Maged Hegab
‏١١ أكتوبر‏2020م ·
فلسفة الإبداع للفنون التشكيلية الإسلامية بين ثلاثية الفن والجمال و الإلهام في ضوء أراء وكتابات فلاسفة ومفكري وأعلام ومتصوفة الإسلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن العودة إلى ما كتبه الفارابى والأصفهانى والجاحظ والتوحيدى وجلال الدين الرومي وأبو حامد الغزالي وابن سينا وغيرهم … تقدم لنا مادة غنية لبناء مقدمة لعلم جمال عربى ذى جذور بعيدة فى الفكر العربى الإسلامى(1).
باختصار ، تفرض علينا الفنون التشكيلية الإسلامية تقدماً ، منهجاً خاصاً فى القراءة الفنية “جمالياً” و”تعبيرياً”، ومنهجاً خاصا فى التذوق (2).
إن فلسفة الفن والجمال عند أبي حيان التوحيدي تتضح ملامحها بالحديث عن أسلوب أبى حيان التوحيدى الفني ، يفتح لنا الباب واسعاً لعرضه وأنه فى فلسفة الجمال والفن ، ذلك أن الفنان المبدع قادر أكثر من غيره على تحليل اعماله والغوص فى ابعادها الفلسفية ، وعلى تجميع المبادئ الجمالية التى تشكل مفهومه الفنى ، إننا بذلك نجد أنفسنا أمام أول فنان وفيلسوف فنى فى تاريخ الابداع العربى ، استطاع أن يقدم فلسفته الجمالية عن خبره جمالية إبداعية ، واستطاع أيضاً أن يلخص مفهوم فلسفة الفن عند العرب فى القرن الرابع الهجرى(3).
يتناول أبو حيان مفهوم الفن بصفة عامة فيرى أنه مسئولية وفكر وإجتهاد،وعلم وحكمة، وعمل نتشارك فيه الروح والنفس لإنتاج عمل منسجم متكامل يصل معناه وتأثيره، ليس فقط لمعاصريه، بل يمتد عبر الزمان مخاطباً الأجيال اللاحقة، ” والفن عند أبى حيان يوصف بالرسوخ والشموخ، فهو عنصر من عناصر الحضارة والتاريخ الإنسانى،يفهمه الناس جميعاً فى الحاضر وينتقل إلى الناس فى المستقبل(4).
ثم يتابع أبو حيان تعريفه للفن فيرى أنه مؤلف من شكل ومضمون ، من فكر هو الحكمة وابداع هو البلاغة ، وهو لرى العقول الظامئة والنفوس التواقة للجمال (5).
وعن التأمل الفني كوسيلة لادراك البصر والبصيرة يؤكد أنه : ” ولابد من تأمل العمل الفنى تأملاً عميقاً للكشف عن روعته وأهميته ، ورؤية الفن تتم بالبصيـرة وليس بالبصـر فقط ، وقدتكون صورة المداد فى الأبصار سوداء ، ولكنها فى البصائر بيضاء ” (6) .
يصير المتأمل للفنون التشكيلية الاسلامية كمن يرفع حجباً عن كنز مخفي , ولقد أكد جلال الدين الرومى أن المتأمل للفن الإسلامى بحاجة إلى بصيرة لكى يفهم ويتذوق هذا الفن ، فهو يقول : ” الصورة الظاهرة إنما هى لكى تدرك الصورة الباطنة ، والصورة الباطنة تتشكل لاجل إدراك صورة باطنية أخرى , على قدر نفاذ بصيرتك ” (7).
تجدر الاشارة إلى قراءة الفنون التشكيلية الإسلامية وخصائصها ومبادئها ,وإلى منهجها الجمالى، وإلى الإبداعية التى تختفى وراء تجليها ، لكى نصل إلى القراءة العميقة التى اشار إليها كل من الغزالى وجلال الدين الرومي , عندما اصرا على تجاوز ما هو ظاهر وما هو مرئى من هذا الفن بتأمل ما هو مخفى أو لقراءة الصورة الباطنة على حد تعبير جلال الدين(8).
ومفهوم الجمال عند أبو حيان التوحيدي يرتبط بكمال النسبة والتناسب , فيعرف أبو حيان الجمال من أنه “كمال فى الأعضاء وتناسب بين الأجزاء مقبول عند النفس”(9).
يقول أبو حيان التوحيدى عن العمل الفنى وخصائصه على لسان أبو سليمان فى كتاب الامتاع والمؤانسة ، فى معرض التفريق بين الانسان والحيوان : “ذكر بعض الباحثين عن الانسان أنه جامع لكل ما تفرق فى جميع الحيوان ثم زاد عليها وفضل بثلاث خصال : بالعقل والنظر فى الامور النافعة والضارة , وبالمنطق لابراز ما استفاد من العقل بواسطة النظر , وبالايدى لاقامة الصناعات وابراز الصور فيها مماثلة لما فى الطبيعة بقوة النفس”(10).
