سيد درويش
حفيد سيد درويش يحتفل بذكرى ميلاده في "بيت السحيمي" - خبر

سيد درويش – Sayed Darwish

سيد درويش

.

الاسم الكامل
السيد درويش البحر
الوظائف
مغني ، ملحن
تاريخ الميلاد
1892-03-17 (العمر 31 عامًا)
تاريخ الوفاة
1923-09-10
الجنسية
مصرية
مكان الولادة
مصر, الإسكندرية
درس في
جامعة الأزهر
البرج
الحوت
سيد درويش، عبقري الموسيقى المصريّة والعربيّة وصاحبُ الأغاني والألحان الخالدة.

نبذة عن سيد درويش

سيد درويش، مطربٌ وملحنٌ مصريّ يُعتَبر أبًا للموسيقى المصريّة والعربيّة وأحد أعظم الموسيقيين في مصر.

لحن وغنى العديد من الأغاني التي أصبحت جزءًا من التراث المصري مثل “شد الحزام” و “انا هويت” و “قوم يامصري” و “سالمة يا سلامة” ، كما أنّه هو من لحن النشيد الوطني المصري.

توفي درويش في الإسكندرية بعمر الواحدة والثلاثين، ورغم نشاطه الفني القصير إلّا أنّه ترك بصمةً كبيرةً في الموسيقى العربيّة، ولا يزال يُعتبر شخصيةً نبيلة ومحبوبة في التاريخ المصري.

سيد درويش
Sayed Darwish.JPG
سيد درويش

معلومات شخصية
اسم الولادة السيد درويش البحر
الميلاد 17 مارس 1892
الإسكندرية، مصر
الوفاة 10 سبتمبر 1923 (31 سنة)
الإسكندرية
الجنسية  مصر
الحياة الفنية
اللقب فنان الشعب
خادم الموسيقى
النوع موسيقى عربية  تعديل قيمة خاصية (P136) في ويكي بيانات
الآلات الموسيقية العود
المهنة مغني[1]،  وملحن[2]،  وممثل  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغات العربية[3]  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
أعمال بارزة النشيد الوطني المصري  تعديل قيمة خاصية (P800) في ويكي بيانات
المواقع
IMDB صفحته على IMDB  تعديل قيمة خاصية (P345) في ويكي بيانات

اسمه الحقيقي السيد درويش البحر هو مجدد الموسيقى وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي. ولد سيد درويش في الإسكندرية في 17 مارس 1892 وتوفي في 10 سبتمبر 1923. بدأ ينشد مع أصدقائه ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهري. التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية عام 1905 ثم عمل في الغناء في المقاهي.

بدايته الفنية

تزوج سيد درويش وهو في السادسة عشرة من العمر، وصار مسؤولا عن عائلة، فاشتغل مع الفرق الموسيقية، لكنه لم يوفّق، فاضطر أن يشتغل عامل بناء، وكان خلال العمل يرفع صوته بالغناء، مثيرا إعجاب العمال وأصحاب العمل، وتصادف وجود الأخوين أمين وسليم عطا الله، وهما من أشهر المشتغلين بالفن، في مقهى قريب من الموقع الذي كان يعمل به الشيخ سيد درويش، فاسترعى انتباههما ما في صوت هذا العامل من قدرة وجمال، واتفقا معه على أن يرافقهما في رحلة فنية إلى الشام في نهاية عام 1908.

عاد إلى الشام في عام 1912 وبقي هناك حتى عام 1914 حيث أتقن أصول العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية، فبدأت موهبته الموسيقية تتفجر، ولحن أول أدواره يا فؤادي ليه بتعشق. في عام 1917 انتقل سيد درويش إلى القاهرة، ومنذ ذلك سطع نجمه وصار إنتاجه غزيرا، فقام بالتلحين لكافة الفرق المسرحية في عماد الدين أمثال فرقة نجيب الريحاني، جورج أبيض وعلي الكسار، حتى قامت ثورة 1919 فغنى قوم يا مصري.

أدخل سيد درويش في الموسيقى للمرة الأولى في مصر الغناء البوليفوني في أوبريت العشرة الطيبة وأوبريت شهرزاد والبروكة.

