أحمد الجوادي

الأوركسترا:

هو مجموعة من العازفين على آلاتهم والمقسمة إلى الآلات الوترية وآلات النفخ وآلات النقر أو الإيقاع.
* في بعض الأعمال تضاف آلة البيانو للأوركسترا وأحيانا في حالة عدم تمكن الحصول على آلة الهارب يحل محلها البيانو (هذا في بعض الأوركسترات غير الإحترافية)
 

الآلات الوترية: هي مجموعتي الكمان الأول والكمان الثاني ومجموعة الفيولا (تشبه الكمان لكنها أكبر حجما قليلا والأصوات التي تصدرها أغلظ قليلا) ومجموعة الشيللو ثم مجموعة الكونتراباص وأحيانا تضاف آلة أو آلتي الهارب.

آلات النفخ: وتقسم إلى آلات نفخ خشبية وآلات نفخ نحاسية

آلات النفخ الخشبية: هي الآلات المصنوعة من الخشب (الأبانوس عادة) مثل الكلارينيت والأوبوا والكورانجلي (أو الهورن الإنجليزي) والفاجوت (أو الباسسون) والفلوت (كان يصنع من خشب الأبنوس سابقا) وغيرها

آلات النفخ النحاسية: هي الآلات المصنوعة من النحاس مثل الترومبيت والترومبون والكورنو (أو الهورن الفرنسي) والتوبا وغيرها

آلات النقر: وهي الآلات الإيقاعية مثل التيمباني والسنير درام والزايلوفون والإكسيلفون والسوط والأجراس والسينبال والجونج والصنوج وغيرها

الأوركسترا الوتري: هو الأوركسترا المكون من مجاميع الآلات الوترية (بدون الهارب)

الحركة: هي جزء منفصل (عادة) من عمل موسيقي وفيه قفلة توحي بنهاية هذا الجزء الكبير وتفصله عما يليه (أعجبني تشبيه أحد الزملاء الكرام في المنتدى حينما ذكر بأن الحركة يمكن تشبيهها بفصل من كتاب حيث أن الكتاب مقسم لعدة فصول) لكن الحركة أكثر استقلالية من فصل الكتاب.

القفلة: يمكن تشبيه القفلة بالنقطة في كتابة اللغة وهناك عدة أنواع من القفلات (كما في النقطة والفارزة)

القالب الموسيقي: هو الطريقة التي يصاغ فيها الجزء أو الحركة والشكل الذي يبدو فيه (لكل قالب له قوانينه الخاصة به)

القالب الثلاثي: هو قالب مكون من ثلاث مقاطع المقطع الأول ثم مقطع ثاني ثم العودة للمقعطع الأول ثانية إما أن يكون ذلك نصا أو مع بعض التغيير (أ ب أ).

قالب الروندو: وهو قالب يكون فيه اللحن الأول هو اللحن الأساسي ويليه لحن آخر ويعاد عزف اللحن الأساسي ثم لحن ثالث واللحن الأساسي وهكذا (أ ب أ ج أ د أ… إلخ) أي أن اللحن الأساسي هو الذي يتكرر باستمرار،
(ممكن تشبيه هذا القالب بقالب السماعي الموجود في موسيقانا لكن الفرق بين الاثنين هو أن الجزء الأساسي والذي يعاد في السماعي هو الجزء الثاني وليس الأول كما في قالب الروندو)

قالب السوناتة: (أو الصوناتة كما يحلو للبعض تسميته) هو قالب معقد في تركيبه يصعب شرحه في كلمات قليلة لكن على العموم فهو عبارة عن قالب ثلاثي كبير مركب وله قواعد صارمة جدا في الصياغة (ربما الأكثر صرامة بين جميع القوالب الكلاسيكية).

