ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏نص‏‏‏
التشكيلي اليمني زكي اليافعي
لوحة رجل يقرأ القرآن في المسجد.. أقرب أعمالي إلى قلبي
 18/06/2020
المرسم – زياد الدغاري

فنان تشكيلي يمني متفرد، ومتميز بأسلوبه الواقعي، ويجيد استخدام لغة الألوان لملامح تكوين الوجوه، ومكونات التراث الأصيل، وتفاصيل البيئة الريفية، وتجليات المكان والزمان. جعل الفنان زكي اليافعي أعماله تنطق بمشاعر الناس وأحاسيسهم، وتزخر بالرسائل النبيلة التي يحاول إيصالها إلى المتلقي، وتمتلئ بالصور والمعاني، وتحتشد بالقصص والحكايات.
* تصنف ضمن أهم أبرز الفنانين التشكيليين في اليمن اليوم الذين تميزوا وبرزوا من خلال استخدام التقنيات الحديثة في إنتاج أعمالهم، دعنا والقراء نتعرف عليك أكثر؟
أنا فنان عصامي أن جاز الوصف من أبناء يافع، شمال شرق عدن، واعشق الفن حتى أصبح جزءاً مهماً وأساسياً في حياتي لا استطيع التخلي عنه لأني أشعر من خلاله بالسعادة وجمال الحياة.
والتحقت بالعديد من الدورات وورش العمل في مجال الفن التشكيلي في اليمن والخليج، كما شاركت في العديد من المعارض المحلية والدولية، وقمت بتمثيل بلادي في العديد من المحافل الفنية.
والحمد لله حققت العديد من أعمالي نجاحاً جيداً، وحظيت لوحاتي بالانتشار في العديد من دول العالم، حتى أنها وصلت إلى أماكن وصروح مهمة كمبنى الأمم المتحدة.
* متى بدأ شغفك بالفن التشكيلي على الرغم من أنك قد درست الطيران؟
بدأت أميل للرسم منذ سن الطفولة، ومنذ أمسكت القلم الرصاص، وظهر اهتمامي بالرسم بوضوح من خلال رسم أشياء مختلفة مثل الحيوانات حسب اهتمامات المرحلة العمرية، وكبرت وكذلك أحلامي، وفتحت ذهني على جوانب مختلفة واهتماماتي متنوعة.
وبحكم تراكم الخبرة، وتشجيع الأهل والمعلمين، ازداد عشقي للرسم، وتنوعت مساهماتي أيام الدراسة بين رسم وسائل الإيضاح التعليمية في المدرسة ثم في الكلية، والمشاركة في المعارض السنوية. وبعد إنهائي للثانوية العامة، قادتني الرياح للالتحاق بكلية الطيران على الرغم من اهتماماتي وشغفي بالفن، لكن ومن حسن الحظ لم يخفت بريق الفن في داخلي بعد التحاقي بكلية الطيران، وظل الولع بالفن شعلة متقدة.
ومن خلال القراءة والبحث والاطلاع على المدارس الفكرية وروادها، والتأمل الطويل لأعمال ولوحات عالمية، ومحاولتي المستمرة لتحليل كل الألوان والنسب والمقاييس والمنظور والتشريح. كل ذلك أسهم في إحداث نقلة نوعية في مسيرتي المتواضعة.
* من الشخصية أو الشخصيات الفنية التي تستهويك أعمالهم، وكان لها أثر في مسيرتك الفنية؟
اعتقد أن أعمال ولوحات ليوناردو دافنشي ورامبرانت، تركت في نفسي أثراً كبيراً مما جعلني دائم البحث عن أعمالهما.
* ما هي أول لوحاتك؟ وما هي اللوحة الأقرب إلى قلبك؟ وما أهم الخامات التي تستخدمها في رسم لوحاتك؟
اقرب اللوحات إلى قلبي هي لوحة لرجل في مسجد يقرأ القرآن في لحظة روحانية مع الله سبحانه وتعالى. وهذه اللوحة عزيزة على قلبي لأنها أول لوحة أشارك بها في معرض فني. وقد حققت هذه اللوحة انتشاراً كبيراً لما تحويه من تفاصيل تعكس الحالة الروحانية والإنسانية، وظهور الآيات القرآنية في المصحف مكتوبة بدقة كبيرة.
متى تحب أن ترسم وهل هناك وقت محدد للرسم؟ هل يهم المكان كموضوع في لوحاتك؟
في العادة وقت الرسم والانعزال في المرسم يعود للحالة المزاجية، لكنني أنجزت معظم أعمالي في فترات مسائية، وربما ذلك يعود للهدوء الجميل الذي يمكن أن نجده في أوقات المساء، خصوصاً أن ليس هناك ما يقطع لحظات الاستماع إلى الأنغام الموسيقية بينما أنهمك وانغمس في العمل.
* كفنان تشكيلي، إلى أي مدرسة فنية تنتمي؟