بلغ إنتاجه في حياته القصيرة من القوالب المختلفة العشرات من الأدوار وأربعين موشحا ومائة طقطوقة و 30 رواية مسرحية وأوبريت. في الفترة التي عمل فيها الشيخ سيد درويش على المسارح الرخيصة عرف أمرين لم يكن بهما سابق معرفة النساء وصياغة الألحان فالتعارف الأول طبيعي وأما التعارف الثاني فكان بحكم الموهبة المتأصلة في نفسه وروحه وكلاهما فطري بالنسبة لهذا الفنان الكبير كما أن ألمه الكمين في نفسه كان السبب في أن يخرج إلى الوجود بلغته الفلسفية النغمية فيسحر بجمالها الألباب ويرقص النفوس إنه ما كان يلحن أغنية حتى يرددها أفراد الشعب والعوالم اللواتي يقمن الأفراح والمسارح الغنائية وموسيقات الجيش والموسيقات الأهلية السر في انتشار الشيخ سيد بين أفراد الشعب هوان لكل لحن قصة ومناسبة ولكل مناسبة أثرها العميق في نفس الشيخ سيد درويش المرهفة الحساسة فأول أغنية لحنها كانت زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة وكانت مناسبة تأليفها أن امرأة يحبها قالت له هذه العبارة ابقى زورنا يا شيخ سيد ولو كل سنة مرة ولحن آخر كان وحيه امرأة غليظة الجسم اسمها جليلة أحبها حبا عظيما وغدت إلهامه في النظم والتلحين والغناء هجرته هذه المرأة وأخذت تتردد على صائغ في الإسكندرية وعمل لها الصائغ خلخالا فغضب الشيخ سيد وفكر بالانتقام من حبيبته وعزوله وكان أول انتقام من نوعه على الطريقة الموسيقية الغنائية

ألحانه

لحن سيد أجمل أغانيه في مناسبة غرامية حرجة وكانت الأغنية من مقام حجاز كار وقصة هذه الأغنية انه بينما كان يعمل مغنيا على مسارح الإسكندرية يعلق قلبه بحب غانيتين الأولى اسمها فردوس والثانية اسمها رضوان فكان إذا تخاصم مع الأولى ذهب إلى الثانية والعكس بالعكس وصدف مرة أن هجرته الاثنتان معا وبقي مدة من الزمن يتلوى من ألم الهجران وفي إحدى لياليه بينما كان رأسه مليئا بما تعود عليه في بيئته ومحيطه من ألوان الخمور والمخدرات خطرت على باله فردوس وهاج شوقه فقصد بيتها طالبا الصفح والسماح بالدخول عليها ولكنها أبت استقباله لعلاقته مع عشيقته الثانية رضوان فأقسم الشيخ سيد أيمانا مغلظة بأنها صاحبة المقام الأول في قلبه وجوارحه ولكن فردوس أرادت البرهان بأن يغنيها أغنية لم يسبق أن قالها أحد قبله في غانية فأنشدها في الحال: يا ناس أنا مت في حبي وجم الملايكة يحاسبوني حدش كده قال وانتهت الأغنية بالبيت الأخير الذي كان له شفيعا في دخول بيت فردوس فقال: قالوا لي اهو جنة رضوان واخترت أنا جنة فردوس اشتهر اسم سيد درويش وذاعت أغانيه حتى وصل إلى سمع رائد المسرح الغنائي المصري سلامة حجازي الذي حرص على زيارته في الإسكندرية والاستماع إليه شخصيا عام 1914، وأبدى إعجابه بأسلوب سيد درويش في التلحين وتنبأ له بمستقبل كبير ثم عرض عليه الانتقال إلى العاصمة القاهرة للعمل معه، وفعلا ترك الإسكندرية واستمع جمهور القاهرة إليه لأول مرة مطربا بين الفصول المسرحية، لكن الجمهور الذي تعود على صوت سلامة حجازي كان استقباله فاترا للمطرب الجديد مما جعل الشيخ سلامة يخاطب الجمهور دفاعا عنه قائلا هذا الفنان هو عبقرى المستقبل لكن الشيخ سيد يقرر أن ينهى المهمة ويعود إلى مدينته في اليوم التالي في عام 1917 يعود سلامة حجازي إلى سيد درويش بعرض أقوى وطلب منه تلحين رواية كاملة لفرقة جورج أبييض هي فيروز شاه، وعنها انتبه الجمهور، وكذلك الفرق الأخرى إلى أن فنا جديدا قد أتى وأن الألحان أثمن من الرواية نفسها، وحرصت معظم الفرق على اجتذاب سيد درويش لتلحين رواياتها ثم أصبح في سنوات معدودة الملحن الأول في مصر متفوقا بذلك على الملحنين المخضرمين مثل كامل الخلعي وداود حسني وغيرهم

