ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏لا يتوفر وصف للصورة.لا يتوفر وصف للصورة.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏منظر داخلي‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏منظر داخلي‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
لا يتوفر وصف للصورة.
لا يتوفر وصف للصورة.
+‏٥‏
Manal Zaffour

من حكايا سوريا والسوريين…
حكاية “السوري ابن السما”…
عنجد ياسوريين الله خلقكن وكسر القالب!!!!!
جملة الها حكاية بتاريخنا القديم….
السوريين أنصاف اﻵلهة … أبناء السماء ….أبناء الحياة….
بأساطير الخلق والتكوين السورية العراقية ( السومرية والفينيقية والكنعانية واﻷوغاريتية والبابلية ووو.الخ.) … بتشرحلنا أفكار أجدادنا القدماء عن بداية خلق وتكوين الكون واﻹنسان وفهمن للقدرة اﻹﻻهية.. و بتحكيلنا عن نظرة اﻹنسان السوري للعالم وأهمية اﻵلهة وتمجيدها وكيف خلقت البشر لخدمتها ولحمل عبء العمل عنها ..وبتثبتلنا مقدرة أجدادنا على الملاحظة الذكية والتفاعل الكبير مع كلشيء حواليهن من ظواهر طبيعية أرضية وكونية وادراكن وانتباهن الها واستخلاص نتائج عظيمة وصلتهن لوعي و إبداع فكري وثقافي وحضاري ملفت وغير مسبوق…
من ملحمة اﻹينوما إيليش “” عندما في اﻷعالي”” البابلية المؤلفة من1100سطر والمنقوشة على سبعة ألواح ” رقيمات ” بيرجع تاريخها ل5000 سنة (اﻷلف التالت ق.م).. ومن اللوح السادس رح احكيلكن الحكاية :
بتقول حكايتنا ..انو بعد ما انفصلت السماء (آن..آنو ) عن اﻷرض (كي ..جيا) وصدر ضوء القمر ( سن..نانا) وضوء الشمس ( أوتو..شمش) .. قام اله الهواء (انليل..ليل ) مع بقية اﻵلهة بخلق مظاهر الحياة التانية وخلق المخلوقات واﻹنسان..وهالنص بيأكد إنو المخلوق الجديد (اﻹنسان) فيه شبه من خالقه ..وهالشبه هو بالعقل والقدرة على الخلق واﻹبداع وبهالشي اتميز عن باقي المخلوقات البهائمية القديمة…..اﻹقتباس :
…وبيقوم اﻹله آنكي (آنجي..مردوخ) (ملك السموات واﻷرض ..ابن اﻹله آيا..اله الحكمة) وبيخبر أبوه عن نيته بخلق لوللو (اﻹنسان) ليحمل عبء العمل عن اﻵلهة (يعني تقررت مهمته قبل وجوده…وهي.العمل )..فبيقترح آيا انو يمزج شوي من دم أحد اﻵلهة مع الطين لصنع اﻹنسان وقال آيا :
“سأصنع اﻹنسان ليحمل عبء العمل عن اﻵلهة” ..ونادى على أمه وقال لها :
“” قرري يا أمي مصير اﻹنسان..وارسمي عليه صورة اﻵلهة.””
ونادى أولا على آلهة النسل والولادة ( نن ماخ ..مامي) للحضور فهي الموكلة بالخلق والولادة وقال لها :
” أنت الرحم اﻷول خالقة الكائنات ..اخلقي اﻹنسان اﻷول من أجل أن يحمل النير سلة عمل اﻵلهة..يجب أن يحملها..”
فقالت مامي : “ليس بمقدوري أبدا أن أفعل ذلك..إن المقدرة بيد آيا ..يا ليته يعطي الطين ﻷعمله..”
وقال آيا :
“سأقيم طقوس الغسيل ..سأقيم طقوس الحمام..وسنأخذ دم أحد اﻵلهة ..اذ ﻻبد للطين من روح…جسد اﻹنسان سيكون من الطين وروحه ستكون من اله ..”
