سورية السياحية – Syria tourism
‏٢٢ نوفمبر‏، الساعة ‏٣:٢٣ م‏ ·
قرية خـربـة عـامـودي … اسـم فرضتـه الجغرافيـة والتـاريخ
.
في منطقة تتوسط سبع قمم جبلية بنيت قرية خربة عامودي على أنقاض عدد من الخرائب الأثرية العائدة إلى عصور قديمة؛ وهو ما جعل منها واحدة من القرى المتكاملة سياحياً وزراعياً.
.
تقع قرية خربة عامودي إلى الجنوب من مدينة القدموس ، حيث تتبع لها إدارياً، وتبعد عنها مسافة تقدر بسبعة كيلو مترات، كما أنها تعدّ إحدى القرى التي تفصل منطقة القدموس عن منطقة الشيخ بدر . يحيط بها عدد من القرى، منها قرية المنصورة المعروفة لدى أهالي المنطقة باسم الدنبية من جهة الشمال، وناحية حمام واصل من جهة الشمال الغربي، وقرية الشماميس من الجنوب الغربي، إضافة إلى قريتي كاف الحمام وعامودي من جهة الجنوب. أما من جهة الشرق، فتحيط بها قرية “نعنو”. وتعدّ قرية “خربة عامودي” من القرى الكبيرة من حيث المساحة التي تقدر بثمانين هيكتاراً، لكن مساحة المنطقة المأهولة ليست كبيرة، فهي تتكون من حارتين فقط، هما: “الحارة الشرقية”، و”الغربية”.
.
القرية كانت في الأساس مجموعة خرائب أثرية قديمة عائدة إلى عصور متعددة، ولهذا السبب عرفت القرية باسم خربة عامودي . أما لفظ عامودي، فهو مشتق من عمّد أو التعميد، حيث كان سكان المنطقة القدماء من المسيحيين .
.
تمتد بيوت القرية على منطقة تلاقي سبع قمم جبلية؛ أعلاها جبل عامودي الذي يرتفع سبعمئة وخمسين متراً عن سطح البحر، وتتميز هذه القرية بانحداراتها الشديدة في مختلف الاتجاهات، وفي القسم الجنوبي منها يوجد وادٍ سيلي تجف مياهه في فصل الصيف. أما الصخور الموجودة بأراضي القرية، فهي من النوع الرسوبي، كالكلس والدولوميت؛ وهذا ما يفسر قلة الجريانات المائية السطحية، ووجود بعض الينابيع الكارستية* التي تتسرب مياهها من مسافات بعيدة من المناطق المجاورة الأكثر ارتفاعاً عبر قنوات كارستية باطنية، حيث يوجد عدد من الينابيع التي يستفيد أهالي القرية منها في ري بعض المحاصيل الصيفية .
.
توجد في القرية بقايا غطاء نباتي طبيعي من أشجار السنديان والبطم والبلوط والغار، كما تكثر فيها أشجار الزيتون، ويوجد عدد لا بأس به من أشجار الزيتون “الكفرية” القديمة التي تعود إلى ما قبل ميلاد السيد المسيح؛ أي الفترة الكنعانية، وبالقرب منها آثار النواغيص**، ومدافن حجرية تعرف باسم “السرايا” تعود إلى الفترة نفسها .
.
يوجد فيها عدد لا بأس به من الينابيع، وكلها ساهمت في قيام زراعات متنوعة، تأتي في مقدمتها زراعة التبغ، حيث يعدّ من المحاصيل التجارية الرئيسة التي يعتمد عليها الأهالي سنوياً كمصدر دخل أساسي، وتنتشر زراعته بكثرة في المنطقة، إضافة إلى أنواع أخرى من الزراعات المروية،ومن المحاصيل الأخرى التي يعتمد الأهالي على زراعتها اعتماداً كبيراً محصول القمح، وتتنوع الأشجار فيها، وتأتي في مقدمتها أشجار الزيتون، ثم الرمان والتفاح والجوز واللوز والتوت والتين والكرمة وغيرها، هذا إضافة إلى اعتماد الأهالي على تربية بعض أنواع الدواجن والمواشي للاستفادة من منتجاتها وبيع الفائض منها، ويوجد فيها أربع مداجن ومعصرة زيتون تخدّم أهالي القرية والقرى المجاورة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.