قالب المينويت والتريو: سوف يأتي شرحه مع شرح الحركة الثالثة
عودة للسيمفونية:
السيمفونية هي عمل يكتب للأوركسترا (الكبير عادة) هذا العمل مكون من أربع حركات في العادة، لكن هذا لا يمنع أن هناك الكثير من السيمفونيات لا تتبع ذلك أي أنها ليست بالضرورة أن تتكون من أربع حركات فيوجد الكثير من السيمفونيات التي تتكون من أكثر أو أقل من أربع حركات، من منا لم يسمع السيمفونية الثامنة أو الناقصة لشوبرت أو على الأقل سمع بها؟ هذه السيمفونية تتكون من حركتين فقط، أيضا السيمفونية السادسة لبيتهوفن والمسماة بالريفية أو الباستورال مكونة من خمسة حركات، هناك الكثير جدا من السيمفونيات التي لا تتكون من أربع حركات، فمثلا ماهلر في سيمفونيته الرابعة كان قد بدأ بالحركة الرابعة أولا أي أنه كتب الحركة الرابعة قبل أن يكتب الحركة الأولى والسبب هو أن ماهلر كان يعد هذه الحركة لكي تكون الحركة السابعة والفينال أو الأخيرة لسيمفونيته الثالثة ما يعني بأن السيمفونية الثالثة (والتي هي عن الطبيعة) مكونة من ستة حركات، وسيمفونيته الخامسة مكونة من خمس حركات، والسيمفونية الرابعة لشوستاكوفيكش فهي مكونة من ثلاثة حركات وسيمفونية سيبيليوس الثالثة مكونة من ثلاث حركات وسيمفونية شومان الثالثة مكونة من خمسة حركات وإلى أخر القائمة من الأمثلة، حتى موتسارت نفسه لديه ثلاثة سيمفونيات صغيرة إسمها (سيمفونيات سالزبورج) وتسمى أيضا (دفرتمينتو) وهذه السيمفونيات الثلاثة مكتوبة للأوركسترا الوتري فقط وكلا من هذه السيمفونيات الثلاثة مكونة من ثلاث حركات فقط. علي أن أذكر بأنه أحيانا وفي بعض السيمفونيات يتم إضافة الصوت البشري لآلات الأوركسترا كما في السيمفونية التاسعة لبيتهوفن.

سوف يتقصر الكلام على السيمفونيات المكونة من أربع حركات:

أحب أن أنوه إلى أن حركات السيمفونية لا تقاس ولا تُعَرف بالسرع ومن غير الصواب أن نكتب على سبيل المثال:

الحركة الأولى Allegro والكلمة تعني سريع

الحركة الثانية Andante وتعني بطيء

الحركة الثالثة Moderato وتعني معتدل السرعة أو سرعة المشي

الحركة الرابعة Presto وتعني سريع جدا

هذا الكلام غير دقيق ولا يكفي لوصف حركات السيمفونية، صحيح أن الحركة الأولى تكون سريعة والثانية بطيئة والثالثة سريعة نسبيا وراقصة والرابعة سريعة، لكن هذا الكلام لا يكفي لشرح السيمفونية وحركاتها والسبب هو أن كل حركة عادة ما تبنى من على قالب معين عادة ما يتبعه المؤلف.

أدناه القوالب التي عادة ما تبنى عليها كل حركة من حركات السيمفونية.

(سوف يكون الحديث مركزا على السيمفونية الكلاسيكية أي السيمفونية في عصر موتسارت وهايدن وبيتهوفن، بالمناسبة فإن عدد سيمفونيات هايدن هي104 وموتسارت له 41 سيمفونية وبيتهوفن تسعة.)
الحركة الاولى 

وهي حركة سريعة ويجب ان تبنى على قالب السوناتة أي Sonata Form (أحيانا يدعى هذا القالب بقالب الحركة الأولى)، هذا هو قالب كلاسيكي وكان أول من ابتكره وطوره هو كارل فيليب إيمانويل باخ (1714-1788) وهو الابن الثاني ليوهان سيباستيان باخ (1685-1750) وهو أهم أبناء باخ بسبب ابتكاره وتطويره لقالب السوناتة.
في هذه الحركة عادة ما يكتب المؤلف تمية أو لحن او Theme مهمة جدا ويجب أن يفكر المؤلف بأن المستمع سوف يكون ذهنه صافيا قبل أن يستمع للموسيقى ولذا فعليه أن يختار لحنا مميزا جدا لكي يبقى عالقا في ذهن المستمع، فأغلب السميفونيات حينما يذكر اسم السميفونية يتبادر لذهن الشخص على الفور بداية الحركة الاولى من تلك السيمفونية، مثلا لو ذكرت السيمفونية الخامسة لبيتهوفن لتبادر لذهن السامع على الفور الضربات الأربعة الأولى التي تميز هذه الحركة والتي بنى بيتهوفن عليها جزء كبير من الحركة الأولى، والسيمفونية الأربعين لموتسارت تذكرنا على الفور باللحن الشهير المميز للحركة الأولى، وغير ذلك من الأمثلة. في بعض الأحيان تسبق قالب السوناتة افتتاحية أو مقدمة بطيئة مثل السميفونية رقم 104 لهايدن والمسماة بسمفونية لندن.

