ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏سماء‏، ‏سحاب‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
دراسة قيمة عن حقيقة لون قصر البارون وأصول فن الترميم….
شكرا المهندس الأستشاري Tariq Al Murri
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏سماء‏، ‏سحاب‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏ و‏منظر داخلي‏‏‏
+‏١٠‏
Tariq Al Murri

حدوتة قبل النوم ..

قصر البارون … واشكالية اللون المهبب اللي دمر الأثر تدميرا بصريا شنيعا …. الا لعنة الله على الابراج …. والله يجازي اللى كان السبب

قصر أو فيللا مساحة الدور فيها 340 مترا عبارة عن دورين وبدروم وسطح
تقول الاسطورة ان البارون امبان زار معرض العمارة العالمي بباريس واعجب بمعرض المعماري مارسيل الذى اشترى منه ثلاث قصور منها هذا القصر.
القصر مبنى بالخرسانة المسلحة ومزين بتماثيل وزخارف على الطراز الكمبودى الهندوسي وبنى على تلة من الرمال مواجه لواحة هليوبوليس ومن خلفه الصحراء وكان يجاوره قصر شريكه باغوص نوبار باشا والذي صمم وبنى على الطراز النيومملوك (إدارة الشئون المعنوية الآن تابع لمؤسسة الجيش) ويقابله على الجانب الآخر من الطريق قصر السلطانة ملك (مدرسة مصر الجديدة العامة بنات الآن)
البارون البلجيكى الذى أنشأ مترو باريس ومصانع عدة بالهند والصين وأدخل فيه المترو، جاء مصر وأنشأ فى الصحراء ضاحية من ضواحى القاهرة على الطراز الإسلامي فقد استعان بمهندسي الأوقاف تحت إشراف مهندس حديث التخرج من بروكسل قام بتخطيط وتصميم ضاحية هليوبوليس، وفى العقد المبرم بينه وبين الحكومة المصرية نص بإنشاء مترو كهربائي يصل بين الضاحية الجديدة وبين الأزبكية فى 12 دقيقة، وكان نتيجة لهذا الاتفاق تم شق شارع الأزهر تحت اشراف لجنة حفظ الآثار العربية فتم شقه متموجا لتفادي هدم أي من الآثار المسجلة، المهم ان الراجل واضح إنه شرب طن ماء من ماء النيل فأبى أن يعود لبلده الأم بلجيكا وقضى بقية حياته فى فيلته الشهيرة والتى كان يجلس على سطحها مستظلا بمظلاتها يرشف من فنجان الشاي فى ساعة العصاري متأملا الجمال الذى أوجده فى القاهرة والذى عشقه بشدة
البارون عاش باقى ايامه ومات بمصر المحروسة بعد أن أنشأ شركة الكهرباء لصالح شركة فرنسية فى القاهرة وكذلك حى المعادي ولكن عشقه كان هليوبوليس أولا وأخيرا ومات ودفن فى بزليكا هليوبوليس التى يراها من شرفته على امتدادها مضمار سبق الخيل الذي كانت أحد هواياته العديدة
بمناسبة البزليكا عندما ذهب السلطان حسين كامل لافتتاح نادي رياضيات هليوبوليس رأى من على بعد البازليك فسأل ما هذا المبنى فرد البارون هذه كنيسة فرد السلطان بأمر بتغييرها لجامع فما كان من المهندس الا ان وضع مئذنتين عاليتين على مباني سكنية فى الخلف لتظهر من بعيد وكأنها جامع ولم تتحول الكنيسة لجامع
يحسب لمصر الجديدة أنها أول منطقة عمرانية بالقاهرة تم حساب شوارعها لتستوعب سيارات ميكانيكية. علاوة على المترو الكهربي. كما أنشئ بها اول نادي للرياضات الجوية والذى تحول بعد ذلك لمطار مصر الأول مطار ألماظة.
المهم القصر بعد وفاة البارون أصبح مثار جدل كبير بين أنه مسكون وبين أنه يتم تصوير أفلام سينمائية فيه منها فيلم الهروب لشادية وحسين فهمي فى السبعينات، وبيع المبنى من ورثة البارون لمستثمر سوري وظل القصر ينسج حوله العديد من الأساطير وحول سكانه من الانس والجن، ثم عبدة الشياطين الذين اتخذوه فى وقت ما مكانا لتجمعهم ليلا حتى كان عام 2009 ولأن هناك جمعية لمصر الجديدة تتبع سيدة مصر الأولى وقتها تم شراء القصر من صاحبه بمعرفة وزير الاسكان وقتها مقابل 30 او 35 فدانا فى القاهرة الجديدة وقتها والتى كانت صحراء وقتها، المهم صار المبنى ملكا للدولة علاوة على أنه مسجل أثرا تبع قطاع الأثار الاسلامية والقبطية على أنه من آثار العصر الحديث