إن العمل الفنى ليس تقليداً أو محاكاة للطبيعة ، كما أنه ليس تسجيلاً آليا لها ، وإنما العمل الفنى هو شيئ غير ذلك ، فهو يمس الإحساس والعقل ، ويحقق قيم جمالية إبداعية تثرى الحياة وتثير الخيال ، والاستمتاع ، وبالرغم من أن الطبيعة غنية بمظاهر الجمال إلا أن الفنان بذاتيته وخبرته يتناول الطبيعة ويروضها لسلطان الفن ويقدمها فى نظام أو نسق إبداعى مبتكر(11).
ونستطيع أن نستخلص مما ذكره أبو حيان التوحيدى تعريف للعمل الفنى ويتضمن العناصر التالية :
1- ان العمل الفنى ، عمل انسانى لا يستطيع الحيوان ممارسته.
2- انه يتم بالايدى : انه يتطلب المهارة وليس العقل,فنحن نرسم ونضرب على الالآت ، وننحت ونبنى بأيدينا وليس بعقولنا كما قال دافنشى فيما بعد .
3- أن اليد تتبع النفس الملهمة ، ولا تتبع العقل الذى يبحث فى الامور النافعة والضارة أو المنطق الذى يستخلص نتائج العقل .
4- ان العمل الفنى يتجه إلى مماثلة الطبيعة(12).
أورد أبى حيان التوحيدى على لسان أبو سليمان قوله ، لما تميزت الأشياء فى الأصول ، تلاقت ببعض التشابه فى الفروع ، ولما تباينت الأشياء بالطبائع , تألفت بالمشاكلة في الفنون والصنائع , فصارت من حيث افترقت مجتمعة ، ومن حيث اجتمعت مفترقه ، لتكون قدرة الله ــ عز وجل ــ آتية على كل شئ ، وحكمته موجودة فى كل شئ ، ومشيئته نافذة فى كل شئ(13).
يرى التوحيدى أن العمل الفنى ما هو إلا عمل يدوى يأتى نتيجة العلم والفكر والموهبة ، فالعلم هو الطريق الأساسى والضروري للعمل ، ” فإذا كان قاصراً عن العلم كان العلم كلاً على العالم ، وأنا أعوذ بالله من علم عاد كلاً ، وأورث ذلاً وصار فى رقبة صاحبه غلاً “(14).
ويري أبو حيان التوحيدى أن العمل الفني يأتى فوق العلم ، بل أن العلم يحتاج أيضاً إلى الفن، وأن العمل الفنى يأتى نتيجة الفكر : “فالذوق، وإن كان طباعيا ً، فإنه مخدوم الفكر، والفكر مفتاح الصنائع البشرية،كما أن الإلهام مستخدم للفكر، والإلهام مفتاح الأمور الإلهية “, وعن دور الإلهام للنفس في الفنون يقول : واليد أذ تتبع الفكر ، فإنما يكون ذلك ضمن نطاق النفس الملهمة ، ولكن ما هو المقصود بالنفس ، وما هو المقصود بالإلهام؟ … يعرف أبو حيان الروح “أنه جسم لطيف منبث فى الجسد على خاص ما فيه ، فأما النفس الناطقة فإنها جوهر إلهى ، وليست فى الجسد (على خاص ما له فيه) ، ولكنها مدبرة للجسد ، ولم يكن الانسان إنساناً بالروح، بل بالنفس ، ولو كان إنساناً بالروح لم يكن بينه وبين الدابة فرق(15).
ومن هنا يتجلى الدور الذاتى فى الفن ، ذلك أن النفس وهى العلاقة بالذات تبقى عند أبى حيان فوق الطبيعة وأن هذه الذات تستطيع أن تدرك أسرار الطبيعة والوجود إدراكاً سامياً ، إذا هى تجردت عن التأثيرات الأخرى .
“ولما كانت النفس فوق الطبيعة ، وكانت أفعالها فوق الحركة ، أعنى في غير زمان، فإن ملاحظتها الأمور ليست بسبب الماضى والحاضر ، ولا المستقبل ، بل الأمر عندها فى السواء فمتى لم تعقها عوائق الهيولى والهيوليات ، وحجب الحس والمحسوسات ، أدركت الأمور، وتجلت لها بالأزمان (16).
ويقول أيضاً : “إن النفس علامة بالذات ، داركة للأمور بلا زمان ، وذاك أنها فوق الطبيعة،والزمان إنما هو تابع للحركة الطبيعية ، وكأنه إشارة إلى امتدادها ، ولذلك اشتق اسم المدة منه ، لأن المدة فعله ، والامتداد افتعال ، وأصلهما واحد من المد” .
