رؤية نقدية حول واقع الصورة الصحفية في سلطنة عمان

فوتوغرافية الحدث
المبادرة الطلابية لنشر ثقافة الصورة الصحفية
ورقة عمل نادي التصوير الضوئي
رؤية نقدية حول واقع الصورة الصحفية في سلطنة عمان
يقدمهارشاد الوهيبي
الاحد 15 ابريل 2012م
مدرج الفهم – مركز جامعة السلطان قابوس الثقافي
مقدمة
تلعب الصورة الصحفية دوراً مهما في منظومة العمل الصحفي، وفي مجتمعنا العماني والعربي بشكل عام لا زالت الصورة الصحفية تبحث عن مفهوم متامكل يتماشى مع اهميتها ظمن المنظومة.
تستعرض هذه الورقة من على اربعة محاور واقع الصورة الصحفية في سلطنة عمان، من خلال تسليط الضوء على حقيقة وواقع القوى البشرية بمهنة الصحافة بشكل عام والتصوير الصحفي بشكل خاص، 
واستعراض لواقع المؤسسات المعنية بالتصوير الضوئي في السلطنة ومدى تحقق وتواجد المصور الضوئي العماني محليا واقليميا ودولياً
كما تعرج الورقة الى مدى الجاهزية التقنية ومدى توظيف التقنيات الحديثة في المهن المرتبطة بالتصوير الصحفي، 
واخيرا مصادر الصورة الصحفية في السلطنة ومدى تواجد الصورة الصحفية في مختلف قنوات الاعلام والصحافة المحلية.
المادة المعروضة تعبر عن وجهة نظر مقدم الورقة من خلال ممارسته للمهنة ومن خلال آراء مجموعة من المصوريين الصحفيين العاملين في المجال.
المحور الاولواقع القوى البشرية العاملة في مجال التصوير الصحفي
تعاني هياكل مختلف المؤسسات الصحفية في السلطنة من مجموعة من المعوقات والمشاكل اللتي تؤثر على جميع اجزاء هذا الهيكل ومختلف انتاجاته،
 وبالاخص الصورة الصحفية، اذ يلاحظ بشكل عام ضعف مستوى الصور الضوئية المستخدمة في جميع وسائل الصحافة المحلية،
 اذ مع وجود مختلف الوظائف الصحفية في المؤسسات (مسؤول التحرير، المحرر، المصور الصحفي، المخرج الصحفي، المدقق اللغوي)، 
تغيب وظيفة محرر الصور الضوئية والذي من المفترظ ان تعود الية مسؤولية تحرير مختلف الصور في المنظومة، وتوظيفها واستخدامها بالشكل الامثل.
وفي غالب الاحيان تعود مهمة اختيار الصورة الى المحرر الذي قام بكتابة المادة وتحريرها، ويغيب دور المصور في وضع وتأطير رؤيته (في اطار فريق العملفي الموضوع الصحفي المنفذ، 
مع الاخذ في الاعتبار ضعف الرؤية لدى المحرر في ما يخص ثقافة الصورةالنظره هذه تظع المصور في اسفل الهرم الوظيفي في اطار العمل الصحفي، 
ولا يعتد برأيه في مسألة التحرير، يقودنا ذلك الى معرفة سبب تدني اجور المصورين بشكل عام ومحدودية مردودهم المادي من خلال المهنة اللتي يمارسونها
معظم المصورين الصحفيين يمارسون التصوير كمهنه فقط من دون اي طموح للابداع، ومن دون وجود اي برنامج لتطوير قدراتهم ومهاراتهم.
المحور الثانيالتصوير الضوئي في سلطنة عمان
يعد فن التصوير الضوئي من الفنون الواسعة الانتشار والممارسة من قبل مجموعة كبيرة من الشباب في السلطنة وهنالك اقبال كبير على ممراسته، 
وتسهم جمعية التصوير (سابقا نادي التصوير الضوئي التابع للجمعية العمانية للفنون التشكيليةفي ايجاد وسط يمارس به الهواة التصوير الضوئي بشكل منظم 
من خلال برنامج اسبوعي يتيح لهم تطوير مهاراتهم وعرض ابداعاتهمالجمعية هي ممثل السلطنة الرسمي في الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي (الفياب  FIAP)  وتشارك في مختلف فعاليات وبرامج الفياب منذ انظمام (نادي التصوير الضوئي التابع للجمعية العمانية للفنون التشكيلية سابقا، قدمت هذه الورقه قبل انشاء جمعية التصوير الضوئي)  له في العام 1993 مع اشهار تشكيله، وقدد تحقق للجمعية تواجد مميز في مختلف المسابقات والفعاليات اللني ينضمها الاتحاد من خلال مجموعة كبيرة من الجوائز اللتي تحصل عليها النادي واعضائه.