وأخذت مامي (ننماخ) دماء اﻹله كينجو زوج تيامات ..و خلطتها بطين الصلصال وأخذت تقرأ تعويذة الخلق وبجوارها آيا يلقنها هذه التعاويذ ..فصنعت 14 قطعة من الطين وفصلت بين سبع وسبع بآجر اللبن (القالب)..ثم بصقت بالمجموعة اﻷولى وأسمتها (أوليكار) فكان رجل الخير ..وبصقت بالمجموعة الثانية و أسمتها (زالاكار) فكانت امرأة الخير..وأسمت اﻹثنين ب (لوللو) اللذي سيكون اسمه اﻹنسان..ففتح عينيه وكلمته مامي ونطق بأول اﻷصوات..
وفرحت جميع اﻵلهة بهالكائن الجديد وصار كل اله يوهب هالمخلوق الجديد صفة من صفاته.. فأعطاه آيا العقل والحكمة ..واعطاه كوثروحاسيس القدرة على العمل والمهارة والحذاقة والفن واﻹبداع..وتوالت العطايا والهبات والهدايا من اﻵلهة للإنسان..وأعطوه كل شيء إﻻ الخلود وجعلوا شبح الموت يسكن بجسده ليذكره بالموت طالما هو على قيد الحياة…..
وبعد ماخلصت مامي عملية خلق اﻹنسان حاول أنكي من شدة اعجابه بالمخلوق الجديد انو يقلدها ويخلق بعض المخلوقات ..بس بكل مرة كان يحصل على مخلوق ناقص وعاجز ..فطلب من مامي انو تساعد مخلوقاته الناقصة العاجزة..لكن ننماخ ولحكمة من آيا خلاها تكسر القالب (الصورة ..آجر اللبن) وتنسى تعويذة الخلق..
ومع هيك حاولت تساعد مخلوق أنكي ..فكلمتو ولكن عجز عن اﻹجابة وقدمتلو خبز لياكل ولكنه عجز انو يمد إيدو ليتناولا وكان عاجز إنو يقعد أو يقوم أو يثني ركبه (احد النفسيرات لقصة خلق الحيوان). ….واتذكرت مامي انو ما اعطت اﻹنسان سر الخلود فرجعت ووهبته القدرة على الخلق والتناسل والولادة..تعويض عن الخلود .. ولتضمن استمرار وجوده على اﻷرض..
وهيك خلق اﻹنسان واكتملت صفاته..واللي اهما انو هو نصف الاهي سماوي ونصف أرضي..(لهيك السوريين بينادوا لبعض ب..يا ابن السما..يا ابن الله) (ولمن انتشرو بكل مكان كانوا يسموهن اﻷسياد أنصاف اﻵلهة..ﻷنن كانوا يعلموهن المعرفة واﻹبداع والفكر والخير والمحبة والعطاء..وهي ميزة اﻹنسان السوري الحقيقي)
وفعلا بعد ما ( ننماخ) مامي خلقت اﻹنسان …كسرت القالب..ونسيت نعويذة الخلق لحتى ما يخلق بعد اﻹنسان مخلوق تاني متلو وبيشبهو ..ومن هون درجت هالكلمة عند السوريين لمن بدن يمدحوا بعض بيقولو:
“السوري الله خلقو وكسر القالب”
فيا سوريين بكل الجغرافيا السورية وبسوريا الطبيعية.. يا أنصاف اﻵلهة يا أبناء السماء يا أبناء الحياة …خلاصكن هو بالتمسك بفكركن السوري الأصيل والعظيم وثقافتكن اﻹنسانية الخيرة وحضارتكن الراقية وتميزكم القديم والمستمر وقدرتكن على اﻹبداع واﻹبتكار والعطاء للإنسانية وصنع الخير والسلام عالأرض ..لا تسمحوا للفكر المتخلف الضلالي الجاهل يقسمنا ويفتتنا ويدمرنا..ارجعوا ﻷصلكن السوري الحقيقي ..السوري اللي الله خلقو وكسر القالب..لتنهض سوريا وتتعمر وتحيا بجهودكن…. وتحيا سوريا والسوريين..
وتحيا سوريا…..

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.