الفنان العراقي معن الطائي ..أسطورة عشق غامض للموصل..

– بقلم المصور: فريد ظفور.

** عرجت يمامة الأمل على نافذته وحطت ركابها وترحالها بنفحات الألم ..وفجأة هب من الشوق الفني نسيم معرفي..فشربنا خمرة دموع لوحاته فسكرنا بإبداعه.. وشرعنا نململل شموعنا ..أزهارنا..ذكرياتنا..لنحلم مع حضارة بلاد الرافدين وعالم عشتار..فتعالوا نعطر الطرقات بالبنفسج والياسمين الشامي حيث تتراقص الفراشات مرحبة بالفنان العراقي معن الطائي..

*الموصل مدينة الإبداع والمبدعين والفن والفنانين.. تقع ضمن مركز محافظة نينوى

مدينة الموصل وهي ثاني أكبر مدينة بالعراق من حيث السكان بعد بغداد، وفيها أنشئ أكبر سد في العراق (سد الموصل).والكلمة “موصل” تعني مكان يصل إليها كل شيء كالتجارة والمعاشرة والبيع..وللمدينة عدة ألقاب مثل أم الربيعين لإعتدال الطقس بها في الربيع والخريف، والحدباء لإحتداب نهر دجلة لدى مروره بها..

لا نغالي حينما نقول بأن مدينة الموصل هي إحدى أشهر الحواضر التاريخية العربية التي أنجبت الخطاطين المبدعين ..وإنتشرت أعمالهم في أرجاء المعمورة. فمنذ القرن الثامن عشر برزت جمهرة من الخطاطين الذين زخرفوا أعمالهم بآيات الفن والإبداع ..من أمثال: سلطان الجبوري وخليل ابن عمر خدادة وقاسم بن محمد حسن، وقد تتلمذ عليهم أبرز خطاط عرفته الموصل وهو صالح السعدي الموصلي..وفائق الدبوني ومحمد سعيد القاضي والملا عبد..ثم جاء الخطاط الشهير يوسف ذنون..والأساتذة علي الراوي وباسم ذنون، وعباس الطائي، وعبد الغالي عبد الرزاق وحسن قاسم حبش وإياد الحسيني ومروان حربي وعمار عبد الغني وخزعل الراوي وقصي حسين آل فرج ومحمد موسى وخليل إسماعيل وغيرهم..والخطاط عبدالرزاق الحمداني ..و الارسالية الدومنيكانية  المسيحية في الموصل. التي لها اليد الطولى في النهضة الثقافية في الموصل.

* التصوير عرف في الموصل قبل بغداد بسنوات طويلة. على يد نعوم الصائغ .. غير ان المصور الكبير (حازم بك) ذكر ان جد والدته، يوسف الياس سنبل، هو الذي ادخل التصوير الفوتوغرافي الى العراق، والمصور مراد الداغستاني مصور الموصل الأول والمصور أنور الدرويش..

*ولا يفوتنا بأن نذكر الشاعر والكاتب الروائي والمسرحي يوسف نعوم داوود الصائغ.

والمؤرخ:سيّار الجميل..المهندس :أرشـد العمري..والباحث الأثري بهنام أبو الصوف..

والموسقار جميل بشير والباحث الموسيقي منير بشير..المؤرخ سعيد الديوه چي..

وستبقى العراق سنديانة فوق الجبال الشامخة ..وهي معجزة على شواطيء حبها تبحر سفن المحبة والسلام..محملة عبير الحب والشوق ورحيق الأزهار والورود وعبق الأقحوان وسنابل القمح التي سوف تملأ الوادي سنابل معرفية وثقافية فنية وأدبية..

– لعل النجاح المتفرد للفنان معن الطائي .. بتلك اللوحات والكوادر التشكيلية والتكوينية الضوئية..التي تعوم وسط أضواء مشعة للأهواز العراقية وللقرى الريفية المنتشرة على ضفاف نهر دجلة..تلك الرحلة اللونية الأحادية واللونية بأطيافها السبعة..فيها الصبايا والشباب والأطفال والفلاحين يستحممن في الحقول بين البساتين العامرة بالأزهار والورود والأشجار والفاكهة..