منذ تأسيس النادي وحتى ابريل 2012م، حقق اعضاء النادي 125 انجازا دوليا تحت مظلة الفياب ل73 مصوراً ومصورة،
 وقد جائة الانجازات فردية وجماعية حسب نوع المسابقة والمشاركةهذا الكم من الجوائز يعكس المستوى الفني الراقي اللذي يتمتع به المصور الضوئي العماني ويأكد حضوره في عالم التصوير الضوئي دوليا.
لكن، عند الحديث عن التصوير الصحفي العماني هنالك غياب واضح للمصور العماني، اذ لا يوجد اي مصور عماني يراسل اي وكالة انباء عالمية، وقبل ذلك لا توجد جهة تعتني بالتصوير الصحفي،
 حيث يميل اعضاء نادي التصوير الضوئي الى التصوير الفني، ولا يقع التصوير الصحفي في محور اهتمامهم، كما لايتواجد المصورين الصحفيون كأعضاء في النادي 
ويفتقر النادي لمشاركتهم وتفاعلهم في فعالياته وبرامجه.
كما ان دور جمعية الصحفيين العمانية غاب بشكل واضح وصريح  في الاهتمام بهذا الركن من اركان العمل الصحفي، اذ لا يوجد اي برنامج او فعالية تنظمها الجمعية  للمصورين الضوئيين الصحفيين، 
كما يغيب تفاعل المصورين الصحفيين مع الجمعية.
من الناحية الاكاديمية والتعليمية، يدرس التصوير الضوئي في الكلية التقنية العليا، اذ تطرحه الكلية كبرنامج دبلوم يمنح مخرجاته القدرة على العمل في وظائف فنية وتقنية في مجال التصوير، 
كما بامكان الخريج العمل كمصور ضوئي مبتدأالجدول (1) يوضح اعداد هذه المخرجات من العام 2007م وحتى الآن.
 
 
تخرج من البرنامج حتى الآن 38 طالب وطالبة، وللاسف يعمل 3 فقط منهم في مؤسسات صحفية (7.9% من الخريجين فقط)، 
ما يعكس ضعف اهتمام مختلف المؤسسات الصحفية في الاستثمار بمخرجات مؤهلة في مجال التصوير الضوئي.
 يجب ان نشير ان شهادة الدبلوم ليست مؤهلا مباشراً للعمل كمصور صحفي ولكنها تمنح اساسيات البداية في هذا المجال.
فيما يخص جامعة السلطان قابوس، يطرح قسم الاعلام في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية مقرراً وحيدا في مجال التصوير هو مقرر التصوير الضوئي (اعلم 3111)،
 وهو مقرر يطرح بمستوى مبتدأ بثلاث ساعات اكاديمية واربع ساعات تدريسية، يطرح مرة واحدة في العام الاكاديمي كمتطلب قسم.
المحور الثالثالجاهزية التقنية لدى المؤسسات الصحفية
تتوافر مع المؤسسات الصحفية تقنيات لا بأس بها في ما يخص معدات التصوير والعدسات والاكسسوارات، لكنها تفتقر بعضها في بعض المجالات الدقيقة،
 اذ تفتقر معظم المؤسسات للعدسات المناسبة لمارسة التصوير الرياضي (العدسات الطويلة: 300mm, 400mm) ما ينتج عنه ضعف في مستوى الصورة المتوافرة في هذا المجال.
ومن الجانب الآخر، يفتقد بعض المصورون للمبادرة في حالة توافر المعدات، ويتخوف البعض من استخدام هذه المعدات المكلفة، او انهم لا يسعون الى تطوير مهاراتهم سواءً في هذا المجال او غيره من انواع التصوير.
تبقى المشكلة الاكبر تقنيا، هي غياب الارشيف المنظم عن المؤسسات الصحفية في السلطنة،
 اذ تأرشف الصور عن طريق مبادرات فردية من قبل العاملين في المؤسسة، ولا توجد معايير منظمة ومحكمة في حفظ وارشفة الصور،
 ما ينتج عنه صعوبة الرجوع والاستفادة من هذا الكم من المعلومات والوثائق والصور.
ما ذكر يؤكد غياب النظرة الشمولية لتطوير التقنيات المستخدمة في مجال التصوير الضوئي في مختلف المؤسسات الصحفية،
 بما يظمن مواكبة التقنيات الحديثة وموائمة التقنيات لمستويات الانتاج في المؤسسات.
