التشكيلي السوري مازن عرابي Mazen Arabi..

بين الغاية والباعث..رحلة حافلة بالإبداع الفني..

– بقلم المصور: فريد ظفور

يبحث بين ضجة المدينة عن قارب للنجاة..عدسة الزمن تبث للجميع لوحاته وتصاميمه العصرية..يمامة الكلام تحمل غصن زيتونة المحبة..تتركنا بين أكمام الياسمين ياسيد الدهشة.. قلبك أرجوحة على صهوة الحلم..رغبة للتمرد.. لعتق الحروف عند إغتراب الأحبة..الحزن يبدأ موسمه ..والعصافير الفنية تستفيق على وجع الغصن المعرفي..لكن نبض أعماله مازال يشعل كل مواجعنا ..فتعالوا معنا نفترش الحارات العتيقة بعبق الورود والفل والياسمين الشامي والورد الجوري لنرحب بضيفنا الكبير الفنان اللباني مازن عرابي..

*لقطات وكوادر ولوحات ..مضحكة ..مبكية ..فلسفية أحياناً..لم يقترب أحد من التصاميم الرجالية..بهذا الورع والتقديس قدر ما إقترب هذا الفنان التشكيلي مازن عرابي..إنه وهو البالغ من العمر ماينيف على النصف قرن من العمر ..لم يجلب التشكيل والتصاميم من بلاد الشام ومن إيطاليا وحسب..حين كان النظارة ومحبي الألبسة الشرقية والذواقة وعشاق الجمال ..بل أحضر معه إلى دبي مكان إقامته ومحله التجاري..أسلوباً وروحاً في التعامل مع الرجال ومع فن التفصيل وعالم الموضة..بين نهاية قرن وبداية آخر زمن قدومه للإمارات العربية المتحدة التي تتربع عرش الموضعة والفن والتشكيل والمسرح والتصوير والسينما ..بإختصار إنها حاضرة الثقافة والفن بالشرق وهي باريس العرب..لا تريد عن المركز الأول بديلاً في كل شيء..إنها رئة ثقافية يتنفس بها سكان الإمارات وضيوفهم..وهي تجسيد رائع لأحلام أي مثقف أو فنان أو أديب..وتحت سماء واحدة عالم يموج بشتى صنوف الثقافة والإبداع..وقد كنت شاهداً على الكثير من النشاطات لأعوام ثلاثة (2015م-2016م-2017م).. زرت فيها دبي لتغطية إعلامية لحفل توزيع جائزة حمدان للتصوير الضوئي..فكانت تمثل الثقافة العربية في صورتهاالبهية والفاعلة..
من هنا كان التحدي أكبر عند الفنان عرابي لكي يثبت جدارته في الفن التشكيلي وفي عالم الموضة وآخر صرعاتها..من هناك وحتى اللحظة الراهنة تمتد رحلة مبدع متواضع أو معلم بلغتنا الشرقية..توجت بحصوله على العديد من الجوائز والشهادات ..وبإقامته في دبي كناسك يتحرك إليه التلاميذ وعشاق الفن والموضة من كل حدب وصوب..حيث لايُعلم إلا من يتلمس فيهم موهبة صادقة وعشق فنين حقيقي..