حفلاته

مسرح سيد درويش في الإسكندرية

أول حفلة أقامها الشيخ سيد في القاهرة كانت في مقهى الكونكورديا وحضر هذه الحفلة أكثر فناني القاهرة منهم الممثلون والمطربون وكان على رأسهم الياس نشاطي وإبراهيم سهالون الكمانجي وجميل عويس حتى وصل عدد الفنانين المستمعين أكثر من عدد الجمهور المستمع وفي هذه الحفلة قدم سيد دوره الخالد الذي أعده خصيصا لهذه الحفلة الحبيب للهجر مايل من مقام السازكار وفيه خرج عن الطريقة القديمة المألوفة في تلحين الأدوار من ناحية الآهات التي ترددها الجوقة وكانت غريبة على السمع المألوف ولذا انسحب أكثر الحاضرين لأنهم اعتقدوا أن هذه الموسيقى كافرة وأجنبية وان خطر الفن الجديد أخذ يهدد الفن العربي الأصيل وبالطبع إن فئة الفنانين المستمعين لم ينسحبوا لأنهم أدركوا عظمة الفن الجديد الذي أعده الشيخ سيد لمستقبل الغناء العربي اشترك الشيخ سيد مع الفرق التمثيلية ممثلا ومغنيا فعمل مع فرقة سليم عطا الله وسافر معها إلى سوريا ولبنان وفلسطين وكان لهذه الرحلة أثر كبير في اكتسابه أصول الموسيقى العربية إذ تتلمذ في حلب على الشيخ عثمان الموصلي العراقي ويقول الشيخ محمود مرسي إن الشيخ سيد عاد بعد هذه الرحلة أستاذا كبيرا في ميدان الموسيقى العربية.

سافر مرة ثانية مع فرقة جورج أبيض إلى البلاد السورية فأعاد الصلات الفنية بينه وبين موسيقييها واكتسب من أساتذتها ما افتقر إليه من ألوان المعرفة ولما عاد إلى القاهرة في هذه المرة رسم لنفسه خطة جديدة في ميدانه الغنائي والمسرحي فلحن معظم أدواره وموشحاته الخالدة التي عرفت الناس بمدرسته الإبداعية الجديدة ظهر للشيخ سيد أول دور بعد هذه الرحلة وكان مقام العجم يا فؤادي ليه بتعشق وكان مقتبسا من موشح حلبي قديم مقام العجم أيضا أخذه الشيخ سيد عن الشيخ عثمان الموصلي ولكنه لم يستطع في بادئ الأمر أن ينسبه إلى نفسه وإنما نسبه إلى إبراهيم القباني وأما اشتهر الشيخ سيد في تلحين الأدوار بين الناس عاد ونسبه إلى نفسه وينسب إلى الشيخ سيد عشرة أدوار وخمسة عشر موشحا وأوبريت وطقاطيق وأهازيج وأناشيد حاسبة وغيرها. أما الأدوار فهي :

# اسم الدور المقام
1 يا فؤادي ليه بتعشق العجم
2 يللي قوامك يعجبني التكريز
3 في شرع مين الزنجران
4 الحبيب للهجر مايل سازكار
5 ضيعت مستقبل حياتي الشورى
6 أنا عشقت الحجاز كار
7 أنا هويته و انتهيت الكرد
8 عشقت حسنك البستة نكار
9 يوم تركت الحب الهزام
10 عواطفك دي أشهر من نار نوأثر

أما ألحانه من الموشحات فكانت:

# اسم الموشح المقام
1 يا ترى بعد البعاد الراست
2 يا صاحب السحر الحلال الحجاز كار
3 يا حمام الأيك النوا أثر
4 يا عذيب المرشف الراست
5 يا شادي الألحان الراست
6 العذارى المائسات الراست
7 يا غصين البان حرت في أمري الحجاز
8 حبي دعاني للوصال الشورى
9 طف يادري حجازكار كردي
10 منيتي عز اصطباري نهاوند
11 سل فينا اللحظ هنديا الحجاز
12 كلما رمت ارتشافاً راست
13 يا بهجة الروح الكرد
14 نما دمعي من عيوني و نما الحجاز
15 صحت وجدا راست

هذه الموشحات والأدوار اشتهرت شهرة كبيرة في سائر البلاد العربية وأصبحت المادة الثقافية الفنية لكل فنان ومتفنن وأصبح قياس المعرفة الموسيقية هو حفظ الحان الشيخ سيد وأدواره وموشحاته وأهازيجه ويقال أن الشيخ سيد أوجد نغمة الزنجران هذا إذا لم تكن هذه التسمية مأخوذة من النغمة العربية القديمة التي وردت في كتاب الأدوار صفي الدين الأرموي والمعروفة باسم زنكلاه هذه النغمة من النغمات المركبة وتتألف من ثلاث نغمات هي العجم والجهار كار والحجاز كار بشكل مترابط واعتقد أن هذا الترابط الذي يشبه الزنجير أعطى لهذه النغمة هذه التسمية.

