الخطاط “الخربوشي” .. فنان نجح في تحويل الخط المغربي من النسخ إلى فضاء اللوحة الجمالية

00 ‫(1)‬ ‫‬


المصطفى الناصري “فنون الخليج”حميد الخربوشي من مواليد مدينة خريبكة (سنة 1967) فنان وخطاط استطاع بفضل ملكاته الفنية أن ينجح في تحويل الخط المغربي من خط للنسخ إلى فضاء اللوحة الجمالية عبر ابتكار قواعد وتراكيب لم تكن موجودة من قبل جعلت منه منافسا قويا لتجارب عربية ومشرقية في المجال. واستطاع هذا الخطاط ، الذي شكلت مدينة خريبكة محطة أساسية في مساره الفني نهل خلالها أبجديات هذا الفن الجمالي ، أن يفرض اسمه كفنان برع في إدخال الخط العربي في التشكيل وتعامل معه على أنه وحدة متحررة تضفي جمالا على اللوحة الفنية وتؤثت فضاءها.وشكل ولوج الخطاط والتشكيلي حميد الخربوشي الكتاب (المسيد) في سن مبكرة مرحلة غرف منها هذا الفنان العصامي تجربة فنية انتقلت من تعامله مع اللوحة والصلصال إلى الرغبة والإصرار على تعلم وإتقان قواعد الخط العربي بشكل عام والخط المغربي بشكل خاص. وواصل هذا الفنان، الحاصل على الإجازة في الأدب العربي سنة 1993 ، صقل موهبته الفنية، من خلال ميزة التأمل للأشياء واستلهام موهبة فنية ورثها عن أبيه الذي كان يشتغل في قطاع البناء ومن أمه التي امتهنت غزل الصوف ونسج الزرابي، وفجر طاقاته الإبداعية أهلته لنيل مكافأة في الخط المغربي خلال المسابقة التي نظمتها جمعية صنعة الخط سنة 2006، وجائزة التمييز في مسابقة جائزة محمد السادس لفن الخط العربي سنة 2007 . وساهم حميد الخربوشي من خلال هذه التجربة في إعادة الحرف العربي إلى بيئته الأصلية في بناء اللوحة الفنية عبر توظيفه في فن وهندسة العمارة العربية الإسلامية كفضاء مفتوح على العوالم الروحية مشكلا بذلك فنانا محبا للخط العربي بارعا في نوع “خط المجوهر الجليل” الذي يعود له الفضل في وضع قواعده ونظم تراكيبه الفنية شأنه شأن خط الثلث وخط جلي الديواني.

وعن “المجوهر الجليل” يقول الخربوشي “هو الانتقال من حجم القلم الدقيق الرقيق الرفيع المدبب الغير مزوي ، الذي لا يتجاوز سمكه أو حجمه أقل من ملمتر ، إلى القلم القطيط المزوي وهو نوعان خفيف سطري وثقيل متراكب وتعريفه لغة هو الواضح بجماله ، الكبير الجلي بحركاته وإيقاعاته ،الذي تستطيع العين تمييز كثله عن بعد معين وفك شفرته بيسر”.

وأضاف “المجوهر المركب والمتراكب في تكوينات جمالية ..وأساس هذا كله وأسباب نزوله هو الانتقال من الكتابة والتحرير والنساخة إلى المفهوم التشكيلي لبناء اللوحة الفنية بناء حرا، إذ ليس كل واضح من الخط جميل ، وإنما القصد في تحصيل التعبير والتجريد وبلاغة الصورة وحسن التأثيت ..، انه الانتقال من بعد واحد إلى بعدين يؤطرهما سني المزير صريرا و صريفا ويرويها النون تحبيرا”.

وعن أعماله الفنية يقول الخطاط والمؤرخ محمد المغراوي إن الخربوشي فنان تشكيلي يحسن محاورة اللون وسيميائه، ويجره الحرف إلى عوالم الرمز وعشق الحركة ومسكون إلى حد الوله بقضية الخط وبأسئلة الخط المغربي. وأضاف في شهادة بعنوان “حميد الخربوشي و المجوهر الجليل : مساران في اتجاه واحد” أن الفنان، بعد خبرة طويلة لمضامير الخطوط العربية المختلفة ، اشتغل على كائن تراثي “المجوهر”، نسبة لتشابه حروفه بعقد الجوهر في جماله وتدويره، الذي تعمق فيه وسيطر اهتمامه به على حواسه وميولاته الفنية . وفقا لما نشر بصحيفة المنارة .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.