– الحدائق ومشارف الأرياف لمدينته كانت تمتلك أوضاعاً مناخية معتدلة يعهما شذى الدف حيث الفلاحات يعملن في الحقول على مدار السنة..إن الفنان معن الطائي..يجعل جوهر لوحة الفتاة التي تقف أمام الآثار..يترفق بهدوء على كادر مضاف له القنب ..كما لو أنه يتعامل التشكيلي مع ألوانه المائية..حيث تتعاقد وتتفاعل تلك الألوان إحداها بالآخر لينفجر شكل أو شيء جديد..من تلك اللوحة التي تلقي على أرواحنا السلام والطمأنينة من قبل أن ندرك ما يعنية ذلك الهيكل..وظهرت لوحات وكوادر أخرى توحى بمدى إدراكه وتمكنه من إستخدام الألوان لتعبر عن فرح الطفولة وجمال المرأة..وصرامة الرجل وصمود النوافذ والشبابيك والبيوت الموصلية العريقة..أو كأنها قوة حاذقة مازالت مفعمة بالحياة بالفلسفة الفنية الخاصة التي إكتسبها الفنان معن خلال سنواته الطوال المفعمة بالنضج والخصب والإنتاج الفني..تلك القوة هي غزارة الإنتاج التي جرفته عبر مسيرة حياته الضوئية..بالرغم من ظروف بلده التي عانى منها كافة المواطنين في العراق الحبيب..فقد إستمرت أعماله معيناً لاينضب من غير تنظير ونظريات لهذا السيل العرم من الأعمال الفوتوغرافية..و الفنان معن الطائي..لا يصل إلى الشخصية المتفردة والمميزة بأعمالها ..لما يريد تصويره وحسب ولكنه يمتلك ويتحسس جرس البيئة والطبيعة ومناظرها الخلابة..وحتى في ذلك الإنجراف والإنحراف الجلي في بعض لوحاته الضوئية الوثائقية لمدينته المتهالكة والمدمرة الموصل ..حيث تتجمع الأحياء بأنقاضها وأبنيتها المنهارة ..والتي عمل الفنان الطائي من فريق من مصوري الموصل على تسجيل وتوثيق وأرشفة المدينة المتهالكة وآثار الدمار ليكون منارة للأجيال لمعرفة الوحشية والهمجية التي تعرضت لهم مدينتهم الجميلة..حيث تنبت الأعشاب والحشائش وسط الركام..وتتجمع الأحياء النباتية بعيدة والزهور التي تصير شرائط وخطوطاً وحيث يتراى ظلال رائحة أجساد السكان الراحلين في تلك المنازل..تتلاطم وتتماوج وتطفح لتنفجر خارج حدود كادر الصور أو اللوحة..ولكن ما يظل لصيقاً بالذهن ولا يحصره وصف ولا يدانيه مشابه هو حجم المأساة وذلك الهاجس والإحساس بطبيعة الأشياء وجرسها مما لا يبلغه إلا الفنان معن الطائي وحده..ذلك هو الطائي قديماً وحديثاً زمن تصوير الفيلمي العادي والملون وزمن تصوير الديجيتال الرقمي..فهو مشابه لزملائه المصورين في المدينة ومختلفاً عنهم تارة..وهو من المنتمين والمخلصين لمدينته وبلده العراق الجريح..وما زال يعمل بنشاط وحيوية وظل وراء هدفه وفلسفته لاهثاً في أعماله التكوينة الضوئية ليعبر عن التدفق المباشر للحياة الموصلية نفسها..وإن ثروته الفنية اللامتناهية التي رباها ونماها خلال حياته العملية بين جيلين من الرواد والشباب ..قد سلمها بكل أمانة إلى فطاحل من الشبان..ويعرفها كل من ألقى نظرة على نتاجهم ..ورأى بصماتهم ومعارضهم وتفوقهم و نجابتهم وإخلاصهم لمعلمهم..

– إن إنجازات المبدع الفنان معن الطائي..هي الأعظم والأشمل حينما يضع المرء في الإعتبار كيف أن شظية أو قذيفة أو ركام بناء..إستطاعت أن تكون معلماً من نور ونار تعبر عن أدق الحقائق بالحياة البشرية..فقد إمتلك الطائي الهبة السرمدية في إيقافه الزمن في لحظة نيرة على نحو متفرد ومتميز..

