أما عن تسمية “سلفي” فتعود إلى سنة 2002 ميلادية قبل أن يتم اعتمادها على نطاق أوسع سنة 2012م. وقد عرف هذا المصطلح انتشارا واسعاً جداً على مستوى العالم بعد صورة السيلفي الشهيرة التي التقطتها إلين ديجينيريس في حفل توزيع الأوسكار السادس والثمانون مع أشهر نجوم هوليود والذي حاز على أعلى عدد لإعادة التغريد منذ انطلاق الموقع (3 ملايين ريتويت ) حيث قدرت تلك الصورة فيما بعد بمبلغ مليار دولار.
في شهر أكتوبر 2013، انتشرت على نطاق واسع صورة للرئيس باراك أوباما وزوجته ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيسة وزراء الدنمارك هيلي ثورنينج شميت خلال عزاء الزعيم الإفريقي نلسون مانديلا.
آنذاك، لم تبحث وسائل الاعلام كثيرا في نوعية الصورة وطريقة التقاطها، بل خاضت أساسا في مضمونها وما تشي به ملامح من فيها.
بعد هذه الحادثة بشهر، أعلنت دار نشر جامعة أكسفورد عن مصطلح جديد دخل قاموسها الشهير: “سيلفي” “Selfie” التي تعني صورة شخصية ينشرها صاحبها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي.
موقع “راديو سوا” يفتح ملف “سيلفي”، يرصد بالصور الحقول التي أصيبت بعدوى الظاهرة، ويقف عند الابتكارات التي استلهمت منها ويكشف بعضا من الأعراض الجانبية التي تركها السعي للتوثيق الذاتي للحظة في الحياة حال دونها الموت.. أحيانا!
أوسكار.. بداية الهوس
شكل حفل توزيع جوائز أوسكار 2014 بداية تحول “سيلفي” إلى ظاهرة غزت جهات العالم الأربع.
سيلفي المشاهير
انطلقت عدوى سيلفي لدى مشاهير الفن من ليلة التتويج بجوائز أوسكار، عندما بادرت مقدمة الحفل إيلين دي غينيريس إلى توثيق إحدى لحظات العرس السينمائي عبر التقاطها صورة لها برفقة نجوم آخرين باستخدام هاتفها الذكي، قبل أن تنشرها على “تويتر” لتعقبها عاصفة مليونية من إعادة التغريد.
لاحقا تحول السيلفي إلى طقس حاضر في جميع المهرجانات ولدى النجوم والمشاهير.
الدين يجاري البدعة
لم يفوت حجاج هذا العام فرصة زيارة الحرم المكي دون أن يوثقوا تلك اللحظات بالتقاط صور سيلفي ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأجج هذا الهوس جدلا دينيا حول جدوى التصوير أثناء أداء مناسك الحج، وصدرت فتاوى تشجب التقاط تلك الصور الشخصية.
ولم يختلف الأمر عن معتنقي الديانات الأخرى مثل المسيحية واليهودية، فقد شاعت صور من نوع “سيلفي” لبابا الفاتيكان وبابا الكنيسة القبطية في مناسبات مختلفة.
كأس العالم.. حمى السيلفي
شكل حدث تنظيم البرازيل لكأس العالم في صيف 2014 مناسبة ازدهر فيها التقاط الصور بطريقة “سيلفي”، وبلغ الأمر ذروته خلال مباراة النهاية التي جمعت الأرجنتين بألمانيا.
سيلفي صناع القرار السياسي
السياسيون وصناع القرار، ليسوا استثناء من مد “سيلفي”، في مختلف المؤتمرات والقمم الدولية والاقليمية تم تسجيل حضور هذه الظاهرة.
لم تخل ظاهرة الـ”سيلفي” من تفاصيل بعضها غرائبي والبعض الأخر مأسوي، في لبنان مثلا راجت أخبار عن سعي أحد مواطني البلد إلى التقاط صورة ذاتية مع والدته المتوفاة، كان عليه أن ينبش القبر حتى يحقق أمنيته.
وبالمكسيك، لقي شاب يدعى أوسكار حتفه أثناء محاولته التقاط صورة “سيلفي مميزة”، كي يضيفها إلى مجموعة من الصور المماثلة التي اعتاد على التقاطها بكثرة.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أن الشاب البالغ من العمر 21 عاما استعار مسدسا من أحد أصدقائه، وأراد التقاط الـ”سيلفي” وهو يضع المسدس على رأسه، لكن أوسكار لم يكن يعلم أن المسدس كان محشوا بالرصاص، وسرعان ما انطلقت منه إحدى الرصاصات، فاستقرت في رأسه.
وفي حوادث أخرى، إيطالية تسقط من مسافة 18 مترا على صخور، وروسية دفعتها الإثارة للإمساك بسلك كهربائي عالي التوتر.
علامة تجارية
تحولت تقنية “سيلفي” لالتقاط الصور إلى علامة تجارية، بل إنها ولدت من رحم التسويق، ذلك أن “سيلفي جوائز أوسكار” تم الترويج عبره للهاتف الذكي من نوع “سامسونج”.
ومع الانتشار السريع لهذه الطريقة الجديدة في التصوير، عمدت عدة شركات ووحدات تصنيع إلى انتاج وتسويق وسائل تدعم “سيلفي”، مثل العصا وطائرات “نيكسي” وإكسسوارات عديدة أخرى.