• نحن الأن على عتبة ومشارف العام الحادي والعشرين..في العصر الذهبي للتكنلوجيا..بينما هناك كائنات أخرى تعيش الويلات والحروب والتهجير والتفقير..ومازالوا في المربع الأول منذ عقد زمني ويتنفسون الهواء والدخان الفاسد..والإقتصاد العاسر..فهل من ريح فيها تفتح نوافذها المقفلة والمغلقة..أيدينا مغلولة وأرواحنا مطفأة..وما من منارة واحدة تضيء الطريق في هذه العاصفة العمياء والهوجاء..التي تبتلع الأخضر واليابس وتغرق مراكبنا الواحد تلو الآخر..هل من بُشرى بقدوم بيارق الأمل مع قدوم العام الجديد..نتمنى ذلك..هاهي حشود المهجرين والمقيمين تحت نير وكابوس الحروب..تكتب آلامها ومعاناتها بالدعاء والصلوات على أول مداميك الصلبة ..فهل تلين..فقد إفتقدنا طعم الحب..منذ زمن ..فهل تأتون بشيء منه..قلوبنا لوثها دخان وحزن كثيف ..فهل تمنحونا قطرة فرح..جرعة سعادة..لأن أحاسيسنا علاها صدأ أسود..فهل تصقلوا أرواحنا الكئيبة والحزينة..عرس التنازلات والأزمات مستمر..والكرامة تداس كل يوم..وقد جرب فينا العالم كل أصناف القهر والعذاب والحرمان..فهل تستيقظ روح المروءة العربية وروح الشهامة والكرامة..وهل يشرق نهار جديد في الأفق القريب..هل زمن الحلم إنتهى ودخلنا زمن اللاحلم..فما أقساه من عذاب..فقدان القدرة على الحلم..فإشرقي ياشمس العام الجديد بألوان جديدة وأماني فريدة وأفراح جديدة..فقلوبنا مشرعة نظيفة عسى أن تمنحينا زهرة أقحوان ونرجس وياسمينة ..زهرة وقبلة وجرعة أمل وفرح بيوم جديد يعيد الأمجاد والأهل إلى ديارهم..
• قبل الخوض بالحديث عن الفن لابد من وقفة عند مفهوم الموضة الرجالية عند الفنان مازن عرابي.. كانت أزياء الرجال تأخذ اتجاها محافظًا بشكل كبير فى النصف الأول من القرن الماضى فدائمًا ما نجد الرجل يرتدى “البذلة” الرسمية الكاملة فى كل خروجاته مع الالتزام بوضع قبعات الرأس التى تختلف فى شكلها حسب اختلاف الدولة، بالإضافة إلى موضة مسك “العصيان” الطويلة فى نهاية القرن الـ19 وبداية الـ20 لدلالة على الأناقة. واستمرت الموضة فى التطور حتى بداية الستينيات. فقد كان عقد الاضطرابات والتمرد على كل شيء، و المحال التجاريه جارت الشباب بالجديد والعصرى فى عالم الموضة.و مع بداية م1964.بدأت أزياء “الهيبيز” .وأنتشرت السراويل ذات الأرجل الواسعة(الشلسطو ) .و الملابس والاكسسوارات الباهظة عند الرجال و موضة الملابس بالألوان الكثيرة المبهجة .ثم انتشرت السراويل بموضة “الباجى” الفضفاضة مع بداية انتشار الوشم على الجسد ووضع الحلقان فى أماكن الجسد المختلفة حتى الملابس الرسمية بدأت تأخذ الطابع “الكاجوال” العصرى وهي الأسوأ فى تاريخ الموضة الذكورية.
وأما فى بداية الألفية الجديدة المتأثرة بشكل كبير بثقافة الهيب هوب الشبابية وانتشار الانترنت فى تلك الفترة ساعد على ظهور أول مدونة للملابس الرجالية وبدأ الرجال يتشاركون أفكارهم عن الأزياء وظهرت البدل الرسمية بموضة الـ”slim fit”.
وقد أصبح الرجال والنساء يشترون عبر مواقع التواصل الاجتماعى .والرغبةالآن فى عالم الأزياء فى عودة أناقة موضة الخمسينيات للنساء ورقى الثلاثينيات للرجل مع مزجهم بروح العصر.أما فيما يخص تطور الفنان مازن عرابي..فقد نشأ في بيئة ثقافية من بلاد الشام بين لبان وسورية ومن المفيد التذكير بأنه سليل عراقة فنية من بلد الياسمين دمشق تتلمذ وإسيقظت عيناه على وجوده ضمن وسط فني على رأسه الناقد والتشكيلي المخضرم المقيم في باريس منذ ما يقارب النصف قرن..شقيقه الأكبر الأستاذ الفنان والناقد أسعد عرابي ..علاوة على وجود أخوة له يمارسون ويعشقون الفن..فقد كان إزدهاره وطريق المجد مفتوحاً أمامه على مصراعيه..إذ يكفي إنتقاله من مجتمع ساكن نسبياً ويتقدم بخطى بطيئة إلى مجتمع مدني حضاري مدعوم مالياً.يتقدم بسرعة البرق ولديه كل لحظة ويوم شيء جديد على صعيد الفن والثقافة البصرية..ولم نأل جهداً في هذا المجال فالدلائل كثيرة بالمهرجات والمعارض والمزادات الفنية وعروض الأزياء والمهرجانات السينمائية والمسابقات الفوتوغرافية..وأيضاً المجلات والدوريات المختصة بالشأن الثقافي الفني والأدبي..وأصبح الإنتشار والريادة الأن أسرع من ذي قبل بسبب الشبكة العنكبوتية ومنصاتها عبر مواقع التواصل الإجتماعي الرقمية ..عدا المدونات والمواقع وما شاكلها من ثورة المعلوماتية والعصر الرقمي عصر الديجيتال وعصر الصورة الضوئية..