ومن هنا نصل إلى مفهوم الإبداع ونميزه عن العمل العقلى ، وهو عند التوحيدى يقوم على البديهة والإلهام (الكشف )ثم على العمل المسئول المثقف (17).
والإلهام Inspiration فكرة ترد على الذهن بصورة خاطفة مفاجئة ، أو اكتشاف مفاجئ لحل مشكلة ما ، وهى مرحلة من مراحل التفكير المبدع عند الفنانين (18).
فالإلهام منذ أفلاطون كان أساس للإبداع الفني ، واستفاد الرومانتيون من هذا الأساس الإبداعى، الذى قادهم أحياناً إلى عدم الانتماء والاغتراب فى المجتمع وقضاياه ، وهكذا أصبح الجدل عنيفاً للتعرف على معنى الإبداع وماهيته ، وكان لعلماء النفس من أمثال (فرويد) دور فى البحث عن أساس نفسى يواجه الإبداع الفنى(19).
وعن أهمية دور ( الإلهام أوالكشف ) على النفس فى الفنون يذكر أبو حيان بأنه ينعكس بالبديهة ، وعن أبى سليمان قال أبو حيان “البديهة تحكى الجزء الإلهى بالابنجاس ، وتزيد على ما يغوص عليه القياس ، ويسبق الطالب والمتوقع” .
والبديهة أبعد (من الرؤية ) من معانى الكون والفساد ، وأغنى من ضروب الاجتهاد والاستدلال ، والرؤية ، الصق بكمال الجوهر وأشد تصفية للطبيعة من الكدر”(20).
أما الحدس Intuition حالة نفسية تتم فيها إدراكات بعيدة المدى بالبداهة ومن غير تحضير أو تفكير ، والأنبياء والمتصوفون عندهم هذا الحدس (21).
سئل الوزير ابن سعدان أبا حيان التوحيدى : ما البصيرة؟ فقال : لحظ النفس الأمور : فقال الوزير : ما الحكمة ؟ فقال : بلوغ القاصية من ذلك اللحظ ، فقال الوزير : فما التجربة ؟ فقال : كمال النفس بلحاظ ما لها (22).
ونفاذ البصيرة Insight إدراك الفرد للأشياء بالفراسة ، كإدراك المتصوفة بقلبه لله سبحانه وتعالى ، وهى رؤية قلبية غير محسوسة ، تأملية ، والفنان عنده هذه البصيرة تساعد على إدراك الأشياء إدراكاً لجوهرها لا لمظهرها (23).
فرق أبى حامد الغزالى بين ( الإلهام ) والتعلم فقسم العلوم التى ليست ضرورية وإنما تحصل من القلب فى بعض الأحوال تختلف الحال فى حصولها فتارة تهجم على القلب كأنه ألقى فيه من حيث لا يدرى , وتارة تكتسب بطريق الاستدلال والتعلم فالذى يحصل لا بطريق الاكتساب وحيلة الدليل يسمى إلهاماً , والذي يحصل بالاستدلال يسمي اعتباراً واستبصاراً فى حقيقة الامر ذلك كان هو الذى يحصل بالاستدلال يسمى تمييزاً واستبصاراً , ثم الواقع فى القلب بغير حيلة وتعلم واجتهاد من العبد ينقسم إلى ما لا يدرى العبد أنه كيف حصل له ومن أين حصل , وإلى ما يطلع معه على السبب الذى منه استفاد ذلك العلم وهو مشاهدة الملك الملقى فى القلب ، والأولى يسمى ( إلهاماً ) ونفثاً الروع , والثانى يسمى وحياً وتختص به الانبياء , والأول يختص به الاولياء والأصفياء والذى قبله وهو المكتسب بطريق الاستدلال يختص به العلماء (24) قال تعالى : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) }(25).