معماريا
المبنى بالكامل عبارة عن هيكل من الخرسانة المسلحة حتى التماثيل من قوالب الخرسانة المسلحة وقد قمت بإعداد ملف لحالة المبنى وتم عرضه على جمعية تراث مصر الجديدة فى عام 2012 والصور المرفقة كانت من ذلك التاريخ وان كان لدي صورا من عام 2009 لا تختلف كثيرا عن المنشورة، المهم المشكلات تنقسم إلى قسمين الأول خطير ويتمثل فى هبوط جزئي فى التربة فى سلالم القصر المؤدية للمدخل بالإضافة لتسرب المياه من السطح لخرسانة سقف الدور الأول الذى تدهور وتآكل تسليحه بشكل فج وذلك نتيجة الإهمال المتواصل اخر 75 سنة،
القسم الثاني شكلي visual تآكل جزئي للعديد من الزخارف التماثيل الهندوسية فى داخل المبنى نتيجة التدمير المتعمد من رواد القصر فى آخر زمن مر به علاوة على فقد وتدهور مادة النهو فى العديد من الأماكن والتى تآكل لونها الأورجواني فى العديد من المناطق الا من بعض المناطق التي بقى بها اللون والتى تظهره الصور علاوة على الواجهات الخلفية والجانيبة والتى يظهر بها آثار اللون ظاهرة وواضحة جلية
المهم فى عام 2015 شاركت فى اعداد تقرير رفع لمعالي وزير الآثار لتعجيل ترميم المبنى ووضعه على قائمة المباني التى تحتاج مشروعا سريعا وتدخلا عاجلا وتقدم مكتب مصر للاستشارات بالتطوع بعمل مشروعا استشاريا لترميم القصر وهو أحد المكاتب المؤهلة فى قائمة المكاتب المحدودة التى اعتمدتها الوزارة للعمل فى مشروعات الآثار
المهم تم تقديم المشروع وتمت مراجعته وتم تكليف شركة المقاولون العرب قطاع صيانة القصور والآثار والذى يعمل فى الآثار منذ عام 1990 وتحت إشراف مباشر من الآثار إدارة القاهرة التاريخية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة
اللون
جدلية اللون بدأت من عام تقريبا أو أكثر بعد ظهور للمارة جزء من اللون “الجديد” للمبنى، فظهرت من زملاء افاضل معماريين بعض الاستهجان من اللون الجديد لأنه مختلف تماما عن اللون الذى تعودت عليه أعينهم وهو اللون البيج الداكن المترب
طيب ايه المشكلة
المشكلة ان الكثير من المعترضين لم يروا المبنى عن قرب وهو الامر فى غاية الأهمية لأن حالة الدهان (ايوة الدهان) كانت فى منتهى السوء بمعنى ان أجزاء كاملة من البياض والنهو منهارة ولونها كالح بالتعبير العامي لأن الألوان تم اختزالها لأنها ألوان صناعية تتأثر بالآشعة الفوق بنفسجية واللون الأصلي أصبح فى أماكن قليلة قد تكون بعيدة عن اللى راكب عربيته وبيجري فى الشارع
كيف نضع فلسفة لترميم المبنى والحفاظ عليه
ذكرت قبلا اسلوب تقييم المبنى الآثري باسلوب القيم الخمسة، التاريخية والندرة والقيمة المعمارية والقيمة الانشائية والقيمة الاجتماعية
قيمة القصر التاريخية تكاد تكون ضئيلة جدا جدا فهي ليست بالقيمة العالية فعلى مقياس من 10 درجات يمكن ان نعطي الهرم 10 وقصر البارون 0.1
قيمة الندرة هنا قيمة مسيطرة فهو المبنى الوحيد على الطراز الكمبودى الهندوسي فى مصر وهذه قيمة هامة جدا يجب تأكيدها من مقياس من 10 درجات يحصل على 7
القيمة المعمارية أيضا مهمة وعالية وإن كان المبنى من الداخل مثل أي فيللا فى الزمالك او جاردن ستي فلم يرتق التصميم الداخلي لدرجة الروعة الخارجية لذا من مقياس من 10 درجات يحصل على 6.5
القيمة الانشائية عادية ليست مميزة
اما بخصوص القيمة الاجتماعية وبالذات بسبب مالكه وكم الاساطير التي نسجت عنه علاوة على انه أيقونة مصر الجديدة فهنا القيمة عالية وعلى مقياس من 10 درجات يحصل على 6 منها
اذا لدينا قيمتان مسيطرتان هنا هما القيمة المعمارية وقيمة الندرة وياتى بعدهما مباشرة القيمة الاجتماعية
كيف نتدخل فى ترميم المبنى
نظرا للقيمتين المسيطرتين فنحن ملزمين باعادة التماثيل الهندوسية المشوهة واستكمالها لتأكيد القيمتين معا علاوة على تشطيب المبنى على أعلى جودة ممكنة تأكيدا للقيمة المعمارية