تحت ستار هاديء من الظلام ..تشوبه أشباح فتية وفنية في الغرفة التي جعلها مرسماً ومسرحاً لألوانه وفراشيه ومعداته الخاصة لصنع الكادر أو لشد اللوحة على الإطار الخشبي..وهاهي أمسية العرض والإستعراض توشك على النهاية بتقديم قامة فنية متألقة .. التشكيلي اللباني مازن عرابي..الذي زاوج بين الغاية والرغبة في العيش بحياة مادية رغيدة ومقبولة في بلد الغربة والبعد عن الأهل والوطن الأم..وبين الباعث الجمالي والإبداعي لتنمية هوايته الفنية التشكيلية..حيث كانت هناك رحلة حافلة بالإبداع الفني. بالرغم من مرارة البعد عن الخلان ..وبهذا ندلف للوصول إلى المحطة الأخير في قطار الزمن الفني السريع..لنقدم التحية والتقدير لما قدمه الفنان مازن عرابي في خدمة الفن التشكيلي وعشاقة وفي عالم الموضة والأزياء الذكورية ..والتي ستبقى أعماله وتصاميمه خالدة وناصعة في عالم التشكيل ينهل منها عشاق الفن وطلبة العلم من جيل الشباب والشابات..

**المصور: فريد ظفور – 24-10-2020م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفنان السوري مازن عرابي _____

Mazen Arabi
‏٢١ أكتوبر‏، الساعة ‏٤:٤٨ م‏ ·
الصديقه الغاليه Sawssane Beddiaf
اشكرك على كتابه قصه رائعه من وحي لوحتي
اضفيتي على اللوحه جمال لم يكن موجود
تحياتي لك ودمت بخير
Sawssane Beddiaf
‏٢٠ أكتوبر‏، الساعة ‏١:٤٨ م‏ ·
كان ينتظرها كعادته في سيارته التي تعلو منها أصوات أغاني الروك والاغاني القديمة ، أغاني الزمن الجميل الذي يحبانه ….. كثيرا ما تمسك به متلبسا منفصلا عن واقعه رابضا هناك في ماضيه وفي أيام كان يكتشف فيها نفسه ومن حوله بدقة من خلال تلك الأغاني التي يسمعها وذكرياته المجنونة ….. خرجت من البيت كعادتها بحيويتها ونشاطها تحمل حقيبة يدها بيد وباليد الأخرى هاتفها وبعض الأغراض
مد يده من داخل السيارة ناحية الباب ليفتح لها من الداخل وهو مبتسم كعادته عند رؤيتها ….. فبمجرد أن خرجت عاد بسرعة وانتفض من ذكرياته وخياله …..
