لا يتوفر وصف للصورة.

لا يتوفر وصف للصورة.

من حكايا جزيرتنا الفراتية…

وحشاة الذكر..نحنا ولاد القمح والدجن…
كتير منسمع هالجملة او هالحلفان بمختلف مناطق سوريا… هالجملة الها معنى كبير ومهم جداََ واصل وفصل.. وعمرها من عمر قمح ودجن أجدادنا..
رح احكيلكن حكايتها..
بعد اكتشاف مملكة ايمار او بارباليسوس او ايمار بالس (مسكنة حالياََ) بمنطقة الفرات الأوسط.. المبنية على شكل مدرجات ومصاطب مشرفة عالفرات.. اكتشفوا العديد من النصوص المنقوشة بالسومرية والآكادية على ألواح طينية بترجع بتاريخها للألفين الثالث والثاني ق. م.. و اشتهرت هالنصوص باسم (محفوظات ايمار) و فيها كتير تفاصيل عن طقوس الحياة الاجتماعية والاعياد بمنطقة الفرات.. واللي استمروا أجدادنا بممارستها حتى العهد البيزنطي.. وكانت لايمار آلهتها المهمة والمقدسة وهنن طبعا َ الإله دجن (اله الحبوب والقمح.. حكيتلكن عنو سابقاََ) ونينوريتا (اله الرياح) وعشتار (آلهة الحياة).. وكان للإله دجن بايمار لقب هو الذكر (بتسكين الذال) =يعني المبجل وصاحب القدر المكنى باطيب واحسن الأسماء.. ويعني القمح..
وكانوا أجدادنا بايمار يحلفوا او يستخدموا هالجملة حشاة الذكر (طبعاََ ورثناها من لهجتنا العامية) لمن بيكونوا مضطرين يذكروا كلام او شيء سيء.. مابيليق معها ذكر اسم الإله دجن (اللي هو النعمة القمح) ..
وكان من أهم أعياد ايمار عيد للإله دجن اسمه عيد الذكر..
وفي شرح مفصل عن هالعيد موجود علي رقيم مسماري مؤلف من 214 سطر… وهو احتفال سنوي بيصير بيوم اكمال القمر لدورة كاملة (سنة حسب الشهور القمرية) وبيكون تقريبا َ بشهر حزيران شهر حصاد القمح.. وهو بيمثل دورة فصول السنة… و بيتكرر هالعيد مرة كل سنة.. وكل سبع سنين بيحتفلو بعيد الذكر الكبير..
ومن طقوس هالعيد انو بيصير مهرجان كبير وضخم بيشاركوا فيه كل اهل المدينة وطبعاََ بتتصدر المهرجان تماثيل آلهتهن المحبوبة وخاصة الإله دجن صاحب العيد.. و بيطلعوا الناس برا أسوار المدينة وبيقدموا الأضاحي والندور والقرابين وبيعملوا موائد طعام جماعية من الخراف والعجول والدواجن.. والحلو انهن كانوا يلكوا ايديهن بدم الأضاحي وبيطبعوها على حجارة بيوتهن ومعابدهن (شايفين هالعادة من وين اصلها).. وطبعا بيكون الاحتفال بالرقص والغناء والدبكة وبيشعلوا نار وبخور وبيرشوا العطر وماء الورد ا(بينقعوا الورد بالماء تحت ضو القمر قبل يوم من العيد =هاد كان ماء وردهن).. على الطاولات وتماثيل الآلهة وبيكرموا الآلهة بقرابين الخبز والبيرة .. أما قرابين الخبز واللحم والحنطة المطبوخة كانوا يوزعوها عالناس.. يعني هالطقوس كتير بتشبه طقوس عيد الرابع بنيسان اللي بعدن لهلأ أهلنا بيحتفلوا فيه بالقرى والارياف….
وهيدا كان واحد من أعياد واحتفالات أجدادنا بالقمح والدجن.. اللي بقي منو شوية طقوس و كلمة (حشاة الدكر) ….ولا تقولولي حشاة الدكر مو وقت هالحكي هلا!!!!!
وحييتوا ياسوريين
وتحيا سوري…

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏سماء‏، ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏ و‏طبيعة‏‏‏
لا يتوفر وصف للصورة.
لا يتوفر وصف للصورة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.