قد يكون فن ‏‏شخص واحد‏ و‏منظر داخلي‏‏
Saad Alkassem
‏١٢ مارس‏، الساعة ‏١٢:٥٦ م‏ ·
برحيل الفنان عبد القادر النائب صباح اليوم. فقدت الحركة التشكيلية السورية أحد أهم أعلامها التاريخيين، والفنان الأكبر عمراً فيها. فقد ولد الراحل الكبير في مدينة أريحا جنوب ادلب أواخر عشرينات القرن الماضي، حيث كانت المدينة تفتقد لكثير من مقومات الحياة الحديثة، منعزلة عن العالم إلى حد كبير. وظل حتى آخر حياته يحمل من تلك الأيام كثيراً من الأسى، بسبب تعامل أحد أساتذة مدرسته الابتدائية اللاإنساني مع واقعه الصحي، إلى حد إكراهه على ترك المدرسة. ويحفظ بالمقابل الكثير من التقدير لأستاذ آخر قدم له مثالاً عن السلوك النبيل، وكان السبب في متابعته الدراسة. غير أن صورة في مجلة قام بنقلها كشفت عن موهبته في الرسم التي حظيت بتشجيع والده رجل الدين المرموق، وحددت باكراً طريق مستقبله.
في عام 1950 سافر عبد القادر النائب إلى بيروت وليس في جعبته سوى أجرة الطريق، وموهبة صاغتها خبرة السنوات الماضية، وبفضلها استطاع الحصول على فرص عمل عديدة، كما أنتسب إلى أكاديمية الفنون. واكتشف المجتمع البيروتي براعته في رسم البورتريه فسعت وجوه المجتمع إلى مرسمه متفاخرة باللوحات الرائعة التي كان يرسمها لها، محققاً النجاح تلو النجاح، دون أن يخفق سوى مرة واحدة، وكان ذلك خلال أكثر من محاولة لرسم فتاة استحوذت على مشاعره.
منذ عودته إلى دمشق أواخر الخمسينات لم يتوقف عبد القادر النائب عن الإنتاج الغزير، ومع أنه لم يكن متناسباً مع العدد القليل من المعارض الفردية التي أقامها، فإن تلك المعارض القليلة أثارت الاهتمام دائماً، وكرسته في الذاكرة كرسام بورتريهات بارع. ولم تكن الوجوه، و لا الاتجاه الواقعي بأكمله، سوى محطة واحدة من مسيرة حافلة بالإبداع امتدت إلى أكثر من أسلوب، وقدمت الكثير الكثير من الأعمال الفنية البارعة التي احتفظ بها في مرسمه، والتي تمثل جزءاً أصيلاً وثرياً من الذاكرة التشكيلية السورية.
أسعد الله روحه . وأدام ذكراه.
الصورة: خلال تسجيل برنامج (ملونون) في مرسمه – منزله أواخر صيف 2019 عرض أقل
— مع ‏‎Farouk Muhammad‎‏ و‏‎Abd Alkader Al Naeb‎‏.
Maher Al Naeb
الصديق سعد اشكرك على جهودك المقدرة غاليا في تسليط الضوء على اعمال وسيرة والدي عبد القادر النائب.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.