سيد درويش مع الأوبرا والأغاني الوطنية

اقتبس من أقوال الزعيم مصطفى كامل بعض عباراته وجعل منها مطلعا للنشيد الوطني

بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي

ولحن أيضا نشيدا وطنيا من نظم مصطفى صادق الرافعي ومطلعه

بني مصر مكانكم تهيأ فهيا مهدوا للملك هيا خذوا شمس النهار حليا

كما لحن في مناسبة أخرى أناشيد وطنية قال فيها

أنا المصري كريم العنصرين
بنيت المجد بين الاهرامين
جدودي أنشأوا العلم العجيب
ومجرى النيل في الوادي الخصيب
لهم في الدنيا آلف السنين
ويفنى الكون وهم موجودين

وأنشد في جماعة من المتظاهرين ضد الاحتلال الإنكليزي هذا النشيد محمسا إياهم قال:

دقت طبول الحرب يا خيالة
وآدي الساعة دي ساعة الرجالة
انظروا لأهلكم نظرة وداع
نظرة ما فيش بعدها إلا الدفاع

وعالج سيد في أغانيه الموضوع الاجتماعي في غلاء المعيشة والسوق السوداء قال

استعجبوا يا أفندية ليتر الكاز بروبية

وهكذا نجد أن سيد استطاع أن يدرك ويلمس سائر الأمراض الاجتماعية وأن يسهم في الميدان الوطني إسهاما كبيرا فكانت أغانيه الوطنية يغنيها الشعب بكل حواسه وقلبه ومشاعره.

تأثيره

لم يكن أثر سيد في ميدان التمثيل والأوبرا العربية بأقل من أثره في ميدان الموسيقى والموشح والدور والطقطوقة والمونولوج الشعبي والأناشيد الوطنية وغيره من ألوان الغناء العربي في شتى مواضيعه فقد أضاف إلى هذه المآثر مأثرة جديدة وهي التلحين البارع خلال الأوبريتات ومنها أوبريت شهرزاد ظهرت هذه الأوبريت للمرة الأولى أواخر عام 1920 وأوائل العام 1921 وكان انقلابها بدء انقلاب جديد في عالم الموسيقى العربية والألحان المسرحية كما لحن أوبريت العشرة الطيبة ألف هذه الأوبريت محمد تيمور ونظم أغانيها بديع خيري وألف نجيب الريحاني فرقة تمثيلية خاصة برآسة عزيز عيد لإخراجها وكلف سيد بتلحين محاوراتها وأغانيها ولحن أوبريت البروكة وهذه التسمية هي اصطلاح فني يقصد به الشعر المستعار الذي يضعه الممثلون على رؤوسهم والرواية معربة عن أوبرا لاما سكوت لأروان ولحن أوبريت “كليوباترة وانطونيو” اقتبس هذه الأوبرا للمسرح العربي الأستاذان سليم نخلة ويونس القاضي وقدماها للسيدة منيرة المهدية التي قدمتها بدورها لسيد درويش لوضع موسيقاها ولكنه لم يلحن منها إلا الفصل الأول وقد حاول إتمام تلحينها في فصليها الثاني والثالث الأستاذ محمد عبد الوهاب.

الخلاصة أن سيد درويش وضع ألحانا للأوبربتات التي بلغ عددها العشرين منها تلك التي لحنها لفرقة نجيب الريحاني وهي ولو وإش ورن وقولوا له وفشر ولحن لفرقة علي الكسار راحت عليك ولسه وأم أربعة وأربعين والبربري في الجيش والهلال وجزء من أوبريت الانتخابات ولحن لفرقة منيرة المهدية كلها يومين والفصل الأول من أوبريت كليوباترا وأنطونيو ولحن لأولاد عكاشة الدرة اليتيمة وهدى وعبد الرحمن الناصر وإذا اعتبرنا أن في كل أوبريت عشرة ألحان فتكون مجموع ألحان الشيخ سيد في أوبراته العشرين مائتا لحن هذا بالإضافة إلى الأدوار والموشحات والأناشيد الوطنية والمونولوجات وغيرها من الألحان والأهازيج التي قدمها الشيخ سيد للموسيقى العربية.