لذا غدا ميل أهل التصوف إلى العلوم ( الإلهامية ) دون التعليمية ، فلذلك لم يحرصوا على دراسة العلم وتحصيل ما صنفه المصنفون والبحث عن الأقاويل , بل قالوا الطريق تقديم المجاهدة ومحو الصفات المذمومة وقطع العلائق كلها والاقبال على الله تعالى , فحقيقة القول أن القلب مستعد لأن تنجلى فيه حقيقة الحق فى الأشياء كلها , ومهما حصل ذلك كان هو المتولى القلب عنده والمتكفل بتنويره بأنوار العلم , وإذا تولى الله امر القلب فاضت عليه الرحمة وأشرق النور من القلب وانشرح الصدر وانكشف له سر الملكوت وانقشع عن وجه القلب حجاب الغرة بلطف الرحمة وتلألأت فيه حقائق الأمور الإلهية فليس على العبد إلا الاستعداد بالتصفية المجردة واحضار إلهمة مع الارادة الصادقة والتعطش التام والترصد بدوام الانتصار بما يفتحه الله تعالى من الرحمة(26), قد تهب رياح الألطاف وتنكشف الحجب عن أعين القلوب فتنجلى فيها بعض ما هو مسطور فى اللوح المحفوظ ويكون ذلك تارة عند المنام فيتعلم به ما يكون فى المستقبل وتمام ارتفاع الحجب بالموت فيه ينكشف الغطاء وينكشف أيضاً فى اليقظة حتى يرتفع الحجاب بلطف خفي من الله تعالى فيلمع فى القلوب من وراء ستر الغيب شئ من غرائب العلم تارة كالبرق الخاطف وأخرى على التوالى إلى حد ِما ودوامه فى غاية الندور فلم يفارق ( الإلهام ) الاكتساب فى نفس العلم ولا فى محله ولا فى سببه ولكن يفارقه من جهة زوال الجهل فإن ذلك ليس باختيار العبد ولم يفارق الوحى ( الإلهام ) فى شئ من ذلك بل فى مشاهدة الملك المفيد للعلم فإن العلم إنما يحصل فى قلوبنا بواسطة الملائكة وإليه الاشارة (27) قال تعالى : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) }(28) .
قال الجنيدى رحمة الله عليه : الإيمان بطريقنا هذا ولاية ووجه ذلك أن الصوفية تميزوا بأحوال فريدة وآثار مستغربة عند أكثر الخلق لانهم مكاشفون بالقدر وغرائب العلوم واشاراتهم إلى عظيم أمر الله والقرب منه والايمان بذلك ايمان بالقدر ولهم علوم من هذا القبيل ولايؤمن بطريقهم إلا من خصه الله تعالى بمزيد عنايته(29).
يقول السهرودى فإرسال الرسول يختص بالأنبياء والوحى كذلك والكلام من وراء حجاب بالإلهام والهواتف والرؤى والمنام وغير ذلك كرامة لعباده المتقين من الشيوخ والراسخين فى العلم(30), كما يذكر السهرودى أن العالم الروحانى مجمع الحسن والجمال , ووجود التناسب فى الاكوان مستحسن قولاً وفعلاً وجود التناسب فى الهياكل والصور ميراث الروحانية ، فالتأثر به لوجود الجنسية ثم يتقيد ذلك بالشئ بمصالح عالم الحكمة ورعاية الحدود للعبد عين المصلحة عاجلاً وآجلا(31).
ذكر الشيخ الرئيس ابن سينا أهمية أثر الصور الحسنة وتأثيرها على النفس فى “رسالة الفعل والانفعال واقسامهما” فقال ” أن الأفعال والانفعالات تتفاوت بحسب تفاوت الأمور العقلية النفسية منها والجسمانية ، فمن ذلك أنه كلما كان الشئ أقوى وأتم من غيره كان التأثير الصادر عنه أبلغ وأظهر وكلما كان الشئ أتم استعداد واشد تهيؤاً كان قبوله للأثر الصادر عن غيره فيه أبلغ وأظهر ومثل الفعل الجسمانى فى النفسانى كتأثير الصور المستحسنة فى النفوس البشرية فى استمالتها إليها مرة وتنفرها عنها أخرى ” (32) .
كما تدخل فى تأثير النفسانى فى النفساني ضروب الوحى والكرمات وصنوف الآيات والمعجزات وفنون ( الالهامات ) والمنامات وانواع السحر والأعين المؤثرة (33).
وقد جعل ابن سينا الصنف الثالث من أصناف السحر وهو داخل تحت تأثير الجسمانى فى النفسانى فكتأثير الصور والألوان والاشكال وضروب التحريكات والتسكينات فى الانفس البشرية.
أما تأثير الصور والأشكال فكتأثير المعشوق فى العاشق حتى يهيم به ويخفق قلبه إليه وتحركه التحريكات المتنوعة من القبض مرة والبسط أخرى ومن الوجد مرة والشغف الموجب للفناء والنصب أخرى , فكما جاء فى الأثر ( إن من البيان لسحراً ) حتى يكاد يحكم بأن هذه الاشياء تسحر الناس(34), وتقلبهم عن احوالهم بحيث لا يوجد مخلص من تأثيراتها ويدخل تحت هذا القسم ما يسميه الحكماء بالسحر الطبيعى وذلك أن عندهم أن هذه الأمور الطبيعية وأصناف الحكم والعجائب فى خلقها سحر من الطبيعة للناظرين فيها والمتأملين لها والمقتادين بها تسحرهم وتقلبهم عما هم عليه من اتباع الهوى والقوى البدنية إلى الشغف بتأمل العبر والآيات فى الامور السماوية والارضية (35)قال تعالى : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) } (36).
الموسوعة الذهبية أسرار كنوز وروائع الفنون التشكيلية الإسلامية عبر العصور
التعليقات
الباحث العلامة عفيف البهنسي

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.