ركبت ووضعت أغراضها في المقعد الخلفي للسيارة ومدت يدها ناحية مشغل الأغاني لرفع الصوت ….. أدار المفتاح وما ان هم بتشغيل السيارة حتى تفاجأ بشيخ يقف أمام السيارة ….. كان شيخا طاعنا في السن …. رفعت هي رأسها في الوقت ذاته ونظرت مندهشة ….. من هذا الذي يقف أمامهما ويعترض طريقهما وماذا يريد !!! ….. ترجل من السيارة متجها نحوه لعله يريد مساعدة فوكزه الشيخ بعصاه التي في يده آمرا إياه أن يعود للسيارة ….. شعر بتوجس شديد وعاد أدراجه للسيارة يمسك ذراعه أين وكزه الشيخ ….. أغلق الباب وجلس مكانه ينظر مندهشا ومترقبا ماذا سيحدث …..اقترب الشيخ بثوبه الأبيض ولحيته البيضاء الطويلة خطوات من السيارة ثم رفع يده عاليا وبها العصا وضرب مقدمة السيارة ضربة قوية وما ان هَمَّ بالصراخ حتى حدث مالم يستوعبه ….. بدأت السيارة بالاهتزاز العنيف وهما على متنها كأنهما ثملان وكل شيء من حولهما أبيض كضوء ساطع ….. وبعد فترة ليست طويلة توقف الاهتزاز وهدأت السيارة وثبتا في مقعديهما وبدأ ذلك البياض ينقشع من أمامهما ولا يزالان كأنهما في حالة فقدان وعي
بدأت تستفيق شيئا فشيئا ومدت يدها نحو ذراعه تحاول ايقاظه وتحريكه …..
بدأ يستيقظ شيئا فشيئا ويعود لرشده ….. نظرا خارج السيارة فأصابتهما دهشة عارمة ….. قالت : أين نحن وماذا حدث !!! ….. فتح هو باب السيارة وترجل منها مترنحا بسبب تأثير ماحدث وينظر يمينا ويسارا لعله يفهم شيئا ….. كان المكان هادئا وشبه خالٍ من السكان ….. نزلت هي الأخرى مترجلة ووقفت بجانبه لا تنبس ببنت شفة غير مستوعبة ما يحدث حولها ….. وضع يده على جبهته محاولا مداراة أشعة الشمس التي تغيب مخلفة ثوبا أحمرا برتقاليا في السماء عن عينيه فلمح من بعيد شيئا فأمسك بيدها وانطلقا بخطى مسرعة ناحية ذلك الشيء ….. كانت الأرض من حولهما عبارة عن طين عليه بعض مساحات العشب الأخضر وندية ….. بدآ يقتربان شيئا فشيئا فإذا بهما يلمحان بيتا من طراز قديم وكأنه في سبعينات القرن الماضي وتقف أمامه سيارة من طراز قديم لونها أزرق سماوي ….. ترجل منها رجل طويل القامة أبيض البشرة يرتدي بذلة رسمية ونظارات سوداء وتسريحة شعره كنجوم روك الثمانينات يحمل بيده سيجارة ….. دخل البيت فلحقا به ليعرفا ما حدث …..
طرقا الباب الخشبي المزين بجرس نحاسي قديم فخرجت سيدة ممتلئة القوام ذات شعر أسود وعينان حادتان ترتدي فستانا قصيرا لونه أسود وتضع أحمر شفاه فاقع اللون ….. يبدو أنهما هي وذلك الرجل يهمان بالخروج معا …..
أين نحن سيدتي من فضلك وماهذا المكان !!!
السيدة تنظر لهما بدهشة مستغربة هيئتهما ومنظرهما وملابسهما ….. من أنتما !!! تسأل السيدة وهي تمط شفاهها موحية بأنها لا تملك وقتا لتضييعه ….. وفي هذه الأثناء خرج الرجل صاحب البذلة وقبل أن ينهي حديثه للمرأة في طريقه نحو الباب سكت وهو لا يفهم ما يجري ….. من أنتما !!! قال سائلا !!!
همت هي بالحديث وسرد ما حدث لهما حتى خرج الرجل مزيحا اياهما من طريقه قائلا : ليس لدينا وقت للمزاح ابتعدا عن طريقنا نحن مستعجلان ماذا تريدان بسرعة …..
قالت هي : سيارتنا قريبة من هنا تعالا معنا لتريا ماذا حدث ….. نظر الرجل للمرأة ونظرت له ثم قالت المرأة نحن ذاهبان لحفلة قريبة هل تودان أن نوصلكما في الطريق ….. وافقا وركبوا السيارة جميعا وقام الرجل بتشغيل مشغل الأغاني القديم ، كاسيط ومسجل وانطلقت أغاني الروك القديمة وأجواء الماضي والزمن الرائع الذي تهرب إليه الذاكرة لتتنفس قليلا صعداء الواقع ….