لقد كان هدف الموسيقى المصرية قبل سيد درويش الطرب فقط ولكنه جعل منها رسالة أكبر وهي استخدام هذا الفن العظيم في الجهاد الوطني والإصلاح الاجتماعي هذا بالإضافة إلى ناحية التطريب في الموسيقى والغناء العربي على أن الطريقة التي سار عليها الشيخ سيد في ألحانه للأوبرا كانت منهجية صحيحة وكأنه متخرج من أرفع المعاهد الموسيقية فكان يتلوا النص الشعري أولا ليتفهم معانيه فهما دقيقا ثم يعيش في بيئته ويعاشر أبطاله ثم يأخذ في إلقاء النص الشعري إلقاء تمثيليا يناسب عباراته ومعانيه كأنه ممثلا على خشبة المسرح

وبعد ذلك يأخذ في إلباسه ثوبه الموسيقي الذي يناسبه ويقول سيد أن الموسيقى لغة عالمية ونحن نخطئ عندما نحاول أن نصبغها بصبغة محلية يجب أن يستمع الرجل اليوناني والرجل الفرنسي والرجل الذي يعيش في غابات أواسط أفريقيا إلى أي موسيقى عالمية فيفهم الموضوع الموسيقي ويتصور معانيه ويدرك ألغازه لذلك فقد قررت أن ألحن البروكة على هذا الأساس وسأعطيها الجو الذي يناسب وضعها والذي رسمه لها المؤلف سأضع لها موسيقى يفهمها العالم كله.

تجددت الروح في الطابع الأصيل للمزاج المصري وما زال النشيد الوطني المصري بلادي بلادي الذي لحنه في مطلع القرن 20 هو النشيد القومي لمصر اليوم والمصريون يفتخرون بذلك.

وفاته أم مقتله

انتهت حياة هذا الفنان الخالد يوم 10 أيلول (سبتمبر) من عام 1923 ( وهناك روايات كثيرة عن سبب وفاته ومنها أنه توفي بسبب جرعة زائدة من المخدرات ولكن أحفاده خرجوا ونفوا تلك الرواية مستندين على خطاب بخط يده يقول فيه لصديقه أنه اقلع عن السهر وكل ما يصاحبه وينصح صديقه بالتخلي عنهم واستندوا فيها أيضا على ما تم ذكره في مذكرات بديع خيري أن الشيخ سيد أقلع عن المخدرات ويظهر ذلك جليا في أغانيه التي تنصح الشعب بالابتعاد عن المخدرات أما الرواية المؤكدة بالأدلة أن سبب الوفاة هو تسمم مدبر من الانجليز أو الملك فؤاد بسبب أغاني سيد درويش التي تحث الشعب على الثورة وتوفي وهو له من العمر إحدى وثلاثون سنة وما أقصره من عمر وما أكثره من إنتاج وما أشقّه من جهاد في سبيل هذه الحياة القصيرة المتواضعة

سيد درويش في الأعمال الفنية

تناولت شخصيته بعدد من الأفلام والمسلسلات منها:

سيد درويش.. فنان الشعب وشعلة الموسيقى التي انطفأت مبكرا

 

  • ترك الدراسة بعد وفاه والده.. واشتغل في أعمال شاقة منها “حماّل” في محل لبيع الأثاث القديم و”عامل معمار”
  • كان معتزا بفنه أشد الاعتزاز.. وكان يقول عن نفسه “أنا لست أقل من الموسيقار الإيطالي فيردي.. أنا فيردي العرب”
  • العقاد: فضل سيد درويش على الموسيقى العربية أنه أدخل عنصر “البساطة” في التلحين والغناء
  • توفيق الحكيم: إنه لأمر عجيب أن يكون رجل مثل درويش بثقافته البسيطة “صورة عليا للفن”
  • باحث أكاديمي يطالب بإعادة فتح التحقيق في اغتيال درويش بـ”السم” عبر مؤامرة دبرها الاحتلال البريطاني

 

سيد درويش، الموسيقار المصري الأشهر، شعلة موسيقى انطفأت مبكرا، فقد عاش الرجل 31 عاما فقط، أنتج خلالها مئات الألحان الخالدة، وصار من أهم المجددين في الموسيقى العربية.