الحركة الثانية


وهي حركة تكون مناقضة للحركة الأولى حيث أنها تكون بطيئة وغنائية، ممكن أن تبنى هذه الحركة من عدة قوالب مثل:
قالب السوناتة: وهذا هو شيء نادر الحدوث لأنه لو استخدم هذا القالب فسوف تكون الحركة طويلة جدا بسبب بطئ الحركة، لكن مع ذلك فهناك بعض الأمثلة لهايدن وموتسارت لاستخدام هذا القالب في بناء هذه الحركة (بعض الكتب تستثني هذا القالب حينما تذكر القوالب المستخدمة في الحركة الثانية).

  • القالب الثلاثي
  • قالب الروندو القديم
  • قالب المينويت والتريو (أحيانا)
  • قالب السوناتة المتغيرة (أو ذات الرابط) وهو قالب منبثق أو مشتق من قالب السوناتة لكنه أقصر منه
  • تنويعات على لحن، أو لحن مع تنويعات عليه

الحركة الثالثة

وهي حركة راقصة سريعة، تبنى عادة هذه الحركة من قالب المينويت والتريو.
المينويت والتريو هما عبارة عن رقصتين قديمتين تم تطويرهما وترسيخهما من قبل هايدن، أي أن التريو هو عبارة عن رقصة والمينويت رقصة أخرى، وحينما أتى بيتهوفن استبدل رقصة المينويت برقصة السكيرتزو ليصبح القالب هو السكيرتزو والتريو (لكن الخط العام أو الفكرة هي نفسها)، لكن هايدن كان قد استخدم رقصة السكيرتزاندو، وقالب المينويت والتريو كما ذكر فهو عبارة عن رقصتين الأولى هي المينويت وهي مبنية من مقطعين صغيرين يعاد كلا منهما بعد ذلك تأتي رقصة التريو والتي ممكن (أو غالبا) أن تكون على سلم آخر (قريب غالبا) وهي أيضا من مقطعين يعاد كلا منهما، ثم بعد الانتهاء من عزف التريو يعاد عزف المينويت لكن بدون إعادات.
لو رمزنا للمينويت بالحرف (أ) والتريو بالحرف (ب) لكان القالب هو (أ، ب، أ)، في بعض الأحيان يتم العودة للمينويت مرتين حيث يصبح التسلسل هكذا: (ا، ب، ا، ب، ا).
أحيانا تبنهى هذه الحركة من مينويت وإثنين تريو أي تريو أول وتريو ثاني مثلما في الحركة الثالثة للسيمفونية التاسعة لدفورجاك وهي سيمفونية العالم الجديد (المقصود أمريكا) فقد بنى دفورجاك هذه الحركة من مينويت وتريو أول وتريو ثاني ليصبح القالب (أ ب أ ج أ) والترتيب الصحيح لهذه الحركة هو (أ ب أ ج أ ب أ).
كيفية كتابة هذه الحركة:
يكتب المينويت بمرجعاته أو بالإعادات ويكتب التريو أيضا برمجعاته، وفي العادة لا يعاد كتابة المينويت مرة ثانية بل يكتفي المؤلف بكتابة المصطلح Menuetto da capo والذي يعني (المينويت من الأول) أو يكتب اختصار ذلك بالأحرف D.C وكلمةDa Capo تعني من الأول (أي العودة من البداية حيث المينويت أو من بداية الحركة) وفي بعض الأحيان تضاف عبارة Senza rip ما يعني (بدون مرجعات أو إعادات)، وحتى لو لم تكتب هذه العبارة فإن كيفية عزف هذا القالب معروفة.

