سعيد الأتب يلاحق النجمة كريستينا هاندريكس

خاص بـموقع الحرة

يرفض سعيد الأتب أن يصفه البعض بـ”العبقري”، ويفضل عوض ذلك أن يوصف بـ”الفنان المجنون”، فهو يصنف اليوم من ضمن المصورين العرب القلائل الذين احترفوا تصوير مشاهير هوليوود.

يقول الأتب لموقع “الحرة” إنه لا يتذكر عدد الصور التي التقطتها عدسته، ولا عدد الوكالات والمؤسسات الإعلامية التي عمل معها.

عاصر هذا الفنان الأميركي اللبناني الأصل، 57 سنة، حرب لبنان، وما يزال يتذكر تفاصليها “السوداء” التي دفعته إلى التفكير في خوض غمار فن التصوير واحترافه.

في عام 1979، قدم الأتب إلى نيويورك لدراسة التصوير، وكان الحظ، حسب رأيه، حليفه في مغادرة بلاده خلال تلك الأحداث “العصيبة”، إلا أنه قرر العودة إليها بعد إتمام دراسة التصوير عام 1981 كمصور حرب، وتعاقدت معه كبريات الصحف العالمية.

“اشتغلت مع صحيفة نيوزويك وتايم ماغازين، كنت أمدهم بصور الحرب” يقول متذكرا تلك المرحلة.

وبعد مضي ثلاث سنوات من العمل الميداني، عاد هذا المصور إلى الولايات المتحدة، لكنه كان بين الفينة والأخرى يسافر إلى مناطق التوتر لتغطية الأحداث هناك. ويذكر الأتب رحلته إلى الأراضي الفلسطينية وإلى أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي حيث نقلت عدسته تفاصيل الحرب هناك.

قال المصور إن الظروف الصعبة في أفغانستان، دفعته إلى التنكر بهوية مجاهد حتى يتمكن من الاقتراب من المقاتلين وتصويرهم، وهي مهمة وصفها الأتب بالخطيرة. “تمكنت فعلا من الوصول إلى ‘شيخ المجاهدين’ عبد الله عزام، والتقطت له صورة، نشرتها صحيفة التايم عام 1995”.

في كل رحلاته سواء إلى أفغانستان أو إلى بؤر التوتر في الشرق الأوسط، يقول الأتب إنه تعرض للكثير من المضايقات، وصلت في أحيان كثيرة إلى الضرب والجرح.

ويتابع في لقاء مع “موقع الحرة” أن “التصوير في الشرق الأوسط محفوف بالمخاطر، إنه أشبه بكف عفريت، لا تدري ماذا ينتظرك، خاصة في الحرب الدائرة حاليا في سورية”. لهذا السبب توجه الأتب صوب صحافة المشاهير أو “الباباراتزي” مؤخرا.

وينفي الأتب أن تكون له أي علاقة أو صداقات تجمعه بالفنانين أو مدراء أعمالهم، “كل ما هنالك أن لي علاقات صداقة تربطني بمصوري المشاهير في نيويورك، نتبادل المعلومات بيننا حول أماكن تواجد مشاهير هوليوود، هذا كل ما في الأمر”.

​​

​​

ريانا

ريانا

​​​​​

تحول اسم سعيد الأتب، من متخصص في تصوير الحروب إلى أحد أشهر المصورين الذين يلاحقون النجوم في أميركا، وفي رصيده اليوم آلاف الصور التي نُشرت في كبريات المجلات والصحف العالمية.

انفرد هذا المصور اللبناني الأصل أكثر من مرة بالتقاط صور لنجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان، ولعدد من النجوم الآخرين الذين نجح في اقتناص صور لهم في نيويورك وفي أماكن أخرى من الولايات المتحدة.

كورتني كارداشيان

كورتني كارداشيان

​​

لا يخفي الأتب أنه على دراية بالأماكن التي ترتادها كارداشيان وأسرتها، كما يعرف أيضا الأماكن التي تتردد عليها جينيفر لوبيز ونجوم آخرون.

وفيما يسود الاعتقاد لدى كثيرين بأن منصات التواصل الاجتماعي قربت بين النجوم والمعجبين وأزالت الجسور والحواجز التي كانت تفصل بينهم، يرى الأتب أن المسافة بين الفنان وجمهوره لم تتقلص لأن “النجوم ينشرون في هذه المواقع الصور التي يريدون أن تصل إلى الجمهور، ويختارون أجملها، أما مهمة الباباراتزي فهي إظهار جوانب خفية من حياتهم، والتي لا يريدونها أن تصل إلى العموم”.

​​

​​

الشرق الأوسط والباباراتزي

لا يصلح الشرق الأوسط، حسب رأي الأتب، لاحتراف هذا النوع من الفوتوغرافيا الصحافية، إذ “يصعب مقارنة نجوم هوليود بالنجوم العرب، وهناك اختلاف في الثقافة أيضا”.

وكمقارنة بسيطة، تصل أسعار الصور التي اقتنصها الأتب لأحد نجوم هوليود إلى أكثر من 1000 دولار للصورة الواحدة، فيما لا يتعدى سعر صور النجوم في الشرق الأوسط ثلاثة دولارات، حسب قوله.

لوحات لجرائم داعش

وللهرب من ضغط العمل، عاد الأتب مؤخرا إلى فن الرسم، ويصف مرسمه بـ”الملجأ” الذي يهرب إليه للاسترخاء.

وتركز رسوماته على فظاعات وجرائم داعش في أكثر من 300 لوحة. ويبدي أسفه لما آلت إليه أوضاع الفنون في الشرق الأوسط، مستنكرا الجرائم التي يرتكبها التنظيم المتشدد في حق المآثر التاريخية وضد “كل شيء جميل” هناك.

ويضيف “أبرز في لوحاتي هذه الفظاعات، خاصة ما تتعرض له النساء والأقليات من عنف على يد مسلحي التنظيم”.​​​

​​

​​​​

​​

ويفكر الأتب في تنظيم معارض في الولايات المتحدة مستقبلا لعرض جرائم داعش.

لوحة من أعمال الأتب حول فظاعات داعش

لوحة من أعمال الأتب حول فظاعات داعش

​​​يعيش سعيد الأتب في نيويورك، وله من زوجته الأولى ستة أبناء، ومتزوج من سيدة ثانية رزق منها بابنين.

خاص بـموقع الحرة

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.