ترك درويش الدراسة مبكرا، فقد درس دراسة منتظمة لمدة عام واحد، ورغم تعليمه المتواضعة استطاع أن يحفر اسمه في تاريخ الفن العربي، بل صار أشهر من حملة الدكتوراه في مجال الموسيقى، وحاز بجدارة لقب “فنان الشعب”،

وُلِد السيد درويش البحر، وهذا هو اسمه الحقيقي، يوم 17 مارس 1892 في حيّ “كوم الدكة” بمدينة الإسكندرية، وهو حي شعبي متواضع يتوسط المدينة، ويقع على ربوة تجعل أهله في شبه عزلة عن أحياء الإسكندرية كلها، ذو أزقة ضيقة ودروب مظلمة وبيوت عتيقة تشير الى ما كان يعانيه سكانها من كفاح في سبيل الحياة.

وكانت أسرة درويش تعاني فقرا شديدا، إذ كان أبوه “درويش البحر” نجارا يكاد يجد قوت اسرته بصعوبة. ومع ذلك أراد الأب لابنه أن يسلك طريق العلم، وأن يلتحق بفئة “الأفندية” المتعلمين، ويصبح موجها دينيا أو معلما في المدارس الأهلية وقتها.

وبعد أن تعلم “سيد” القراءة والكتابة، وحفظ بعض أجزاء من القرآن الكريم في “كُتّاب” الحي، التحق بالمعهد الديني في الإسكندرية، تنفيذا لرغبة والده؛ وداوم على الدراسة في هذا المعهد سنة واحدة فقط توفّي خلالها الأب، ولم يخلّف له إلا بعض الديون والتزام بإعالة العائلة، فاضُطر إلى قطع دراسته، وراح يبحث عن عمل يعيش منه ويساعد أسرته الفقيرة.

وهكذا واجهت تلك العبقرية منذ نعومة أظفارها التحديات والمفاجآت التي كادت تهدد بالقضاء عليها في مهدها، لكن الشخصية الفذة التي كان يتمتع بها هذا الفنان جعلته قادراً على تحمل الصعاب ومواجهتها، فلم يكن يبالي أو يستنكف عن ممارسة أي عمل مهما كان نوعه، وربما كانت الحاجة الملحة تدفعه الى كسب قوته وقوت أسرته.

وكان أول عمل قام به هو “حماّل” في محل لبيع الأثاث القديم مع أحد أقاربه، ثم عمل مساعدًا لبائع دقيق، ثم صبيا لأحد “مُبيضي النحاس”، وهي مهنة قديمة اندثرت حاليا، ثم عامل معمار “مناولاً” في مجال البناء.

مطرب عمال البناء

تزوج درويش وهو في السادسة عشرة، ورّزق بطفل سماه “محمد البحر”، وصار مسؤولا عن عائلة أخرى، فضلا عن أسرته، فاشتغل عازف عود مع الفرق الموسيقية الصغيرة المتجولة في الإسكندرية، لكنه لم يوفق، فترك الفن مؤقتا إلى أعمال شتى أخرى.

وكان يهوى الغناء، ويترنّم خلال عمله الشاق في مجال المعمار بألحان قديمة معروفة، وكان زملاؤه من العمال يقبلون على عملهم بحماسة كبيرة أثناء سماعهم هذه الألحان، فسُرّ به المقاول، وأمره أن يكفّ عن العمل ويكتفي بالغناء فقط، وأصبحت هذه هي مهمته، فراح يغنّي طول نهاره للعمّال ويشجّعهم على عملهم، وعٌرف آنذاك بلقب “مطرب عمال البناء”.

وتصادف وجود الأخوين أمين وسليم عطا الله، وهما من أشهر المشتغلين بالفن في تلك الفترة، في مقهى قريب من الموقع الذي كان يعمل به درويش، فاسترعى انتباههما ما في صوت هذا العامل من قدرة وجمال، وكانت هذه هي الانطلاقة الأولى سببا في شعوره بموهبته الفنية، فترك مهنة المعمار، وعمل مغنيا على المسارح الصغيرة، وكان يؤدي وصلة غنائية قصيرة بين فصول المسرحيات.

وذاعت أغاني درويش حتى وصل إلى مسامع رائد المسرح الغنائي المصري آنذاك سلامة حجازي، الذي حرص على زيارته في الإسكندرية والاستماع إليه شخصيا عام 1914، وأبدى إعجابه بأسلوب درويش في التلحين وتنبأ له بمستقبل كبير ثم عرض عليه الانتقال إلى العاصمة القاهرة للعمل معه.

