدقق في عدستها من زوايا مختلفة، ويراقبها المصور، ثم يوجهها إلى أماكن التقاط الصور حتى تظهر بالشكل اللائق، وجد فيها عينًا لماحة، وبعد أن تعددت زياراتها له، عرض عليها أن يعلمها فن التصوير، فطلب منها أن تلتقط له مجموعة من الصور، وبعد تحميضها انبهر بزوايا الالتقاط، وظلت تأتيه بعد انتهاء مواعيد عملها الرسمية لترى أين ستمضي بها الأيام مع الوجوه التي ستمر على كاميرتها.<br /><br />
وظيفة رجالي... تقول أقدم مصورة فوتوغرافيا في مصر: سعادتي لا توصف حينما عرض عليّ المصور أن أحمل الكاميرا في إحدى الحفلات التي أقيمت في الفندق، كنت مترددة في البداية، لكنه أقنعني بمرافقته، وبالفعل ذهبت معه إلى الحفل، وقام بالتقاط بعض الصور، وأنا أراقبه بشغف، أنتظر أن يطلب مني التصوير، لكنه لم يفعل ولم أستطع الانتظار أكثر فذهبت إليه وطلبت منه أن يرتاح قليلاً. منذ هذا اليوم والمرأة لم تترك الكاميرا من يديها، بعدما قررت أن تتنازل عن مهنتها الأصلية، وتتفرغ لهوايتها، تقول: تعجب أشقائي من إصراري على اختراق مهنة للرجال فقط، لكنني لم أسمع كلام والدتي التي كانت دائمًا تقول لي إنها «وظيفة رجالي».<br /><br />
وتشير أم عزة إلى أن الحرب بينها وبين المصورين الرجال بدأت مبكراً، لكن إحدى محاولاتها لاختراق قصر الملك فاروق، كانت بمثابة نقطة تحول في مشوارها، حيث التقطت فيه صورًا و«بورتريهات» للأسرة المالكة، بعدها تحولت الهواية إلى مهنة، فلم يعد التصوير مختوماً بختم الرجال، بل أصبح المعيار الوحيد لإثبات الوجود هو العمل والتفوق فيه. وحول الصعوبات التي واجهتها، تقول: لم يكن الأمر سهلاً، حيث قدمت جهدًا مضاعفًا، للتوفيق بين مهنتي والتزاماتي الأسرية التي كانت تحتم عليّ بقائي بجوار أبنائي أوقاتًا طويلة، لكنني استطعت حل المعادلة الصعبة، على الرغم من إصابة أربعة من أبنائي بالمرض، ثم وفاتهم فيما بعد، ولم يبق سوى ابنين فقط كرست حياتي من أجلهما، بعد وفاة زوجي أيضًا، وبعد أن كبرا وتزوجا تفرغت تمامًا لهواية العمر.<br /><br />
أول أجر حصلت عليه أم عزة كان (10 قروش) نظير تصوير أحد الأفراح بمنطقة روض الفرج القريبة من شُبْرا مصر، وهي منطقة سكنها، بعدها بدأت الدعوات تنهال عليها لتصوير الأفراح بأحياء «باب الشعرية»، «الدراسة»، «الجمالية»، وبعد الشهرة بدأ منظمو المعارض يعرضون عليها المشاركة في معارضهم، ومراسلة الصحف، والمجلات المصرية، والعربية، وبدأت هوايتها تتحول إلى مصدر رزق بعد وفاة زوجها، فجابت محافظات مصر من الإسكندرية حتى أسوان، وشاركت ببعض المعارض في سوريا ولبنان.<br /><br />
مع الملك<br /><br />
عاشت هاوية التصوير ذكريات مؤلمة وسعيدة مع الملك فاروق، وأسرته؛ وعن ذلك تقول: التقطت لهم أفضل الصور داخل القصر، وعند مغادرتهم مصر، ذهبت لالتقاط بعض الصور أثناء رحيلهم، لكن تسمرت قدماي عندما شاهدت الملك فاروق وبجواره الملكة ناريمان، وبجوارهما الرئيس محمد نجيب، وبعدها دخلت مكتبه، وغرفة نومه، وشعرت أني سأكون خائنة للأيام السعيدة التي جعلتني بينهم، إذا قمت بالتقاط أي صورة للقصر بعد غيابهم، ورجعت في هذا اليوم باكية دون أن ألتقط منظرًا واحدًا.<br /><br />
بين الست والعندليب<br /><br />
وتواصل أم عزة سرد ذكرياتها مع كاميرتها: قابلت كل الفنانين قبل أن أحمل الكاميرا أثناء عملي «خياطة»، فقد رأيت كوكب الشرق أم كلثوم في سينما قصر النيل، وهي تقوم بعمل بروفة على (البالطو) الذي كنت أصممه لها في (الأتيلييه)، أما عبدالحليم فلي معه ذكريات لا تنسى، فقد كان معجبًا بإصراري على حمل الكاميرا، وكان يجلس معي على مقهى الفيشاوي بمنطقة الحسين، وكنت أشاركه أكل الحمام والسمك المشوي، وبقيت على مدى 15 عامًا أقرب المصورين إليه.<br /><br />
