كلمة حق في تصوير الأشخاص (البورتريه)

تصوير الأشخاص بين الرتابة والحرافة

تصوير الأشخاص (portrait photography) يقسم إلى  نوعين:

 النوع الأول: تصوير مُخرج (Edited photography) ومعدّ له كل صغيرة وكبيرة وهو في الغالب عمل أصحاب الأستوديوهات سواء إستعملوا الفلاشات أم الإضاءة الطبيعية.  

والثاني: هو التصوير الخاطف (snap photography) ويدرج تحته التصوير الصحفي، وهو في العادة تصوير غير مُعدّ مُسبقاً، وفي العادة لا يمكن التحكم بالاضاءة ولا بالتوقيت ……

لدينا صورتين لنفس السيدة (الأفغانيّة) وبعدسة مصور يدعى ستيف ماكوري ولا نريد أن ننقص من قدره إلا أنه لا أحد يعرف له أي عمل آخر بجانب هذه الصور.

 

الصورة التي على اليسار: يتضح جليّاً عنصر المفاجأة والخوف في عينيها وهي تُحسب للنوع الثاني (التصوير الخاطف) من تصوير الأشخاص، ومهما قيل عنها من قصص متناقضة رُوِيَت على لسان صاحب الصورة، وبغضّ النظر عن صحة بعضها أو عدمه، إنها صورة عفويّة تماما وليست مدروسة مما نتج عنه عنصر المفاجأة الذي نجم عنه الخوف في عيون هذه الصبية، وهو السر الكبير وراء شهرة الصورة عالمياً.

أما الصورة الثانية (التي على اليمين)، والتي تحسب على النوع الأول  (تصوير مُخرج) من تصوير الاشخاص  المعدّ له مسبقاً، نلاحظ أن الإضاءة متساوية تماماً من الجهتين اليمنى واليسرى للوجه ليس كما في الصورة التي على اليسار، فإن الاضاءة فيها رائعة، جائت من اليمين وقد تركت ظلال خفيفة وناعمة على اليسار لتجسم ملامح الوجه من خلالها.

لولا الصورة الاولى (القديمة) لما كان لهذه الصورة أيّ قيمة فهي صورة عادية جداً ونظراتها عادية فالسيدة بجانب زوجها وأولادها وأخيها وعامل الخوف لا يسيطر عليها ولا يوجد أيّ مفاجأة تُفرِّغ من خلالها ما بداخلها من عدم استقرار.

نستطيع أن نقول أن الصورة المعدّة والمخرجة مهما كان الشخص فيها ممثلاً بارعاً ومهما كان المصور ذو باع طويل في التصوير وبخبرة نصف قرن ومهما علا كعبه في فنون التصوير لا يمكنه ان يقدم عمل بنفس الجودة كما الصورة الطبيعية والتي عادة عامل المفاجأة هو سرّها وهو الذي يُخرِج ما في أعماق الإنسان على عكس الإنسان المرتخي الأعصاب والهادئ ينتظر كبسة التصوير لكي ينتهي أو يتخلص من هذا الدور الذي يلعبه للخروج  بصورة.

لذا تبقى الصورة الخاطفة (snap photography) هي الأكثر تعبيراً والأكثر قوةً والأكثر تحديّا والتي تحتاج الى مهارة أكبر وبكثير من الصورة المرسوم كل حركة فيها  حتى الملل.

بقلم:

المصور الفوتوغرافي

محمـــــود المحمــــود 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.