وفي عام 1917 ترك درويش الإسكندرية للإقامة في القاهرة، وأحيا أولى حفلاته الغنائية في مقهى شهير كان يسمى “الكونكورديا”، وحضر الحفلة عدد من الفنّانين، منهم الممثلون والمطربون، بعد أن اشتهر الموسيقي الشاب بحلاوة الصوت وروعة الأداء. وفي هذه الحفلة، خرج عن الطريقة القديمة المألوفة في تلحين الأغاني التي كانت تعتمد على “الآهات” التي ترددها الجوقة المصاحبة للمطرب، واختط لنفسه طريقا جديا في الموسيقى العربية أُطلق عليه فيما بعد اسم “الألحان التعبيرية”. وكانت هذه الطريقة غريبة على السمع المألوف وقتها، فانسحب أكثر الحاضرين استهجانًا لهذا اللون الموسيقي الجديد الذي اعتبروه خروجا على القواعد الفنية.

واشترك درويش مع الفرق التمثيلية ممثلا ومغنيا، فعمل مع فرقة “سليم عطا الله”، وسافر معها إلى سوريا ولبنان وفلسطين. وكان لهذه الرحلة أثر كبير في اكتسابه أصول الموسيقى العربية، إذ تتلمذ في مدينة “حلب” السورية على يد المطرب عثمان الموصلي.

ولمّا عاد الرجل إلى القاهرة، رسم لنفسه خطة جديدة في ميدان الغناء والمسرح، فلحن معظم أدواره وموشحاته التي عرّفت الناس بمدرسته الإبداعية الجديدة، واشتهرت أعماله شهرة كبيرة في سائر البلاد العربية وأصبحت المادة الثقافية الفنية لكل موسيقي.

انقلاب في عالم الموسيقى

لم يكن أثر سيد درويش في ميدان التّمثيل والأوبرا العربية بأقل من أثره في ميدان الموسيقى والموشح والدّور والطقطوقة والمونولوج الشعبي والأناشيد الوطنية وغيره من ألوان الغناء، فقد أضاف إلى هذه المآثر مأثرة جديدة وهي تلحين الأوبرا العربية، أولها “أوبرا شهرزاد” التي ظهرت للمرة الأولى في أواخر عام 1920 وأوائل العام 1921، وكانت بمثابة انقلاب في عالم الموسيقى العربية والألحان المسرحية. وكان الرجل معتزا بنفسه وبفنه أشد الاعتزاز، حيث أُثر عنه قوله “أنا لست أقل من فيردي (الموسيقار الإيطالي الشهير).. أنا فيردي العرب”!

كما لحّن أوبريت “العشرة الطيبة”، الذي ألّفه الأديب محمد تيمور ونظم أغانيه بديع خيري ومثله الفنان نجيب الريحاني وفقته، ولاقى نجاحا كبيرا، جعل من الموسيقار سيد درويش حديث الناس في كل مكان.

وكان هدف الموسيقى العربية قبل سيد درويش هو “التطّريب” فقط، ولكنه جعل منها مهنة أكبر وأسمى من ذلك، فقد استخدم هذا الفن في الجهاد الوطني والإصلاح الاجتماعي، بالإضافة إلى ناحية التّطريب في الموسيقى والغناء العربي، وكأنّه متخرّج في أرفع المعاهد الموسيقية.

وقال عنه الأديب الكبير عباس العقاد إن “فضْل سيد درويش على الموسيقى العربية أنه أدخل عنصر الحياة والبساطة في التلحين والغناء بعد أن كان هذا الفن مثقلاً كجميع الفنون الأخرى بأوقار من أسجاعه وأوضاعه وتقاليده وبديعياته وجناساته التي لا صلة بينها وبين الحياة، فجاء هذا النابغة الملهم فناسب بين الألفاظ والمعاني، وناسب بين المعاني والألحان، وناسب بين الألحان والحالات النفسية التي تعبّر عنها، بحيث نسمع الصوت الذي يضعه ويلحنه ويغنيه فنحسب أن كلماته ومعانيه وأنغامه وخوالجه قد تزاوجت منذ القدم فلم تفترق قط ولم نعرف لها صحبة غير هذه الصحبة اللزام. ولم يكن الغناء الفني كذلك منذ عرفناه”.