المدرسة التي أميل إليها هي الواقعية والتأثيرية، وهذا يرجع لأسباب عدة في تقديري أهمها إن شخصيتي ذاتها تميل للواقعية، وتميل للوضوح والصراحة والمباشرة بعيداً عن الإيحاء والتعبير بالرموز، إضافة إلى عشقي لتجليات الجمال الإنساني، وقيم الحضارة، والعمارة، والمهن، وغيرها من المكونات التي تفهمها جميع الشرائح والفئات، وتستهويني وأوظفها في لوحاتي.
* ما الرسائل التي تود توجيهها من خلال فنك ولوحاتك؟
أحرص على أن أظهر الجوانب الجمالية في البيئة المحلية خصوصاً جمال الإنسان الذي ينعكس في قيمه، ومشاعره، وحكاياته، وتعاملاته، وكفاحه اليومي، وأصالته، وحضارته الإنسانية الموغلة في القدم.
أحاول أن أنقل الجانب الجميل من اليمن، فهي بلد ذات جمال طبيعي أخاذ، وتزخر بموروث تاريخي طويل، وقيم إنسانية ثرية. ولذلك فأنا أعتقد أن الفنان اليمني محظوظ بوجود هذا التنوع والبيئة الثرية التي تُعدُّ موضوع لوحة في متناول اليد في كل حين، فيجد الفنان حوله تنوع هائلاً يكونه ويصنعه التنوع في المهن والحرف الشعبية، والنقوش الغنية، والأهازيج الشعبية، وغيرها.
* تتنوع أعمالك بين التراث بمختلف تجلياته، والملامح الجمالية للمكان والبيئة المحلية، وهوية الإنسان اليمني.. لكن ما الذي يشد ريشتك لرسم ملامح الوجوه بصفة خاصة؟
رسمي للوجوه هو توثيق لجيل يحمل قيم الأصالة في كل جزء في حياته من الأزياء والعادات والسلوكيات. تقرأ في جباه الناس خرائط الزمن، وحكايات التاريخ، وقصص الكفاح، والروح العفوية، والسريرة النقية.
* نالت لوحتك “الحالمة” التي أنجزتها حديثاً استحسان وانتشار كبيرين.. ما هي رؤيتك التصويرية لرسم المدن؟
لوحتي “الحالمه” كانت محاولة مني لإعطاء مدينة تعز وقلعتها الشامخة ما تستحقه من تكريم، فهي موطن للعلم والمعرفة والفنون والصبر والكفاح، ومحبتي لها ولأهلها كبيرة.
* كيف تصف دور الفن التشكيلي في التقارب والتواصل بين الشعوب؟
الفنون بصفة عامة هي لغة مشتركة، ولغة ناعمة تتسرب إلى النفوس، وتغزو القلوب بدون استئذان، ولا تعترف بالحدود الجغرافية أو السياسية، ولا بالعرق أو اللون.. الفن باختصار هو لغة الروح والإحساس.
* ماذا عن المعرض الثنائي «إطلالة» الذي نفذته بالتعاون مع الفنانة التشكيلية السعودية نوال السريحي في جدة؟
كان المعرض التشكيلي “إطلالة” مع الفنانة التشكيلية نوال السريحي تجربة جميلة ومميزة، بل أستطيع القول بأنه من أجمل تجاربي بالنسبة للمعارض التشكيلية، وكان المعرض ناجح بكل المقاييس, ومن خلالكم أوجه للزميلة نوال السريحي تحية تقدير واحترام.
* كيف تقيم حركة الفن التشكيلي ومساراته في اليمن في الوقت الراهن؟
شهدت اليمن حركة تشكيلية قوية، وبرزت أسماء وقامات كبيرة عديدة في هذا المجال، ولكن مشكلتنا الأبرز تكمن في ضعف تلقي الفن التشكيلي، وضعف حضور هذا النوع من الفنون على الساحة، حيث يعاني المشهد الفني التشكيلي من انخفاض مستوى الذائقة الفنية لدى المتلقي، فضلاَ عن الصورة النمطية القاصرة لدى الملتقي تجاه الفنون التشكيلية وعدم تمييز الأعمال الحقيقية من الأعمال غير الحقيقية.
* ما أبرز العراقيل التي تعترض طريق الفنانون التشكيليون في اليمن؟
أبرز العراقيل التي تعترض طريق الفنانين التشكيليين هو الغياب التام للوحة والعمل الفني في مقتنيات اليمني، والعربي بشكل عام، وهو ما ينعكس سلباً على إنتاج الفنانين. كما أن اللوحة ليس لها مكان في مقتنيات الشركات أو التجار, فضلاً عن غياب الصالات والمعارض، والورش، والكليات، والمعاهد.

لمن اراد قراءة الحوار اليكم الرابط ..

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏نص‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏بما في ذلك ‏‎Zaki Yafi‎‏‏‏

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.