وتشير إلى أن بقاءها مع عبدالحليم بصفة مستمرة في مقهى الفيشاوي جعل صاحب المقهى يطلب منها أن تكون المصور الخاص للمقهى الذي يرتاده عدد كبير من السياح الأجانب، وبالفعل عملت المرأة هناك لأعوام طويلة حتى لقبوها ب«أميرة التصوير»، حيث ظلت تتنقل بين نجوم الفن مثل فريد شوقي ونجوى فؤاد، وسهير زكي، ومحمد الكحلاوي، وشكوكو، وإسماعيل يس منذ أن كانوا يعملون على مسرح في روض الفرج.<br /><br />
وتؤكد أم عزة: لم تكن رحلتي مع الكاميرا سعادة فقط، بل كانت مضايقات شديدة، إضافة إلى التأخر الدائم على أبنائي الأيتام، ولا أنسى يوم أن هاجمني بعض اللصوص في أحد الشوارع المظلمة، وطلبوا مني الكاميرا، حتى لا أتعرض للأذى، لكنني رفضت التفريط فيها، ومنحتهم كل ما معي من نقود، وكان يعادل أضعاف ثمن الكاميرا.<br /><br />
أصول المهنة<br /><br />
الخبرة والممارسة قادتا أم عزة للتفوق على رجال درسوا التصوير، ومن واقع هذه الخبرة تقول: إن فن التصوير له قواعد وأبعاد لابد أن يعلمها أي شخص يرغب في ممارسته؛ حيث يجب على المصور مراعاة الأبعاد بينه وبين ما يقوم بتصويره، ويختار زوايا التصوير الصحيحة، وحجم الشخص داخل كادر التصوير، حتى تظهر الصورة في أفضل حال، عكس الهاوي الذي يلتقط الصورة، وفي كثير من الأحيان لا يضمن نجاحها.<br /><br />
وتشير إلى أنها ترتبط أشد الارتباط بكاميرا «ياشكا» على الرغم من وجود أجيال جديدة من الكاميرات، لكنها تعتبرها رفيقة رحلة الكفاح منذ البداية، وتقول: جميع المحترفين يفضلون الكاميرات التقليدية لما يجدونه من المتعة في التعامل معها، وتميزها عن «الديجيتال»، وهذه حقيقة لا يعرفها غير المصور المحترف، فالكاميرا التقليدية تحتاج إلى التعامل بحس مرهف، ومراعاة الإضاءة وفتحة قياس العدسة ونوعية الفيلم وسرعة الغالق وزاوية التصوير وعمق الميدان.<br /><br />
وبعد ذلك إدراك الشيء الذي يراد تصويره قبل مغادرة المكان، في حين أن كاميرا «الديجيتال» تقوم بكل شيء بشكل إلكتروني؛ لذا يفتقد المصور المتعة في التعامل معها؛ حيث لا تحتاج إلى موهبة فذة، ولا إلى قدرة خارقة، هذا كله بخلاف التحميض والأفلام التي تزعج الجميع، خاصة أن سعر تحميض الصورة الواحدة يتكلف حاليًا 150 قرشًا، في حين كان 25 قرشًا فقط منذ 5 أعوام.<br /><br />
رومانسية زمان<br /><br />
لا تنكر أم عزة الجوانب الإيجابية للتطور التكنولوجي في مجال الكاميرات، التي منحت المصور فرصة إنهاء المهمة في سهولة من خلال جهاز كمبيوتر و«برينتر»، ففي قرص واحد صغير يمكن وضع مئات الصور، لكنها ترى أن هذه الكاميرات تفقد المصور رومانسية زمان. أما بخصوص إجادتها التقاط الصور بعد أن وصل عمرها الآن لنحو 78 عاماً، فتقول إنها ما زالت تحتفظ بحيويتها، إلا أن ضعف نظرها أصبح يقلقها بشكل بالغ.. لكنها في الوقت نفسه أكدت أنها ستحمل كاميرتها إلى آخر يوم في عمرها.<br /><br />
«حاليًا ضعف بصري وابتدأت يدي تهتز وأنا أصور، فألتقط نصف الوجه فقط عن طريق الخطأ، ثم أعيد التقاط الصورة مرة أخرى، وأعطي بعد ذلك صورة هدية كتعويض عن خطأ جاء بفعل الزمن، فلم أعد أقوى على المعارض والمؤتمرات، تكفيني الكلمة الحلوة، ولا أبحث عن أي تكريم بعد نصف قرن من العمل المتواصل، وأبقى مع ذكريات أجمل صورة التقطتها في حياتي، وهي صورة لأبنائي مجتمعين قبل أن يفرقهم الموت».<br /><br />
http://www.albayan.ae/‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.