وكانت لأغانيه الوطنية دور كبير في إشعال ثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني، حيث لحّن وغنّى لأول مرة قصيدة “بلادي بلادي” التي كتبها الشاعر محمد يونس القاضي، والتي أصبحت بعد ذلك نشيدًا وطنيًا للبلاد، وكان مطلع هذه القصيدة مقتبس من خطبة ألقاها الزعيم الوطني مصطفى كامل، وقال فيها “بلادي بلادي لك حبي وفؤادي.. لك حياتي ووجودي”.

وكان الأديب توفيق الحكيم من أشد المعجبين بفن درويش، وتتبع خطاه في المسارح والمقاهي ليستمع إلى فنّه وليكتب عنه بعد ذلك قائلا كانت أغاني سيد درويش، وألحانه الشعبية تسري في الناس كسريان النار في الهشيم، ولكني ما كنت أرى منه أن هذا هو الذي يملؤه بالفخر. لقد كان تواقًا إلى الفن في صورته العلي، وأنه لأمر عجيب أن يكون رجل مثل سيد درويش بثقافته البسيطة صورة عليا للفن. إنني لا أعتقد أنه كان يتعمد التجديد قهرًا أو افتعالًا ولم أسمعه يتحدث في ذلك.. كما يتحدث أصحاب النظريات أو قادة النهضة، ولكن التجديد عنده فيما أرى كان شيئا متصلًا بفنه ممزوجًا به، لا حيلة له فيه، كان شيئًا يتدفق من ذات نفسه، كما يتدفق السيل الهابط من القمم، وكانت الألحان تنفجر منه كأنها تنفجر من ينبوع خفي”.

اغتيال “فنان الشعب”

رغم نجاحه الكبير، أدمن درويش تعاطي المخدرات، وخاصة مخدر “الكوكايين” الذي كان منتشرا وقتها، ولم يكن الناس يعتقدون أن له أضرارا، وللرجل أغنية مشهورة قال فيها صراحة: “شم الكوكايين خلاّني مسكين”، ونتيجة لذلك، تدهورت صحته يوما بعد يوم، حتى توفي بشكل مفاجئ يوم 10 سبتمبر عام 1923، عن 31 عاما فقطـ، وهز رحيله ربوع مصر كلها، نظرا لشهرته الواسعة، والدور الوطني الذي لعبنه أغانيه في المعترك السياسي العام.

وأثيرت أقاويل وشائعات بشأن وفاته المفاجئة، فقيل إنه مات مسموما بسبب خلافات شخصية مع أحد أصدقائه الذي دس له السم في الطعام، كما تردد أن البريطانيين كان لهم يد في ذلك، نظرا لدور درويش في إحياء الحس الوطني، وأغانيه المؤيدة لزعيم ثورة 19 سعد زغلول.

وقال المؤرخ الموسيقي محمود أحمد الحفني إن درويش “حُمل بسرعة إلى مثواه الأخير قبل أن بشعر أحد بموته ولم تحتفل بموكب تشييعه الدولة ولا الناس ولا الصحافة بل مضى خلسة في زمرة قليلة من المشيعين”.

وفي عام 2004، طالب باحث أكاديمي مصري بإعادة فتح ملف التحقيق في وفاة درويش بعد 81 عاما على وفاته، مرجحا “اغتياله وتصفيته جسديا” بسبب مواقفه السياسية التي أزعجت الاحتلال الإنجليزي.

وقال الدكتور هاني الحلواني، أستاذ السيناريو بمعهد السينما في القاهرة، إن “هناك قرائن جديدة “تشير الى اغتيال درويش وتصفيته جسديا بسبب اندماجه في الحركة الوطنية المصرية، حتى حصل على لقب فنان الشعب”، مشيرا إلى أن “بعض أغانيه كانت تتحول الى منشور سياسي غنائي أجبر سلطات الاحتلال الانجليزي والقصر على مطاردة كل من يتغنى بها، لذلك فمن المرجح اغتياله بالسم من خلال مؤامرة تورط فيها أحد أصدقاء درويش”.

واستعرض الباحث صدام درويش بالاحتلال البريطاني في سنواته الأخيرة بدءا من عام 1919، حيث أثبت أن بديع خيري كتب للموسيقار الراحل “أغان حماسية تعبر عن روح الثورة”، وأراد أن يطبعها في كتاب، لكن وزارة الداخلية منعت ذلك، وهو ما يؤكد أن الرجل مات اغتيالا.

البحث عن سيد درويش.. القديم - صحيفة الاتحادسيد درويش وإحياء الموسيقى العربية | ساقية

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.