لقد أذكى الفنانين والأدباء الروح الوطنية في النفوس..والمصور الموثق معن الطائي كان سراح للحق والفن..وسعادة الفنان والإنسان في العمل..والسعادة الأكبر في النجاح والتفوق..والقناعة بما نحرزه كل يوم..تجعله ينام مطمئناً واثقاً بالله وبنفسه وينهض وقد تجدد فيه العزم والإرادة والنشاط لإستئناف العمل ..والصحة الروحية ركنها الأول الإيمان..والثقة بالنفس ..
وندلف أخيراً للقول بأن الفنان معن الطائي يستحق كل إحترام وتقدير ..لما قدمه ويقدمه في نصرة وإنتشار الثقافة البصرية الضوئية..وقد كان بحق مخلصاً وأميناً لنقل رسالة الفوتوغرافيا من الرعيل الأول إلى جيل الشباب ..الذي يتربع عرش وعصر الديجيتال والتصوير الرقمي عبر منصات التواصل الإجتماعي..وبذلك أضحى الفنان معن الطائي أسطورة حب وعشق غامض للموصل..

** المصور: فريد ظفور – 14-9-2020م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان معن الطائي ــــــــــــــــــــــــــــــــ

معن عبدالغنًي الطائًي
الأسم الفني / معن الطائي
تولد الموصل 1969/3/16
تحصيل اعدادي الكترونيك
خرٌيج معهد كامبرج البرٌيطانًي لغة انگلٌيزي
حاصل على شهادة الدكتوراه الفخرية من ( أكاديمية مصر المحروسة )
عراقًي من مدٌينة الموصل
مصور فوتوغرافًي محترف /
درست الخط العربًي
بداياتي الفنية كانت في الرسم
رئيس ملتقى الفنانين العرب الدولي
عضو الجمعٌية العراقٌية للتصوٌير /
عضو إتحاد الأذاعيين والتلفزيونيين العراقي
عضو آتليه القاهرة
عضو آتيليه فناني العالم/ مصر
محاضر ومدرب في دورات عديدة في فن التصوير الفوتوغرافي
منسق ومعد لمعارض فنية داخلية وخارجية
مشارك في معارض ومسابقات ومهرجانات عدٌيدة داخل وخارج العراق
احد أفضل اعمال فوتوغرافٌية( تجمع فنانو العراق) 2018
المشاركات الخارجٌة تونس المغرب مصر
مشارك فًي معارض لجهات عالمٌية مثل
‏ UNecif .1 NationalGeoGraphic
حاصل على دروع وأوسمة وشهادات تقدٌيرٌية من موسسات حكومٌية ومنظمات مجتمع مدنًي ومحافل دولٌية .
اللغات / عربًي / انكلٌزي
‏Wats // 009647701601390 Mail // [email protected]

الفنان الفوتوغرافي والإعلامي العراقي /معن الطائي
فنان فوتوغرافي احترافي أعماله ترصد تفاصيل الحدث وتؤرخ وتوثق لمرحله معاصره وتربط بين بين الحاضر والمستقبل وتقدم رؤية خاصه لاتبرح إلا أن تحاكي واقعا
بل حيثياته وادق تفاصيله وتسجل لقطات هي الأصدق
إنه فنان يمتلك رؤية وفكر ومخزون ثقافي ورؤية اخراجيه
لاتأتي من فراغ إنما من محطات كبيره من التطور
فالفنان لايقف طموحه علي كونه مصور فوتوغرافية فقط بل ياخذ مساره الاعلامي المهم الذي يخدم الساحه الفنيه والادبيه والثقافيه في ساحه العالم العربي
وتعتبر اعماله لها شكل متطور بمنظور خاص لانه استطاع تطويع زوايا التصوير لخدمه المشهد
هنا تبرز مهارته في كيفيه نقل الواقع بمنظوره هو وبرؤيته الفنيه التي تحتوي علي مجموع ثقافات وكادرات تصويريه تتقل الحدث كما هو ولكن للفنان وجهه نظر خاصه احترافيه.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏‏لحية‏، ‏قبعة‏‏ و‏نظارة شمسية‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏لقطة قريبة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏‏أشخاص يبتسمون‏، ‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏نص‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏‏أشخاص يبتسمون‏، ‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏لحية‏‏‏‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.