إذا فإن هذا القالب يعزف بهذا الترتيب: يعزف المينويت (مع المرجعات أو الإعادات) ثم التريو (مع المرجعات أو الإعادات أيضا) وبعد ذلك يتم العودة للمينويت الذي يعزف بدون المرجعات أو الإعادات، وتبنى كلا من هتين الرقصتين على ميزان ثلاثي أي 3/4 (ولكن هناك بعض الأعمال التي تشذ عن ذلك حيث ممكن أن يستخدم المؤلف ميزانا آخر)، وعادة تعزف رقصة التريو بسرعة أبطأ من رقصة المينويت ولا يكتب المؤلف ذلك عادة لأن هذا هو شيء معروف.
الحركة الرابعة

وهي حركة سريعة ونشطية وتبنى غالبا على قالب الروندو القديم (أو الروندو البسيط) أو قالب السوناتة وممكن أن تبنى على قالب السوناتة – روندو أو (الروندو – سوناتة أو الروندو الكبير أو الروندو الحديث أو الروندو الجديد وكل هذه التسميات تعني شيء واحد وهو قالب السوناتة – روندو).

هنا علي أن أقول بأن السيمفونية هي عبارة عن سوناتة مكتوبة للأوركسترا وليس من اللازم أو الواجب أن تكتب لأوركسترا كبير مكون من مائة وعشرين عازفا أو أكثر فحجم الأوركسترا وعدد آلاته وتنوع هذه الآلات تختلف من عصر لآخر فمثلا الأوركسترا في عصر موتسارت وهايدن يختلف عن الأوركسترا في عصر بيتهوفن ومن ثم يختلف عن العصور السابقة واللاحقة ففي عصر بيتهوفن بدأ الأوركسترا يكبر حجما وتزداد عدد الآلات الهوائية أو آلات النفخ ويزداد عدد عازفي الوتريات وطبعا أوركسترا بيتهوفن لا يقارن حجمه بحجم أوركسترا ماهلر أو شونبيرج مثلا ومع ازدياد عدد الآلات ازداد تنوع الكتابة لهذه الآلات، فعلى سبيل المثال في عصر موتسارت وهايدن كانت مجموعتي الشيللو والكونتراباص يكتب لهما خطاً أو لحناً واحدا أي أنهما يعزفان نفس الشيء أو نفس الخط اللحني لكن حينما أتى بيتهوفن بدأ يفصل خط الشيللو عن خط الكونتراباص حيث أصبح يكتب للكونتراباص خطا خاصا به وهو خط مستقل به عن خط الشيللو (لكن في الكثير من الأحيان يلتقي هذين الخطين لكي يعزفان نفس اللحن لكن يبقى في نوتة المايسترو كل مجموعة لها خطها المنفصل وأمام كل مجموعة خطها المنفصل).
عودة للسوناتة، فالسوناتة هي عمل لآلة أو آلتين مثل سوناتة البيانو أو سوناتة البيانو والشيللو أو غير ذلك، ولو أصبحت لثلاثة آلات فهي تسمى ثلاثي ولو لأربعة فهي رباعي (مثلا رباعي وتري) ثم خماسي ثم سداسي ثم سباعي ثم ثماني ثم تساعي بعد ذلك فإن التسمية هي سيمفونية (كان من المفروض أن يكتب هذا الكلام مع شرح السوناتة وليس هنا لكني أرى بما أنه لم يكتب هناك فلا بأس أن يكتب هنا فالعمل هو مترابط.)
سوف أضع لكل حركة مثالا صوتيا وقد اخترت الحركة الأولى لسيمفونية هايدن رقم 104 وسبب اختياري لهذه الحركة هو أنها تبدأ بمقدمة بطيئة قبل دخول قالب السوناتة، وللحركة الثانية اخترت الحركة الثانية من سيمفونية هايدن رقم94 وهي ما تسمى بسيمفونية المفاجأة Surprise وهي من قالب التنويعات على لحن، والحركة الثالثة هي من سيمفونية هايدن رقم 104، والحركة الرابعة هي من سيمفونية هايدن رقم 94 وهذه الحركة هي من قالب الروندو سوناتة. لقد راعيت بطئ الإنترنيت في الكثير من الدول العربية وهذا السبب في أنني وضعت الملفات الصوتية بأحجام صغيرة قدر الإمكان.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.