المحور الرابعمصادر الصورة الصحفية في سلطنة عمان
تستفيد المؤسسات الصحفية في السلطنة من مجموعة من المصادر الصحفية لسد احتياجها لاستخدام الصور الفوتوغرافية،
 سواءً من وكالات الانباء العالمية او من وكالة الانباء العمانية وشبكة مراسليها المحليين او عن طريق طاقم التصوير المتواجد في هذه المؤسسات.
 كما تسهم دوائر الاعلام في مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة يتوفير المادة الخبرية والمصورة المتعلقة ببرامجا وانشطتها لمختلف المؤسسات الصحفية في السلطنة.
ما تفتقده الصورة والمصور فيما يتعلق بالنشر هو تغييب حق المصور، اذ لا يذكر اسم  المصور مع الصورة في غالب الاحيان، سواء مع الاستخدام الاول او حتى مع اعادة استخدام الصورة.
 فيما تضمن المؤسسات لدى الغرب هذا الحق للمصور، لا بل يكافأ ماديا عن كل مرة تنشر او تستخدم فيها الصورة، او حتى بعد وفاة صاحب الصورة اذ ينتقل الحق الى ذويه.
كما يسهم بعض المصورين الهواة في توفير الصور لمؤسسات الصحفية ونذكر منهم المصور الضوئي خميس بن علي المحاربي، 
والذي دأب على توفير مادة مصورة ومكتوبة باكثر من طريقة ولعدد مختلف من المؤسسات الصحفية في السلطنة ولمواقع مختلفة من السلطنة في قالب فني صحافي.
 لكن يعاني المصورون الهواة من تغييب حقوقهم بشده في استخدام او اعادة استخدام الصور وتصل المسألة في كثير من الاحيان الآ اساءة الاستخدام وبدون علم المصور.
اذ يحدث ان يقوم المصور بتوفير صور للصحيفة لتستخدم في موضوع صحفي محدد (تحقيق، حوار، ….) ويتفاجأ بعد ايام معدودة باستخدام صورته كخلفية لقصيدة او موضوع لا يمت للصورة بصلة.
 كما تصل الامور في بعض الحالات الى تسريب الصورة الى خارج المؤسسة، 
نذكر هنا ان قامت احدى المؤسسات بتسريب صورة للمصور أحمد البوسعيدي لسد وادي ضيقة (صورة رقم 1) بعد ان قام يتوفير الصورة لهم لنشرها في في الصحيفة، 
لكنه تفاجأ عن طريق الصدفة اثناء تواجده في احد معامل التصوير انهم يطبعون الصورة بحجم كبير، وعند استفساره افادوه بالمصدر وتبين لاحقا تسريبها من الصحيفة.
 
 

الخلاصة
لا يوجد تصوير صحفي في سلطنة عمان، ما يمارس هو توثيق وتسجيل لفعاليات واحداث مختلفة.
هنالك غياب واضح لتأهيل المصورين الصحفيين من قبل جميع المؤسسات الصحفية في السلطنة.
معظم المؤسسات الصحفية تفتقد الى ارشيف منظم للصور، و آثار هذا الغياب ستظهر مستقبلا، كون هذه الصورة ايا كان مستواها هي وثائق لاحداث عمانية.
غياب وظيفة محرر الصور الصحفية ساهم بشكل مباشر في تدني مستوى الصور في مختلف وسائل الاعلام المحلية.
هنالك عدم ثقة في قدرات وامكانيات المصور الضوئي العماني (الصحفي والفني).
لا يوجد نظام يحدد كيفية استخدام الصور بما يحفظ حق المصور، ومعظم المؤسسات الصحفية لا تعي معنى (ملكية فكريةولا تعي الحق القانوني والادبي للمصور وصورته.
لا يوجد مؤسسة مستقلة ترعى التصوير الفوتوغرافي في السلطنة بشكل فعال يتناسب معى مدى الاهتمام من قبل ممارسي ومحبي التصوير، 
وبما يضمن نتمية التصوير بمهنة وهواية ممارسة مستقلة عن غيرها من الفنون.
التوصيات:
لا بد من ايجاد كيان مستقل لرعاية التصوير الفوتوغرافي في السلطنة (الصحفي والفني).
ايجاد هيكل واضح لأقسام التصوير بمختلف المؤسسات الصحفية والعمل على تطوير هياكل المؤسسا الصحفية بشكل عام بما يضمن ممارسة صحفية مهنية منتجة.
تأهيل المصورين الصحفيين العاملين في مختلف وسائل الاعلام المحلية.
الاستعانة بمخرجات مؤسسات التعليم العالي من تخصص التصوير الفوتوغرافي.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.