قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏منظر داخلي‏‏
مصطفى رعدون
‏٢٩ يوليو‏، الساعة ‏٧:٢١ م‏ ·
الصيد
هذه اللوحة الفسيفسائية الأثرية من مدينة أفاميةالعاصي ( قلعة المضيق ) :
عبارة عن أرضية من دار الحكومة في أفامية تمثل مجموعة من حيوانات البيئة السورية تم الكشف عنها أثناء وجود العالم البلجيكي ألبرتو ماينص قبل الحرب العالمية الثانية ،
وهي من منتصف القرن الخامس الميلادي ،
وقد نقلت إلى العاصمة البلجيكية بروكسل بمعية السلطات الفرنسية المحتلة ، ووضعت في المتحف الملكي الكلاسيكي حيث أفرد لها جناح خاص ، ولاتزال كماوضعت ، وصنعت واجهة لمجموعة أعمدة حلزونية شبيهة بأعمدة أفامية كواجهة للمتحف المذكور وعليها سكفها وهي بكامل تزيينها ولا تزال قائمة وذلك تقديرا لمدينة أفامية العاصي أجمل مدائن الأرض ، حيث هي المدينة الأثرية الوحيدة مما قبل الميلاد ( العصور القديمة )، ولا تزال تحتفظ بسوقها وأسوارها كاملة وهي بطول سبعة كيلو مترات تقريبا ، اما ( الشارع الرئيسي ) السوق فهو بطول حوالي 2000م ،،،
وقد أقيم في الثمانينات من القرن المنصرم أسبوع للكشف عن أسوار مدينة أفامية ، إشتركت فيه آليات المؤسسات العامة لنقل وترحيل الأتربة خلف الأسوار ، وكان أسبوعا رائعا بجدارة برعاية وزيرة الثقافةوقتها : الدكتورة نجاح العطار و محافظ حماة وقتها السيد محمد حربة ، وإشراف المديرية العامة للآثار والمتاحف برئاسة العلامة الدكتور عفيف بهنسي ، والأستاذ عبد الرزاق زقزوق مدير آثار محافظة حماة حينها ،
وفن الفسيفساء الأفامي له ميزات رائعة إتسم فيها ، وطغى على فن الفسيفساء في حوض المتوسط ،بجماله ودقته ، وروعة ألوانه وموضوعاته البيولوجية الجميلة ،
” الصيد “
لوحة فسيفساء من مكتشفات أفامية ( كانت تغطي أرضية دار الحكومة في مدينة أفامية السورية)
التنقيبات الأثرية في تلك المنطقه بدأت على يد بعثة أثرية بلجيكية بإسم المتاحف الملكية للفن
والتاريخ في بروكسل ، وجرت أول حفريات في الأعوام 1928م، 1930م حتى 1938م وتم نقل الكثير من المكتشفات إلى بلجيكا لتعرض في متاحفها أو تبقى ممتلكات خاصه … ندعوامن الله أن تنتهي الحرب ويعود الأمن والأمان ويخيم السلام على ربوعنا الغالية ، وتبدأ عملية إعادة البناء في بلدنا الحبيب سوريا، وعندها يتوجب على المعنيين أن يضعوا في أولوياتهم الإهتمام بمتاحفنا وتطويرها وبذل الجهود للرقي بها على مستوى عالمي ، ومن ثم المطالبه بإعادة بعض من آثارنا المهجرة التي تملء متاحف العالم الى بلدها الأصلي ( سوريةالحضارة ) فالآثار الحضارية يجب أن لا تهجر عن مواقعها وبيئتها، لتكون شواهد ملموسة عن حضارة تلك البلاد ، وملامح حية عن حضارتها ورقيها وطرق حياتها ، فتعطي صور صادقة عن تلك الرؤى للعابرين والطالبين وأجيال الأمم القادمة ،،،،

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.