دخلا ذلك المكان ممسكين بيد بعضهما البعض ينظران يمينا ويسارا …. كان الجميع مستمتع ويرقص وكانت أزياؤهم من الزمن الماضي وكل شيء يوحي أنهما في أواخر سبعينات القرن الماضي حيث الكلاسيكية والجمال الهاديء ….. لاحظا تجمعا للناس حول شيء لا يدريان ما كنهه …..سارا بسرعة واقتربا فإذا بشيخ جالس على أريكة وأمامه طاولة عليها بخور ذو رائحة زكية ….. نظر مندهشا ثم قال لها : انه نفس الشيخ الذي وجدناه أمام السيارة ….. أزاحا الناس وهما يعبران وتقدما من الشيخ : أين نحن وماذا فعلت بنا !!! قالت هي ….. ابتسم الشيخ وبانت ابتسامته عن أسنان ناصعة البياض ….. تنحنح قليلا ثم قال : أنتما من أحضرتما نفسيكما إلى هنا ….. كيف !!! نحن لم نفعل شيئا !!! قال هو …..
الشيخ : بلى لم تفعل شيء ولكنك تعيش هنا بخيالك وذاكرتك دائما ولا ترغب بالرحيل عن هذا المكان ….. أحضرني نداء حنينك ونشوة روحك وتوقها للعودة ….. استمتعا فهي رحلة قصيرة ….. في هذه الأثناء بدأ كل شيء يميل للضبابية في أعينهما ولا يميزان شيئا كأنهما في حالة غثيان ….. هاهما بعد وقت قصير يجدا نفسيهما داخل مقهى قديم رائحة القهوة تعبق المكان مختلطة برائحة سجائر الجالسين ويزيد المكان جمالا طاولات وكراسي الخشب وأكواب الماء الزجاجية والتلفزيون ذي الطراز الرفيع الذي يذاع عليه شريط وثائقي بالأبيض والأسود ….. تتعالى بعض النحنحات من الجالسين ….. أحدهم يضع رجلا على رجل بملابسه الكلاسيكية وقبعته يتصفح الجريدة بشغف واهتمام ….. احداهن جالسة بجانب الزجاج بتسريحتها الكلاسيكية تنظر وتسافر بنظرها إلى مكان لا تعلمه إلا هي …..
جلسا على طاولة قريبة وهما ينظران لبعضهما البعض وبدت عليهما الابتسامة ….. ابتسامة مغزاها أننا لا نعي ما يحدث ولكننا هاهنا ….. اقترب نحوهما النادل بملابس كلاسيكية ومئزر يحمل بيده القهوة لهما مبتسما ….. مرحبا بكما في مقهى ” ساحة النبلاء ” ….. كاد يغمى عليهما من الدهشة ….. يعرفان جيدا هذا المكان وهو مهجور تماما عبارة عن خرابة فكيف أصبح هكذا !!!! ….. سألت النادل كم تاريخ اليوم من فضلك ….. نحن في 20 سبتمبر 1976 سيدتي ….. يبدو منظركما غريبا هل أنتما غريبان !!!! …..
استيقظ يا عزيزي فسيارتك تقف في طريقي وأنا مستعجلة ….. بدأت الأصوات تختلط بين صوت النادل وصوت السيدة ….. استفاقا من نومهما ولا يعيان كم استغرقا ….. نعم آسف سيدتي سأتحرك الآن ….. أدار محرك سيارته ونظر لها وهي مندهشة ليسألها عن ماحدث ….. فوجد في عينيها نفس السؤال ….. مقهى وتاريخ 20 سبتمبر 1976 !!!! قائلا ….. أجابت وكلها دهشة : نعم هل حدث معك كذلك !!!!
….. Sawssane …..
من وحي هذه اللوحة الفائقة الروعة للفنان المبدع ” مازن عرابي ” الذي تحاكي لوحته نقطة الحنين فينا والعودة لحكايات الزمن الجميل

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.