“هيثم المغربي”.. أسلوبٌ عصريّ في التصوير الضوئي

لينا الخنساء – الخميس 14 تشرين الثاني 2019

أعطى قيمةً مضافةً للتصوير الضوئي، وجسّد الواقعَ الإنسانيَّ بأفكارٍ جديدة، فطرح مواضيعَ إنسانية من خلال لقطات منتقاة بعناية شديدة، رفض أن يمتهنَ التصوير، وأصرَّ أن يبقيه شغفاً خالصاً، فتوجّه للمدرسة السريالية التشكيلية التي جعلها منارته ووجهته في عالم التصوير الفوتوغرافي.

مدوّنةُ وطن “eSyria” التقت بتاريخ 2 تشرين الثاني 2019 المصور “هيثم المغربي” ليحدثنا عن بداياته في عالم التصوير حيث قال: «درست في “دمشق”، وتخرجت من المعهد الصحي، وعملت في مركز “الباسل” لأمراض وجراحة القلب مدة ثلاث سنوات، حيث أكملت خلال هذه الفترة دراستي وحصلت على بكالوريوس في الطب، ولكني بدأت مسيرتي في الفوتوغراف عام 1995 عندما ذهبت مع والدي إلى مركز “وليد عزت” بسبب اهتمامي بالفنون والرسم، عندها تعرفت إلى الكاميرا فأحببتها فوراً، كما اطلعت على الفيلم الخاص بها وكيفية التحميض، وعشت حالة انسجام جميلة معها، ثم اتجهت إلى الرسم الكاريكاتوري، وعملت به حوالي سنتين، وتوقفت بسبب تعرضي لموقف مزعج بسبب الرسومات التي صنعتها، هنا انتقل اهتمامي إلى الحياة العملية، إلى حين أن خرجت في رحلة مع رفاقي في فريق “جوالة سورية”، وكان معظمهم يحمل كاميرات فعادت لي الذكريات وتحرك الشغف من جديد، فأسرعت لاقتناء كاميرا وتابعت دراسة الفوتوغراف من المكان الذي توقفت فيه. اطلعت على كتب كثيرة لمصورين كبار، ومواقع وفيديوهات تعليمية من خلال شبكة الإنترنت، وانتسبت إلى نادي التصوير الضوئي السوري عام 2013، وفي نهاية عام 2013 انتسبت لاتحاد المصورين العرب بصفة مصورٍ محترف، وبعدها انتسبت للاتحاد العالمي للمصورين المستقلين بصفة مصور صحفي محترف، وعملت على تدريس الفوتوغراف مع الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق “أنا السوري”، وكانت أول تجربة لي كمدرس فوتوغراف


إحدى الصور ذات معانٍ واقعية
حيث أقمت معهم دورتين».

يكمل “المغربي”: «بعد ذلك أسست معهدي الخاص، وأسميته “روبينا آرت”، ودرّست فيه حوالي 300 ساعة تدريبية، وخرّجت أكثر من 50 طالباً، حيث تحول هذا المعهد لاحقاً إلى شركة إنتاج مرخصة بالاسم نفسه، وكانت الغاية منها أن أقوم بعمل أفلام وثائقية وبرامج تثقيفية وتعليمية تعنى بالفن والثقافة، وللأسف توقف العمل بهذا المشروع بسبب ظروف الحرب، وحالياً أنتظر أن تتحسن الظروف لكي أستأنف العمل به.

كما عملت مع “الأمانة السورية للتنمية” عن طريق إقامة دورات فوتوغراف للدعم المجتمعي، وعملت مع فريق “عدسة سلام” في مخيم “عشرة”، وهو مخيم الدمج الفعّال التابع للأمم المتحدة “UN” لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة مع الأشخاص السليمين، والذي حقق نتائج مبهرة، وكنت قد حاضرت بالمركز الثقافي العربي لعدة مرات فيما يخص الفوتوغراف، وعملت أيضاً مع مجلة “فوتو آرت بوك” كمحرر مدة تزيد على الأربع سنوات، وحصلت على تكريم من المجلة وذلك للمقالات التي أقوم بكتابتها، كما أنني رئيس مجلس إدارة نادي فن التصوير الضوئي في “سورية”، وفي جانب آخر حكّمت في عدة مسابقات محلية منها لفريق “جوالة سورية” ، وحصلت على تكريم من عدة جهات منها جمعية “أنا السوري” وفريق “جوالة سورية” وعدة جهات أخرى».

يضيف عما يجذبه فنياً: «أبتعد في تصويري عن المدرسة الواقعية لأني لا أحب أن أعكس المشهد فقط، وإنما أوجّه رسالة، فأميل بشكل


من أعماله
أكبر إلى الحالة التشكيلية والتعبيرية في الفوتوغراف، وحالياً أعمل على مبدأ الفن السريالي، وهي مدرسة رائعة تعتمد على أنني أقوم بتصوير عناصر العمل الذي أعمل عليه وأستخدم الفوتوشوب لتجميعها بالطريقة التي تعبر عن الفكرة التي أرغب بإيصالها، فالفوتوغراف ليست مهمته أن يعكس الواقع فقط وإنما تغييره، وبالنسبة لي أن ألتقط صورة وأعرضها على الناس وأُحدث أثراً في واحد منهم وأستطيع تغيير جانب ما من حياته أهم بكثير من أن أحصل على إعجاب مئات الناس».

“ميلاد نصرة” مصور فوتوغراف قال: «”هيثم” من الأوائل الذين أسسوا لما يسمى بالتصوير المعاصر، نعدّه منارةً يلجأ لها محبو التصوير الفوتوغرافي البعيد عن التقليد والواقعية، وهو من أوائل الذين نادوا بالمدرسة السريالية والتشكيلية أيضاً، والتي تعدُّ نقلةً نوعيةً في مجال التصوير، عدا عن صعوبة مجاله الذي استطاع أن يضعَ له نواةً صحيحة. أعماله غنيةٌ عن التعريف، فلديه لوحات تشكيلية سريالية بمحور التصوير الفوتوغرافي، والتي تعدُّ أقرب إلى اللوحات من الصور، وما منحه هذه القوة في المجال هو ثقافته وغزارة اطلاعه ومتابعته لكل جديد، وأنا شخصياً أعدّه مورداً للمعلومات، وخاصةً في الفن وجمالية التفاصيل التي يضع جلّ تركيزه فيها، فمن خلال معرفتي به رأيته يقرأ الصور كما يقرأ الروايات ويقسمها إلى شخصيات وعناصر ومحاور ورسائل، عدا عن التقنية والحرفية الكبيرة التي يعمل بها».

“محمد سعدان” مصور ومتدرب سابق لدى “هيثم

صورة بتفاصيل كثيرة
المغربي” قال: «تدربت لدى “هيثم المغربي”، وكان التدريب مميّزاً جداً حيث كان مقرباً من المتدربين، كصديق وأخ قبل أن يكون مدرباً، وقدم المعلومات بكل سخاء وحاول أن يظهر جميع الإمكانيات التي بداخلنا، لم يترك لنا المجال بسبب كرمه الكبير في متابعة أمورنا، والتواصل معنا وإجابته على أسئلتنا حتى بعد انتهاء الدورة التدريبية، منهجيته وأسلوبه في طرح المعلومات تدريجياً وإعطاء كل معلومة حقها جعلنا نستفيد من أدق التفاصيل».

يذكر أنّ “هيثم المغربي” من مواليد “دمشق” 1981.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.