TAHA KREWI Photography

ممنوع التصوير !!!
كمن يقول لك ممنوع النظر ومن ثم يقول لك ممنوع الكلام وممنوع التعبير أو ممنوع قول الحقيقة أو ممنوع نقل الواقع أو التحدث عنه ،،، ما السبب يا ترى في أن يقول أحدهم عبارة “ممنوع التصوير”، تلك العبارة المستفزة لكل مصور ؟؟؟
كل دول العالم بما فيها تلك الدول المتقدمة والتي تحاول الظهور بمظهر أنها تحافظ على حقوق الإنسان وحرية التعبير والديمقراطية والليبرالية تمنع بشكل أو بأخر التصوير ولكن وفق قوانين وضوابط ولوائح ،،، فكل الحكومات والجهات التابعة لها ممن يعنون بالآمن العام وأمن الدولة والآمن القومي كأجهزة البوليس والمباحث والجيش والإستخبارات ترى بأن التصوير أو ما يعقبه من نشر الصور الملتقطة أو إنتشارها قد يهدد الآمن وفق وجهة نظرها وقد يرى بعضها بأن التصوير في حد ذاته هو إخلال بالآمن العام لأنه يخرق قواعد أسرار الدولة وبذاك يعتبر من الآعمال الإجرامية التي تسمى بالجوسسة ،، وهذه هي الزاوية التي ينتهك من خلالها حرية التصوير وبالتالي حرية الصحافة أيضاً، فما بالك بدول العالم الثالث التي غالباً لا تهتم أساساً لأدمية الإنسان ولا تقيم وزناً لحقوقه وحريته.
وعلى الرغم من تشابه دول العالم الثالث في مجملها في هذا الموضوع تحديداً إلا أنه يوجد يعض الفروق في شدة منع التصوير من دولة إلى أخرى لأسباب أيضاً مختلفة.
إذاً الآسباب الحقيقية لمنع التصوير كلها أسباب غالباً ترجع لأمور أمنية أوسياسية أوإقتصادية أوإجتماعية أو أكثر من واحدة في آن معاً، وتتلخص في الآتي :
– أن هناك من يخاف من أن يتم الإطلاع على أمور لا يرغب هو في الفصح عنها ،،، أي الخوف من فضح المستور.
– أن هناك من يخشى أن يرى الناس العالم بنظرة مختلفة عن التي يسعى هو لترويجها ،،، أي الخوف من فضح ما وراء الأقنعة.
– أن هناك أشياء تحدث يخاف من توثيقها حتى لا يكون هذا التوثيق دليل إدانة ،،، أي الخوف من إثبات المخالفات والآعمال الإجرامية والمشينة.
– أن هناك من يخشى أن تكون الصورة بشكل أو بأخر عاملاً مؤثراً على عقول الناس حيث تكون مدخل للثقافة والتنوير.
– أن هناك من يحاول إحتكار الصورة وهذا في أفضل الأحوال.
لنسلم جدلاً بأن الأمر لا يتعدى كونه حماية وليس منع كما يحاول البعض إقناع مجتمع المصورين والصحافيين به، ولنسلم جدلاً بأن بعض الآماكن والمواقع التي يراد فيها منع التصوير، هنا ما على الحكومات إلا تسن قوانين تنظم المسألة بالرجوع لرأي من خبراء التصوير من مصورين وصحافيين وأن تضع علامات بارزة توضح بأن التصوير ممنوع، ولا تترك المسألة كالحبل على الغارب تحت سيطرة وأهواء بعض البشر تحت أي مسمى.
كل القوانين واللوائح لا تستطيع أن تمنع البشر من إحدى حقوقهم الطبيعية وهي التعبير عن النفس، حتى وإن حاولوا البعض الإلتواء بشكل أو بأخر للتحايل لسن قوانين أو لوائح لمنعه ولو بشكل جزئي وعادة ما يكون ذلك تحت مظلة أسباب وأعذار واهية بما في ذلك الأسباب التشريعية التي يفرضها بعض المتشددين والعنصريين وذوي الآفكار الظلامية.
مع إنتشار الكاميرات في كل جيب سواءاً كانت كاميرا في حد ذاتها أو مدمجة مع هاتف نقال فأن المنع الذي يحاول فرضه هؤلاء سيكون كمن يحاول حجب نور الشمس بغربال أو بكف يده ،،، وسيكون أمر في قمة البلاهة.
طه الكريوي
13-02-2015

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.