البياض والنهو
وجد فى ملفات الشركة المنفذة طلب البارون بأن تكون فيلته مميز لونها مختلفا عن كل مباني ضاحية مصر الجديدة وتطلى باللون الأورجواني ليضاهى لون القصور الهندية القديمة فاضطر المهندس المنفذ لعمل تركيبة من مزيج سلفات الحديد وسلفات النحاس ليتم رشها على المبنى بالكامل لتكون اللون المختار من البارون مالك الفيللا، مرفق رابط الدراسة التاريخية
من الجميل ان تجد لمبنى اثري مستندات كاملة لانشائه من رسومات وتصميمات ومخاطبات ومعماري تعرف اسمه كل ده مش موجود فى الاثار الاسلامية او المصرية او القطبية.. فيا بخت اللى اشتغل فى المشروع
طيب هل اللون المنفذ له علاقة باللون الاصلي .. مرفق ثلاث صور توضح وجود اثار اللون الاصلي فى الواجهة الخالفية والواجهة الجانيبة وصورة عن قرب لتفصيلة فى المرفقات
كما قام العاملين على المشروع بعمل تحليل معملي للألوان وموجود بالموقع لمن يريد ان يطلع عليه (يرجع لذلك لادارة القاهرة التاريخية وبتصريح منها .. انا برة الليلة من زمان)
المسألة المثارة عن اللون لنفهم السبب سنتبع اسلوب تعليم التفكير ونناقش البدائل التي لن تخرج عن ثلاث بدائل
الاول أن ننهو الواجهة بلون مقارب للون الذى تعودت عليه عيون المارة من صلاح سالم وهو اللون البيج المترب (عليه تراب) وطبعا لضبط اللون سيتم اعادة بياض ودهان الواجهة باللون الجديد “لتبدو” قديمة وهذا البديل فى عرف الترميم يسمى تزويرا متعمدا لوثيقة تاريخية الا وهى المبنى
الثاني ان ننظف الموجود فقط دون تدخل وذلك يقلل بالتاكيد ان لم يمحو القيمة المعمارية للمبنى وهى الحالة التى تتم على المباني عالية القيمة التاريخية وهو ليس مجالنا فى هذا المبنى فالقيمة المعمارية أعلى وأولى من القيمة التاريخية الضئيلة هنا
الثالث ان نعيد اللون الأصلي كما هو بنفس التركيب الموجود فى المستندات والدرجة اللونية الموجودة فى الطبيعة والتى اظهرتها التحاليل علما بأن فى عرف الترميم وبالذات آثار القرن الثامن عشر والتاسع عشر مقبول اعادة الدهان كل فترة زمنية دوريا كل سنتين و ثلاث حسب حال المبنى والبيئة المحيطة به اذا كانت مطيرة او جافة زي عندنا
ايه المشكلة
الذاكرة البصرية لرجل الشارع الغير متخصص فى الترميم والبعيد عن تاريخ المبنى وعن أصوله الأثرية المعمارية وهذه النقطة مهمة ولكن ليست فى أهمية القيمة المعمارية للمبنى، والذاكرة البصرية ستتعود على اللون الاصلي الجديد بالنسبة لها فى خلال خمسة أعوام على الأكثر، مثلما حدث فى نهو المتحف المصري الذى بنى فى نفس التاريخ تقريبا وبنفس اللون تقريبا وقت أن تم ترميم واجهاته عام 2005 ثارت نفس الجدلية حتى تعود الناس الان على لونه ولا تنسوا قصر عمر الخيام بالزمالك وقد كان العديد من المباني فى بداية القرن العشرين يتم نهوها باكسيد الحديد (البنى المحمر) والذى استخدم بكثافة فى هذا الوقت
أحد أهم مكتسبات هذا المشروع هو اظهار اللون المفقود واكتشافه والذى نسي الناس انه لون المبنى الاصلي لعدم الاهتمام بالمبنى وزيارته الدائمة من خلال المرور عليه بالسيارة بسرعة فى طريق صلاح سالم.
الخلاصة اللون مثبت تاريخيا وبالمعاينة البصرية وأكدته التحاليل المعملية لا جدال فى ذلك
طيب نعيده ونظهره ونؤكد على قيمه المعمارية النادرة واللا نترك المبنى مشوها ارضائا للذاكرة البصرية وتدميرا لقيمته المعمارية؟ أعتقد سؤالا لا يحتاج لتفكير للاجابة عليه
إذا ما المشكلة . من وجهة نظر متخصص أفنى عمره القصير فى الترميم ما تم أحد الاتجاهات المقبولة فى الحفاظ والترميم وتقع بين هامش الطرق والمدارس المختلفة فى الترميم.. لا خطأ مقصود أو غير مقصود منهجية علمية دقيقة وممنهجة ولها احترام كامل لا غبار عليها
سنحتاج وقتا للتعود لا مشكلة زيارة بعد الافتتاح مهمة بالنسبة لى لتفنيد ما بقى من أعمال والتى أثق فى نهوها على أحسن تقدير
الأهم من النهو بالنسبة لي كيفية أداء المبنى بعد الانتهاء من ترميمه هل سيتم وضع خطة صيانة جديرة به، الوظيفة التي سيتم إعادته للحياة بها هل ستكون فيللا سكنية صغيرة نسبيا صالحة ليشغلها متحفا لمصر الجديدة كلها أفكار تحتاج لبلورة وتنفيذ هادئ
المهم استمرارية حياة المبنى وأن لا يترك نهبا للمتشردين او نهبا للأشباح

ملحوظة
هذا البوست للتفكير والدراسة والمنهجية وكاتبه غيرمسئول عن وجود أى تجاوزات من عدمه حيث أنه لم يزر المبنى بعد الترميم ولكنه يتعرض لاشكالية اللون واختياره ليس إلا
طارق المري ليس له صفة رسمية فى المشروع ولا يتكلم على لسان ايا من كان بل هو مهتم بالقصر منذ أن كان ضمن موضوع دراسته فى بلجيكا
لرسالة الدكتوراة الخاصة به عن مصر الجديدة هليوبوليس وهذا البوست ليس للرد على اي معارض بل لتوضيح اسلوب الحفاظ والترميم وفلسفاته التي قد تكون بعيدة عن العديد من المعماريين الذين لم يتثنى لهم دراسة علم الحفاظ على الآثار وحتى يكون الأمور أوضح من مجرد نظرة عابرة من نافذة سيارة مسرعة على طريق صلاح سالم
الصور المنشورة
القصور التاريخية للهند
المساقط الافقية للقصر سابقة لمشروع الترميم الحالي
صور للقصر بتاريخ مارس 2012 من مجموعة طارق المري الخاصة

رابط الدراسة التاريخية
https://www.facebook.com/…/pcb.207578662…/2075784722503834
نهاركم سعيد

للمزيد من الصور:

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10218527739279005&set=pcb.10218527832281330&type=3&theater

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.